صدامات غريان الليبية... هل بدأت معركة كسر عظم "غنيوة"؟ - ايجي سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صدامات غريان الليبية... هل بدأت معركة كسر عظم "غنيوة"؟ - ايجي سبورت, اليوم الثلاثاء 25 مارس 2025 07:33 صباحاً

ايجي سبورت - لم تكن الاشتباكات التي وقعت أخيراً في مدينة غريان الليبية الأولى، ولا يتوقع أن تكون الأخيرة، إذ تأتي ضمن حلقات صراع النفوذ والمصالح المحتدم منذ سنوات بين الميليشيات، لكن الجديد في هذا الصدام أنه كشف عن صراع مبطن بين اثنين من أكبر المجموعات المسلحة، قريبة الصلة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وكل منهما له تحالفاته المحلية والخارجية.

وكانت المواجهات التي استُخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة وقعت بين قوة تتبع ميليشيات "دعم الاستقرار" التي يقودها عبد الغني الككلي، والمعروف بـ"غنيوة"، والذي يُسيطر على مناطق واسعة في العاصمة طرابلس، ويمتلك صلات قوية بتركيا مكنته من الحصول على أسلحة متطورة على رأسها طائرات من دون طيار، والقوة الأخرى تتبع لـ"اللواء 444" بزعامة محمود حمزة، الذي يشغل أيضاً منصب مدير الاستخبارات العسكرية، والصاعد بقوة الصاروخ إلى دائرة السلطة، ليس على المستوى المحلي فقط، بل إنه بات الرجل المفضل لدى عواصم غربية على رأسها واشنطن، وقواته تلقت تدريبات أميركية عالية المستوى.

وتكتسب السيطرة على مدينة غريان أهميتها من أنها تقع عند البوابة الجنوبية للعاصمة، كما تُمثل المدخل الرئيسي إلى منطقة الجبل الغربي، إضافة إلى موقعها على الطريق الرابط بين العاصمة والحدود الليبية التونسية، لكن صعود الخلاف بين حمزة و"غنيوة" إلى السطح في هذا التوقيت يحمل على ما يبدو خلفيات أخرى، إذ كان لافتاً أنه يتواكب مع ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية لقائد "دعم الاستقرار" بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حقوقية ترتقي إلى جرائم حرب، ما أثار علامات استفهام بشأن إمكانية حصول تبادل للأدوار خلال المرحلة المقبلة، بأن يستمر الدفع بحمزة إلى صدارة المشهد العسكري في غرب ليبيا، وذلك على حساب تواري "غنيوة" عن المشهد بعدما كان أكثر الشخصيات قرباً من دوائر السلطة، ولعبت قواته أدواراً رئيسية في التخلص من القوى المسلحة المناوئة للحكومة ورئيسها.

ويعتبر الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية فيصل رزق عبد السلام أنه في المشهد الليبي "شديد التعقيد"، تتجلى ملامح الصراع بين قائد "اللواء 444 قتال" وقائد "جهاز دعم الاستقرار" كجزء من تصدع أعمق في بنية التحالفات المسلحة داخل طرابلس، ويقول لـ"النهار" إن "الخلاف بين الرجلين له خلفيات عدة. فمن جهة النفوذ الميداني، تُمثل غريان بوابة الجنوب إلى العاصمة، والسيطرة عليها تعني التحكم في شريان الإمداد وميزان القوة. مساعي اللواء 444 للتوسع جنوباً نحو غريان تُثير حفيظة جهاز دعم الاستقرار الذي يعتبر المنطقة ضمن مجال نفوذه التقليدي. وهذا التصادم الجغرافي يحمل في طياته رهانات أمنية وسياسية".

ويضيف عبد السلام أن "صعود نجم محمود حمزة في الزيارات الرسمية واستقبالات الوفود الأجنبية شكّل تحدياً لسطوة الأجهزة الأمنية التقليدية، خاصة جهاز الردع وجهاز دعم الاستقرار، ما اعتُبر محاولة لإعادة رسم هرم النفوذ داخل الدولة العميقة"، مؤكداً أن "الصراع ليس ثنائياً فقط، بل يعكس تشابك تحالفات واسعة تشمل أطرافاً سياسية، وقيادات أمنية، وأذرعاً إعلامية. التنافس يتموضع داخل معسكرات تدّعي الإرث الثوري، لكنه في العمق صراع على النفوذ، التمويل، والتمثيل داخل منظومة الحكم المتصدعة". ورأى أن "ما يجري ليس مجرد خلاف ميداني، بل معركة هادئة على من يملك حق التحدث باسم العاصمة، وهو عنوان الصراع القادم في ليبيا".

أما المحلل السياسي الليبي حمد عزالدين الخراز فيعتقد أن الدفع بقائد "اللواء 444" إلى صدارة المشهد يقف وراءه الدبيبة ضمن محاولات كسر عظم والحد من نفوذه "غنيوة"، موضحاً أن الضغط الذي يمارسه قائد "جهاز دعم الاستقرار" على حكومة الدبيبة دفع الأخير  إلى دعم صعود محمود حمزة وقواته للحد من نفوذ الأول الذي يسيطر على نسبة كبيرة من مؤسسات الدولة ويتدخل لفرض شخصيات لتولي مناصب مسؤولة، ويأتي هذا التحرك بهدف تحقيق التوازن بين القوتين ما يصعب من تحقيق رغبات أحد الطرفين.

ويوضح الخراز، لـ"النهار"، أن "حمزة يمتلك الدعم من الدبيبة وكذلك الدعم الدولي الذي يهدف إلى أن تتحول قواته إلى نظامية يمكن في مرحلة لاحقة أن تكون نواة لقوة مشتركة مع الجيش الوطني. أما غنيوة فلديه نفوذ كبير في مناطق ممتدة غرب ليبيا ونقاط قوة في العاصمة والعديد من الحلفاء من قادة المجموعات المسلحة ما يجعل إقصاءه عن المشهد صعباً".

واذ يستبعد وضع حد لهذه المناوشات المتكررة بين الميليشيات، يتوقع أن "يحاول كل طرف أن يُسيطر على مناطق جغرافية أوسع لفرض نفوذه". كما يستبعد الربط بين الصدامات الأخيرة ولائحة المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية، إذ إنه "إذا كان هناك تحرك دولي جاد لإعادة الاستقرار إلى ليبيا سوف نشاهد مطالبات لكل قادة الميليشيات لأن جميعهم متورطون في جرائم حرب".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق