نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بين "التطبيع" ونزع سلاح "الحزب" - ايجي سبورت, اليوم الثلاثاء 25 مارس 2025 06:28 مساءً
ايجي سبورت - ما يقوله المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى الشرق الأوسط عن "تطبيع العلاقات" بين إسرائيل من جهة ولبنان وسوريا من جهة أخرى كـ"احتمال حقيقي"، لا يتردّد ديبلوماسي أميركي سابق مثل ديفيد شينكر في نفيه معتبراً أن ما تركّز عليه إدارة دونالد ترامب حالياً هو ترسيم الحدود البرية، أي ما كان يطرحه المبعوث السابق آموس هوكشتاين في إطار عروضه على "حزب إيران/ حزب الله" لوقف حرب "إسناد غزّة"، لكن قبل الحرب التي شنّتها إسرائيل ضد "الحزب" وتغيّرت معها العروض لترمي إلى وقف إطلاق النار، وهو ما تمّ بشروط إسرائيلية انتزعت اعترافاً أميركياً بـ"حقها" في مواصلة استهداف "الحزب" وعناصره، وبإشراف أميركي يفرض نزع سلاح "الحزب" وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وفقاً للقرار الدولي 1559.
لم يشر اتفاق وقف إطلاق النار إلى "التطبيع"، لكن الطرف الأقوى لا يرى مانعاً من المحاولة، ما دامت الظروف والمعطيات تصبّ في هذا الاتجاه. فأقصى ما يطمح إليه لبنان هو حال من اللاحرب واللاسلم، بالعودة إلى "اتفاق الهدنة" (1949) وتثبيت الحدود التي يعترف بها، لترسيمها وتوثيقها دولياً. لكن سريان اتفاق الهدنة شابته ثلاث حروب في 1982 و2006 و2024 لم تكن الدولة اللبنانية طرفاً فيها، سواء لأنها كانت تمارس نوعاً من "الحياد" المعترف به عربياً لعدم توريطها في الصراع مع إسرائيل، أو لأن جيشها لم يُهيّأ للحرب ولا للقدرة – لاحقاً – على احتواء الحالات المسلحة غير النظامية التي تسبّبت بتلك الحروب أو استدرجتها. كانت الولايات المتحدة وإسرائيل وراء إخراج الفصائل الفلسطينية من لبنان، وقد خاضتا الحرب الأخيرة لإخراج "حزب إيران" من المعادلة، بالاعتماد على الدولة اللبنانية.
عندما تلتقي عقليتا ترامب ونتنياهو على أهداف محددة، كـ"نزع السلاح" أو "التطبيع"، وعندما تجتمع في لبنان أزمة اقتصادية عاتية مع تداعيات حرب مدمّرة، يصبح صدّ الضغوط الخارجية كالتخبّط حتى الغرق في الرمال المتحركة، أي أنه يؤدّي إلى مفاقمة الأزمات لا إلى حلّها. الحجة الأميركية لترويج "التطبيع" تنطوي أولاً على أن "حزب إيران" ضعف ولم يعد قادراً على ترهيب اللبنانيين، وثانياً على وجوب استكمال هزيمته بنزع سلاحه، وثالثاً على حاجة لبنان إلى مساعدات لاقتصاده وماليته وكذلك لإعادة إعماره. والأكيد أن واشنطن لن تتساهل في توفير تلك المساعدات إلا لقاء شروط باتت معروفة، بينها الإصلاحات التشريعية طبعاً، لكن معالجة سلاح "الحزب" تبقى أولوية.
الحديث الأميركي عن "التطبيع" لا يخلو من الغباء والتشويش، خصوصاً في هذا التوقيت، لأنه يتناقض عملياً مع الدعم الأميركي المعلن للدولة اللبنانية، ولأنه مرفق أيضاً بموافقة واشنطن على استمرار الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب وعلى إبقاء مناخ التصعيد، ولأنه أخيراً يتجاهل خصوصيات الداخل في لبنان إذ لا يستطيع الذهاب إلى "تطبيع" في ظلّ حرب أهلية محتملة.
لم يتحمّل "حزب إيران" مواقف رئيس الحكومة نواف سلام التي أكّد فيها حصرية السلاح في يد الدولة، واستعادتها قرار الحرب والسلم، وأن مقولة "الجيش والشعب والمقاومة" أصبحت من الماضي... علماً بأن "الحزب" سمع كلّ ذلك أو استنتجه من خطاب رئيس الجمهورية والبيان الوزاري، لكنه كان يراهن خطأً على موقف ضمني يفترضه لدى الرئيس سلام، باعتباره في المنصب الأرفع للطائفة السنّية. ثمة رهانات أخرى خاطئة لـ"الحزب": استمرارية دوره السياسي السابق، احتفاظه بما أمكن من سلاحه، وإعادة تفعيل الدور الإيراني في المنطقة...
0 تعليق