ايجي سبورت - تقوم عدة دول أوروبية بالإضافة إلى كندا بمراجعة وإعادة النظر بشأن تعاقدات قد أُبرمت أو قدمت طلبات لشراء المقاتلة الأمريكية الشبح F-35، بسبب مخاوف سيطرة الولايات المتحدة على تشغيلها وفرضها حدود وقيود في الاستخدام، حيث أوردت صحيفة تايمز البريطانية أن أمريكا يمكنها منع ألمانيا من استخدام أسطولها من هذه الطائرات في أي وقت باستخدام مفتاح الإيقاف، وفقا لتحليل العقد السري السابق لشراء الطائرة.

هل تملك أمريكا مفتاح الإيقاف لـ المقاتلة F-35

رغم نفي الولايات المتحدة لإمكانية حدوث ذلك، إلا أن مخاوف دول الغرب وخاصة ألمانيا وكندا وكذلك البرتغال من تحكم واشنطن في المقاتلة الشبحية F-35، نظراً لامتلاكها دون غيرها “شفرة” كود التحكم بالمقاتلة، وتأتي هذه الأنباء بعد أن أوقفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفترة وجيزة توفير قطع الغيار والبرمجيات والاستخبارات العسكرية لأوكرانيا.

لوكهيد مارتن تنفي

قامت شركة لوكهيد مارتن الأميركية، المصنعة للمقاتلة الشبحية بنفي التكهنات المستمرة بأن الطائرة مجهزة بـ”مفتاح تعطيل” سري يمكن لواشنطن استخدامه عن بعد فورا وفي أي لحظة، ولكن بالنظر والإمعان والتحليل للعقد السري السابق لعقد شراء المقاتلة الأمريكية.

جاء فيه إن وزارة الدفاع الأمريكية أصرت على الاحتفاظ بالحق في وقف الطلعات الجوية في ظل “ظروف استثنائية وعاجلة، عندما تكون المصلحة الوطنية الأمريكية مطلوبة”، كما رفضت السماح للمسؤولين الألمان بفحص رمز الحاسوب الذي يتحكم في الطائرة.

البنتاجون ينفي رسمياً

بعد أسابيع من التكهنات الجامحة، نفى البنتاجون رسميًا قدرته على تعطيل مقاتلات لوكهيد مارتن إف-35 عن بُعد.

وأكد في بيان له أن هذا المفهوم، الذي أُطلق عليه اسم “مفتاح التعطيل”، بدأ كإشاعة لا أساس لها على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه اكتسب زخمًا كافيًا لجذب اهتمام وسائل الإعلام في أوروبا وأمريكا الشمالية.

وصرح مكتب البرنامج المشترك لطائرات إف-35 التابع للبنتاغون قائلاً: “لا يوجد أي توقف مؤقت”. وأضاف: “يعمل البرنامج بموجب اتفاقيات راسخة تضمن لجميع مشغلي طائرات إف-35 امتلاك القدرات اللازمة لاستدامة طائراتهم وتشغيلها بفعالية”.

ويشرف مكتب البرنامج المشترك على مفاوضات العقود، وتسليم الطائرات، وتوفير الدعم اللازم لجميع مشغلي الطائرة أحادية المحرك حول العالم. وقد انضمت عشرون دولة إلى برنامج المقاتلة متعدد الجنسيات، منها عشر دول تُشغّل طائرات F-35 على أراضيها، وفقًا لشركة لوكهيد .. كما أن هناك تراكم طلبات شراء طائرات F-35 يصل إلى 408 طائرات.

حلفاء أوربا يدافعون

فيما دافع عدد من الحلفاء الأوربيين عن الطائرة إذ أكدت المملكة المتحدة أن أسطولها من طائرات F-35 يعمل بشكل مستقل، ويمكنها تشغيل طائراتها وتطويرها بفعالية، مثل دمج أسلحة غير أمريكية فيها.

كما أشاد وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي بالطائرة المقاتلة المتطورة، قائلاً: “نحن سعداء للغاية بطائرة F-35″، مؤكدًا على التعاون العسكري الوثيق بين النرويج والولايات المتحدة.

وأفادت صحيفة “ديفينس نيوز” أن وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانز قال في منتدى باريس للدفاع والاستراتيجية: “من مصلحتنا جميعًا ضمان استمرار برنامج إف-35 في العمل، وأن يظل ناجحًا كما هو الآن، ولا أرى أي مؤشرات على تراجع الولايات المتحدة”.

وصرح وزير الدفاع البلجيكي لصحيفة “ديرنيير هير”: “ليس لدينا ما يشير إلى إمكانية ذلك، طائرة F-35 ليست طائرة تُدار عن بُعد”.

وحلفاء يعربون عن قلقهم

المشغلون المحتملون أعربوا أيضًا عن قلقهم من أن واشنطن قد تمنعهم من توفير الدعم اللازم لاستمرار تحليق طائراتهم، بما في ذلك قطع الغيار وخدمات الإصلاح الشامل وترقيات دورة الحياة.

وبدأ حلفاء الولايات المتحدة القدامى، بما في ذلك كندا والبرتغال، يتساءلون عما إذا كان من مصلحتهم نشر مقاتلة أمريكية الصنع تخضع للرقابة التنظيمية من قبل الحكومة الأمريكية.

الدنمارك والمساومة على جرينلاند

وقال راسموس جارلوف، النائب الدانماركي المحافظ الذي شارك في اتخاذ قرار بلاده شراء 27 طائرة من طراز F-35، إنه يأسف لذلك وحذر الدول الأخرى من الانسحاب من البرنامج، قائلا “يمكنني بسهولة أن أتخيل وضعا تطالب فيه الولايات المتحدة الدانمارك بتسليم جرينلاند وتهدد بإلغاء تنشيط أسلحتنا إذا لم نفعل ذلك”.

وفي مقال نُشر مؤخرًا، تناولت وزارة الدفاع السويسرية هذه المخاوف بشكل مباشر، وأوضح المقال أنه من غير الممكن “التحكم عن بُعد” أو “منع” طائرات إف-35؛ إذ يمكن لسويسرا استخدام طائراتها إف-35 للدفاع الوطني في أي وقت وفي أي مكان.

إيقاف التحديثات يكفي

بدون تحديثات مُستمرة من الولايات المتحدة، قد تُصبح طائرة F-35 التابعة لدولة حليفة أقل كفاءة بشكل ملحوظ في الحروب الحديثة، حيث تعتمد كل دولة حليفة على تحديثات أنظمة الدفاع الجوي الدفاعية (MDF) التي تشرف عليها الولايات المتحدة للحفاظ على فعالية طائراتها التشغيلية.

بدون هذه التحديثات، تتضاءل قدرة طائرة F-35 على اكتشاف التهديدات الجديدة بمرور الوقت، مما يجعلها أكثر عرضة للخطر.

ملفات بيانات المهمة

وتحتفظ واشنطن بملفات بيانات المهمة، فهي دليل المعركة الإلكتروني لطائرة F-35، وهي مُحمّلة ببيانات استخباراتية آنية وبيانات التعرف على التهديدات، فهي تتحكم في تحسين مسارات الطيران الشبحية لتجنب رادار العدو، وتفعيل دمج أجهزة الاستشعار، مما يسمح للطائرة بتحديد وتصنيف طائرات العدو وتهديدات الصواريخ.

وكذلك توفير بيانات الحرب الإلكترونية، وهي ضرورية للتشويش والإجراءات المضادة، فلا تحتاج الولايات المتحدة إلى آلية إيقاف تشغيل فعلية – فمجرد تأخير أو حجب تحديثات أنظمة الدفاع الجوي الدفاعية سيؤثر بشكل كبير على قدرة المشغل الأجنبي على نشر طائرة F-35 بفعالية.

ويقول المحللون العسكريون إن الطائرة تعتمد بشكل كبير على تحديثات البرامج وقطع الغيار المنتظمة من الولايات المتحدة لدرجة أن الإدارة يمكن أن تحقق نفس التأثير بمجرد قطع الدعم الفني.

اقرأ أيضًا: حاملات الطائرات تواجه المجهول.. هل تعيد أحداث اليمن رسم موازين القوى العسكرية؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط