قضية إمام أوغلو تتجاوز اتهامات الفساد: المعارضة التركية أمام تحد كبير في مواجهة أردوغان - ايجي سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قضية إمام أوغلو تتجاوز اتهامات الفساد: المعارضة التركية أمام تحد كبير في مواجهة أردوغان - ايجي سبورت, اليوم الثلاثاء 25 مارس 2025 07:33 صباحاً

ايجي سبورت - فجّر اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الصراع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمعارضة التي تعتبر أنّ ادعاءات الفساد ضد أحد أهم رموزها، ليست سوى وسيلة لإبعاده عن مشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة، كما باتت هذه القضية تثير تساؤلات بشأن "النزاهة القضائية" في تركيا وتضع مستقبل الديموقراطية في البلاد على المحك، وفقاً لتوصيف شخصيات معارضة على رأسها زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل.

وتعود أسباب اعتقال إمام اوغلو ودوافعه، في رأي مراقبين، إلى عوامل عدة، منها تصاعد شعبيته كزعيم معارض لأردوغان، واعتباره أيضاً رمزاً للتغيير والتجديد لدى شريحة واسعة تشعر بالاستياء من السياسات الحكومية.

ويرى الكاتب والأستاذ في العلاقات الدولية حسني محلي أن جميع التهم الموجهة إلى إمام أوغلو "ملفقة ولا أساس لها من الصحة".

 

ويُذكّر في حديث لـ"النهار" بأن "انتخاب إمام أوغلو عام 2019 كرئيس لبلدية إسطنبول تم إلغاؤه بقرار من المفوضية العليا للانتخابات بناءً على تعليمات من أردوغان، وفي حزيران/يونيو من العام نفسه أُعيدت الانتخابات، وفاز المعارض التركي مجدداً بفارق كبير بلغ 800 ألف صوت".

 

متظاهرون يشتبكون مع الشرطة التركية في أنقرة يوم 22 مارس 2025. (أ ف ب)

 

هل يواجه أوغلو مصير ديمرتاش؟

في انتخابات 2023 "سيطر حزب الشعب الجمهوري على الغالبية في المجلس البلدي، ومنذ ذلك الحين، شنّ أردوغان وحلفاؤه حملة تشهير بإمام أوغلو شملت اتهامات متعددة تتعلق بالفساد وعلاقته المزعومة مع حزب العمال الكردستاني، في حين يتحدث أردوغان حالياً مع الحزب نفسه"، يقول محلي.

 

ويتابع: "يظهر هذا الأمر بوضوح أن قرار اعتقال إمام أوغلو سياسي بطبيعته، وكان من الغريب أن يتم إلغاء شهادته الجامعية بعد 35 عاماً كجزء من القرارات السياسية. وتشير جميع استطلاعات الرأي، بما في ذلك تلك الصادرة عن مراكز موالية لأردوغان، إلى أن إمام أوغلو قد يحصل على 58% على الأقل في حال إجراء انتخابات جديدة، ما يدل على أن جميع الاتهامات الموجهة إليه كاذبة، وأنهم قرروا التخلص منه بإيداعه السجن".

 

ويؤكد أن "قرار المحكمة إيداع إمام أوغلو في السجن صدر، والإجراءات القضائية في تركيا تؤدي إلى اعتقال المتهم أولاً، ثم إجراء التحقيق، ويقوم وكيل النيابة بتقديم ملف القضية للمتهم وتحديد موعد للمحكمة، وهذا الملف يعتمد على تقدير وكيل النيابة وقد يبقي المتهم في السجن لأشهر وأحياناً لسنوات. وطوال هذه الفترة، سيبقى إمام أوغلو في السجن في وضع مشابه لوضع صلاح الدين ديمرتاش، الزعيم الكردي الذي لا يزال في السجن منذ تسع سنوات".

 

أين واشنطن من خطوات أردوغان؟

يستبعد الكاتب التركي وجود ضغوط غربية على أردوغان في هذه القضية، وبخاصة من الولايات المتحدة، ويقول: "ليس من قبيل المصادفة أن يُعتقل إمام أوغلو بعد يوم من اتصال الرئيس التركي بنظيره الأميركي دونالد ترامب، ما يشير إلى احتمال وجود صفقات ومساومات بشأن قضايا معينة مثل سوريا ولبنان وقبرص والعلاقة مع روسيا وغيرها".

 

ويتوقع ايضاً تصعيداً أكبر من أردوغان حيال المعارضين ورؤساء البلديات، بالإضافة إلى إغلاق الصحف المعارضة، ومع ذلك، فإن المعارضة وحزب الشعب الجمهوري سيردان أيضاً بالتصعيد، إذ "ستكون شعبية المعارضة على المحك في حال سكوتها عما حدث مع إمام أوغلو".

متظاهر يحمل لافتة امام مكافحة الشغب التركية خلال مظاهرة خارج مبنى بلدية إسطنبول. (أ ف ب)

متظاهر يحمل لافتة امام مكافحة الشغب التركية خلال مظاهرة خارج مبنى بلدية إسطنبول. (أ ف ب)

 

تراجع النفوذ الأردوغاني في إسطنبول؟

يعتبر الكاتب والباحث محمود علوش أن إسطنبول تمثل مركز الثقل في السياسة الداخلية التركية، لكونها أكبر مدينة من حيث عدد السكان، كما أنها العاصمة الاقتصادية للبلاد، وهي ذات أهمية خاصة في صعود أردوغان إلى السلطة، واليوم تمثّل رهان المعارضة في محاولة إخراجه من الحكم.

 

يؤكد علوش في حديث لـ"النهار" أنّ قضية إمام أوغلو "ليست بعيدة من السجالات السياسية، فهو يُعدّ منافساً قوياً لأردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وفي السياق التركي تكون القضايا القانونية والفضائح الأخلاقية جزءاً لا يتجزأ من اللعبة السياسية، تُستغل في الصراع بين الحكومة والمعارضة، وأحياناً حتى داخل المعارضة نفسها"، ولا يستبعد أن يكون خصوم إمام أوغلو داخل حزب الشعب الجمهوري متورطين في تسريب وثائق ضده.

 

وتشير نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة إلى تراجع شعبية الحزب الحاكم في إسطنبول مقارنة بالسنوات السابقة. وأصبحت المدينة نقطة انطلاق جديدة لحزب الشعب الجمهوري المعارض وتسجل تراجعاً في النفوذ الأردوغاني.

أردوغان (يسار) وهو يشعل النار خلال فعالية عيد النوروز في إسطنبول. (أ ف ب)

أردوغان (يسار) وهو يشعل النار خلال فعالية عيد النوروز في إسطنبول. (أ ف ب)

 

خيارات المعارضة وأردوغان

تحوّلت قضية إمام أوغلو إلى صراع وجودي بين أردوغان والمعارضة، إذ لا يمكن لأي طرف التراجع، والمنتصر في هذا الصراع سيحقق مكاسب تتجاوز قضية إمام أوغلو وحدها، بينما يرى الرئيس التركي أن هذه القضية قد تشكّل ضربة موجعة للمعارضة تستمر آثارها سنوات. 

 

ويضيف علوش: "في حين يعتمد أردوغان على ما يبدو أنها أدلة قوية تدين إمام أوغلو ويستند إلى قوة الدولة في مواجهة الشارع، فإن خصومه يراهنون على الشارع نفسه، وفي مثل هذه المواجهات، يعد الصبر والقدرة على الاستمرار هما العاملان الحاسمان لمَن سينجح في النهاية".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق