نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رؤية استراتيجية حيال التطورات الأمنية الأخيرة: تل أبيب تريد العلاقة على حالها من التوتر - ايجي سبورت, اليوم الثلاثاء 25 مارس 2025 06:45 مساءً
ايجي سبورت - تعليقاً على التطورات الميدانية الدراماتيكية الخطيرة التي سيطرت على كل الجنوب، قال الخبير في القضايا الاستراتيجية العميد المتقاعد الياس فرحات لـ"النهار": بصرف النظر عن نوعية الصواريخ البدائية التي أطلقت من منطقة جنوبية في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبصرف النظر عن ماهية الجهة التي تقف وراء إطلاقها على هذا النحو، وهي ما زالت ملتبسة وموضع تأويل وتحليل، فإن الواضح أن إسرائيل استغلت هذا التطوّر أحسن استغلال، إذ أطلقت العنان لعدوانيتها ووحشيتها على نحو أعاد بالذاكرة إلى مرحلة حرب الـ66 يوماً أي مرحلة ما قبل اتفاق وقف النار.
أضاف فرحات: "اللافت في هذا المشهد أن إسرائيل تعمّدت تحميل الدولة اللبنانية المسؤولية عما حصل، فبدا واقع الحال هذا تعزيزاً لفرضية أن إسرائيل توظف هذا الحدث المفاجئ وما تداعى عنه من تطورات لتهيئ المناخات اللازمة لفرض آليات ومسارات تقود في نهاية المطاف إلى التطبيع بين لبنان والكيان العبري، وهو ما يخدم الدعوات الأميركية المتكررة في الآونة الأخيرة والداعية في جوهرها إلى إنشاء ثلاث لجان بين البلدين يكون في إحداها مفاوضون ديبلوماسيون، وهو أمر يعزز المخاوف من أن يكون ذلك مساراً يؤدي إلى التطبيع، ويجتثّ ما قبله من اتفاقات بما فيها اتفاق الهدنة المبرم عام 1948 والقرار الرقم 1701 الصادر عام 2006.
ورداً على سؤال عن الأبعاد التي يراها وراء القصف الإسرائيلي المفاجئ لبلدة حوش السيد علي على الحدود الشرقية للبنان مع سوريا وهي البلدة عينها التي كانت ميداناً لاشتباكات عنيفة لبنانية-سورية في الآونة الأخيرة؟ أجاب فرحات: لقد سبق لإسرائيل أن قصفت مراراً ما تعتبره معابر حدودية بين لبنان وسوريا بذريعة أنها تُستخدم لنقل السلاح من الداخل السوري إلى لبنان وتحديداً إلى "حزب الله"، لكن المثير أن القصف الإسرائيلي لهذه البلدة أتى بعد تفاهم أولي أبرم أخيراً بين السلطات اللبنانية والسورية المعنيّة، أفضى إلى وقف أعمال العنف وترسيخ الاستقرار في تلك البلدة الطرفية وقفل المعابر غير الشرعية التي تمر بالبلدة وبجوارها، وذلك كمقدمة لاتفاق أعمق بين البلدين يكون بداية لحل المشاكل الحدودية المزمنة بينهما. وبناءً على كل هذه الوقائع، فإننا لا نجد تفسيراً للقصف الإسرائيلي لأهداف في البلدة إلا أنه دعم لجهات معينة شريكة في الصراع، وإلا أنه عبارة عن رسالة تبعث بها إسرائيل لمن يعنيهم الأمر وجوهرها أن تل أبيب تريد أن تبقى العلاقة بين البلدين على حالها من التوتر، خدمة لتوجهاتها الأبعد والقائمة على فكرة أن تظلّ الفوضى والاضطراب حاضرين في كل البلدان المحيطة بإسرائيل، وأن لا تنعم هذه الكيانات في يوم من الأيام بالهدوء والاستقرار وأن تبقى على حالها من التفكك.
0 تعليق