ايجي سبورت - الدوحة - سيف الحموري - أكدت جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، أنها تستشرف مستقبلاً يتبوأ فيه الذكاء الاصطناعي دورًا بارزًا كركيزة أساسية في الحياة والعمل والاكتشافات العلمية المتقدمة.
وقالت الجامعة في بيان أمس «إنها تقدم أربعة برامج أكاديمية هي العلوم البيولوجية، وإدارة الأعمال وعلوم الحاسوب وأنظمة المعلومات، وفي كلّ تخصص منها، تحرص كارنيجي ميلون على تزويد خريجيها بالمهارات والكفاءات الضرورية للمساهمة بقوة في تشكيل عالم يقوده الذكاء الاصطناعي.
وأضافت: تحت قيادة مايكل تريك، الذي يشغل منصب عميد الجامعة في قطر منذ عام 2017، وينتمي إلى أسرة هيئة التدريس في الجامعة الأم منذ 35 عاماً، شهدنا تحولاً جذرياً في منهجية إعداد الطلاب لمستقبلهم المهني.
وأكد تريك: «نحن نعيش في قلب نهضة يقودها الذكاء الاصطناعي، والعديد من الوظائف التي سيشغلها طلابنا في المستقبل لم تُبتكر بعد. لذا، نحرص على تحفيز قدراتهم الإبداعية، وتشجيعهم على استكشاف مجالات معرفية متنوعة، والتفكير بعمق في تأثير الحلول التي يطورونها على المجتمع.»
ويُشكل الذكاء الاصطناعي عنصراً محورياً في التخصصات الأكاديمية الأربعة التي تقدمها جامعة كارنيجي ميلون في قطر. ففي علوم الحاسوب وأنظمة المعلومات، يتعمق الطلاب في فهم آليات عمل الذكاء الاصطناعي، وتطبيقاته وسبل تطويره. وتتضمن محاور الدراسة والبحث في هذين التخصصين مجالات المعالجة الآلية للغات الطبيعية، والتعلم الآلي، والروبوتات، والشبكات والنظم، والأمن السيبراني، وغيرها. حتى صار الذكاء الاصطناعي يلامس تقريباً كل جانب من جوانب هذين التخصصين في الجامعة.
أما في العلوم البيولوجية، فيكتسب الطلاب معرفة أساسية بمبادئ الذكاء الاصطناعي، مع إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في دورات متخصصة أو إجراء بحوث في علم الأحياء الحاسوبي، حيث يبشر الذكاء الاصطناعي بابتكار أساليب جديدة في تشخيص الأمراض وعلاجها. وبفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح الطب الدقيق واقعاً ملموساً، وهو ما تسعى جامعة كارنيجي ميلون في قطر إلى تأهيل طلابها للإسهام فيه من خلال الأبحاث والاكتشافات المبتكرة.
وفي مجال إدارة الأعمال، ينخرط الطلاب في تعلم توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وترشيد عمليات اتخاذ القرار. وقد أصبح للذكاء الاصطناعي تأثير بالغ على عدد كبير من مجالات إدارة الأعمال، ما يجعل فهم آليات تطبيق هذه الأدوات أمراً جوهرياً للخريجين الجدد. وفي هذا السياق، استحدثت الجامعة برنامجاً دراسياً متخصصاً في «الذكاء الاصطناعي والعلوم المالية»، يستهدف الطلاب المهتمين بتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة القرارات المالية والاستثمارية للشركات.

مبادرات بحثية
يتجلى تأثير الذكاء الاصطناعي أيضاً في كونه عنصراً محورياً في الأنشطة البحثية متعددة المجالات في جامعة كارنيجي ميلون في قطر. وتتقاطع بعض المشاريع البحثية الحالية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي مع موضوعات الاستدامة، مثل تطوير أساليب تنظيف الألواح الشمسية وصيانتها، وتحسين آليات العناية بالنباتات في الصوبات الزراعية الدفيئة. وعلى مدى سنوات، شارك العديد من أعضاء هيئة التدريس في استكشاف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المعالجة الآلية للغات الطبيعية مع التركيز بوجه خاص على اللغات العربية والتركية والإنجليزية.
يستكشف الباحثون في الجامعة إمكانيات توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في تعزيز أساليب التعليم والتعلم. وترتكز الفرضية الأساسية لهذه الأبحاث على قدرة الذكاء الاصطناعي على الارتقاء بمستويات التعلم، خاصة المبتدئين في المواد الدراسية المختلفة. وفي العديد من الدفعات، أعاد أعضاء هيئة التدريس تصميم الواجبات ووحدات التعلم لتمكين الطلاب من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بكفاءة وفعالية.
المسؤولية الأخلاقي
في ظل التنامي المتسارع لتأثير الذكاء الاصطناعي، تتصاعد المخاوف بشأن جوانب القصور والمخاطر المحتملة التي قد تكتنف تقنيات هذه التكنولوجيا. ويواجه الطلاب تحدياً حقيقياً في تحليل أدوات الذكاء الاصطناعي برؤية نقدية، خاصة عند البحث في السبل الكفيلة بجعل مخرجات هذه التقنيات أكثر شفافية وعدالة وإنصافاً. لذلك، تتيح جامعة كارنيجي ميلون في قطر لطلابها دراسة مقررات اختيارية تغطي طيفاً واسعاً من التخصصات الفرعية في الفنون والعلوم إلى جانب مقرراتهم الدراسية التخصصية. هذا النهج التعليمي يسهم في تنمية الوعي بالسياق الأوسع للذكاء الاصطناعي، ويعمل على تأسيس آليات لتوجيه هذه التكنولوجيا نحو إحداث تأثير إيجابي في المجتمع.

سيف الحموري

كاتب مقالات في موقع كلمتك, حيث أقوم بكتابة المقالات بمجالات مختلفة ومتنوعة. لدي سنوات عديدة من الخبرة في مجال الإعلام والصحافة والتسويق وأحمل شهادة البكالوريوس في التسويق كما قد قمت بتطوير مواهبي في الصحافة بعد أن بدأت العمل في هذا المجال.