نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المصور الإماراتي حسين الموسوي لـ"النهار": هكذا تحوّلت الكاميرا إلى أداة لفهم المشهد المعماري - ايجي سبورت, اليوم الثلاثاء 25 مارس 2025 10:10 صباحاً
ايجي سبورت - على مدى أكثر من عقدين، كانت الكاميرا رفيقة درب المصور المعماري الإماراتي حسين الموسوي الذي بدأ رحلته في عالم الفوتوغرافيا في فترة مفصلية بين التصوير التقليدي بالأفلام والتكنولوجيا الرقمية. درس الإعلام التطبيقي، وتعلم التصوير بكاميرات الفيلم، ما منح أعماله عمقاً بصرياً مبنياً على أسس فنية وتقنية راسخة. لاحقاً، خلال دراسته التصميم الغرافيكي في أوستراليا، بدأ الموسوي استكشاف أبعاد الصورة الرقمية، موثقًا محيطه الاجتماعي بأسلوب يوازن بين التقنية والرؤية الفنية.
عند عودته إلى الإمارات، حمل الموسوي معه هذا الشغف العميق بتوثيق التفاصيل الحضرية، وبدأ برصد المشهد المعماري للدولة بعدسة ناقدة، ساعياً إلى فك شيفرة الهوية العمرانية المتعددة الأوجه لدولة الإمارات، في رحلة بصرية تجمع بين الفن والتوثيق والتحليل التصميمي.
في هذا اللقاء مع "النهار"، يكشف الموسوي ملامح رحلته مع التصوير المعماري، وكيف تحول شغفه بالصورة إلى وسيلة لفهم الهوية الحضرية والمعمارية وتوثيقها.
كيف تعرّف الكاميرا؟
عندما كان المصور يستخدم الفيلم ويحمضه ويطبع الصور كان للأداة عمق، إذ كان المصور صاحب حرفة يدوية فضلاً عن كونه مصوراً. أما اليوم، وعلى رغم شغفي بالأداة بحدّ ذاتها، أصبحت الكاميرات -على اختلافها- في متناول الجميع. لذا تسمية شخص نفسه مصوّراً أصبحت لدرجة كبيرة شيئاً لا معنى له من دون النظر إلى ما يقدّمه من خلال هذه الأداة. بحكم شغفي بمجال العمارة، وجدت نفسي أقلّ انغماساً في الأداة ذاتها، ولا أتعمق فيها سوى في سبيل ما يخدم المادة.
ما الذي ألهمك لتوجيه عدستك نحو تصوير المباني اليوم؟
منذ عام 2010 لا يزال إلهامي هو دراسة "المساحات" الحضرية لتشكيل فهمنا لهوية الأماكن التي نعيش فيها، سواء أكان على مستوى دولة أم مدينة أم حيّ. لم يتشكّل هذا الاهتمام عشوائياً، فهو مزيج من خلفيّتي في مجال التصميم وشغفي بالمدن والتمشّي فيها، وما كان هوسي بتقنية التصوير سوى حلقة الوصل التي مكّنتني من إيصال ما يجول من أفكار في مخيلتي بدقّة.
هل هناك مبنى معين أثر فيك أو شعرت بأنه يحمل قصة تستحق أن تُروى من خلال عدستك؟
برج راشد (مركز دبي التجاري العالمي) لما يحمله من قيمة معمارية وتاريخية واجتماعية. كان هذا المبنى لأعوام كثيرة هو الأطول في الشرق الأوسط، وصممه المعماري والمخطط الحضري لمدينة دبي جون هاريس. عكس تصميم المبنى قيم الحداثة وملامح العمارة العربية في آن واحد، وهو جانب لا نكاد نراه في الأبراج الشاهقة، حيث اقتصرت -على وجه العموم- ملامح العمارة المحلية على العمارات الصغيرة والمتوسطة حجماً. بدلاً من هذا، مهد هذا البرج -الذي بني على بداية شارع دبي/أبوظي حينها- لما تطور ليكون بعده “شارع الشيخ زايد”، وهو أحد أهم المراكز العمرانية والتجارية في مدينة دبي.
عند تصويرك المباني، هل تجد نفسك منجذباً أكثر إلى توثيق العمارة القديمة أم الحديثة؟ ولماذا؟
نقسم عمارة ما بعد قيام الاتحاد (1971) في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى العمارة الحديثة والمعاصرة. بشكل عام، شكلت العمارة الحديثة هوية العقدين الأولين لما بعد قيام الاتحاد، وكانت التسعينيات فترة شبه انتقالية من الحداثة إلى العمارة المعاصرة التي طغت في العالم، حيث تشكل الواجهات الزجاجية أحد عناصرها. طبيعياً، ككل من يسعى إلى الارتباط بهويته المحلية، انجذبت إلى العمارة الحديثة لما تؤصله في تفاصيلها من هوية المنطقة. كان هذا الانجذاب فطرياً قبل أن يكون لديّ إلمام بتاريخ العمارة في الدولة، وها أنا اليوم أرى الجمهور يتفاعل مع صوري التي تعكس المعمار الحديث -على رغم توثيقي كل ما هو معاصر- من دون أن يكون هؤلاء الأفراد على تمام الوعي بتفاصيل هذه العمارة.
كيف يمكن للصورة أن تتجاوز توثيق الشكل لتعكس روح المكان وعمقه التاريخي؟
يكون هذا عبر البحث ومعرفة التفاصيل التي يمكنها أن تعبر عن هذا العمق. باعتقادي يصعب عكس روح المكان بصورة واحدة إلا في بعض الأمثلة التي نضمّنها عنصراً بشرياً يحاكي هوية المبنى. توثيق أبعاد مبنى ما يستوجب تصوير كل أوجهه من الخارج والداخل لكي نبقى مع تشكيلة تحدّثنا عن تفاصيل حكايته. مثلاً، القيمة التاريخية قد تأتي من تسليط الضوء على موادّ البناء التي تعكس حقبة معيّنة من الزمن، وذلك عبر أخد لقطات تعبّر عن هذا النسيج. تختلف الآية من مبنى إلى آخر، إلا أن العملية تتطلب بحثاً، سواء بالقراءة أم بالتفحّص الميدانيّ قبل البدء بالتصوير.
أي بلاد استمتعت بتصوير مبانيها أكثر؟
في ترحالي، على عكس التوثيق الموضوعيّ في دولة الإمارات، هدفي ليس التوثيق الممنهج بل نقل التجربة. في هذا، أستمتع بتصوير المدن التي تحتوي على مبانٍ من فترات تاريخية متفاوتة، بخاصة إن وجدت هذه النماذج قريبة من بعضها بعضاً.
لقطة من سلسلة سعي بين الواجهات
لقطة من سلسلة "سعي بين الواجهات"

التناظر المعماري في دبي بعدسة الموسوي
التناظر المعماري في دبي بعدسة الموسوي

سعي بين الواجهات في أبوظبي
سعي بين الواجهات في أبوظبي

لقطة من سلسلة الموسوي في أبوظبي
لقطة من سلسلة الموسوي في أبوظبي
0 تعليق