ايجي سبورت - في ظل المساعي الحثيثة لتعزيز إنتاج الغاز الطبيعي، تواصل وزارة البترول والثروة المعدنية تنفيذ خططها الطموحة لزيادة الإنتاج، معتمدةً على استراتيجية متكاملة تستهدف استغلال الثروات الطبيعية وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الحقول البحرية. 

ويبرز مشروع تنمية منطقة غرب الدلتا العميق كواحد من المشروعات الحيوية التي تشهد تقدماً ملموساً في عمليات الحفر والإنتاج، مما يسهم في تحقيق معدلات إنتاج مرتفعة تدعم احتياجات السوق المحلي وتعزز الصادرات.

إنتاج متزايد من آبار جديدة

شهدت المرحلة العاشرة من مشروع تنمية غرب الدلتا العميق (WDDM) نجاحاً بارزاً بعد إدخال عدد من الآبار الجديدة إلى منظومة الإنتاج، حيث تم ربطها بالشبكة القومية للغاز الطبيعي، ما أسهم في زيادة المعروض من الغاز. ووفقاً لتصريحات المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، فإن هذا الإنجاز يأتي ضمن خطة الوزارة لرفع كفاءة الإنتاج وتحقيق الاستدامة في قطاع الغاز.

تم الانتهاء من حفر وإدخال ثلاث آبار جديدة في المرحلة العاشرة، ليصل إجمالي إنتاجها اليومي إلى 160 مليون قدم مكعب من الغاز، إضافة إلى 2000 برميل من المتكثفات. تمكنت الشركة من تجاوز التحديات التشغيلية عبر الاستفادة من البنية التحتية المتاحة، ما عزز الجدوى الاقتصادية للمشروع. مباشرة بعد إتمام المرحلة العاشرة، بدأت عمليات حفر آبار المرحلة الحادية عشرة في يناير الماضي، وهو ما يمثل أسرع انتقال بين مرحلتين في تاريخ الشركة.

توسع مستمر في عمليات الحفر والإنتاج

مع استمرار الأعمال، تستهدف المرحلة الحادية عشرة حفر ثلاث آبار جديدة، يُتوقع أن تضيف 150 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً و1500 برميل متكثفات إلى الإنتاج. وقد تم الانتهاء بالفعل من حفر أول بئرين، فيما يجري العمل حالياً على ربطهما بمنظومة الإنتاج، ومن المخطط أن يبدأ أول إنتاج لهذه المرحلة في الربع الثالث من العام الجاري.

وبفضل هذه الجهود، يُنتظر أن يرتفع معدل الإنتاج خلال العام المالي الحالي إلى 320 مليون قدم مكعب يومياً، مقارنةً بمتوسط إنتاج 222 مليون قدم مكعب يومياً في العام السابق.

تقنيات مبتكرة لتعزيز الإنتاج

لم تقتصر جهود الشركة على حفر الآبار الجديدة فحسب، بل تضمنت أيضاً مبادرات لتحسين الاستفادة من الحقول القائمة وتقليل معدلات التراجع الطبيعي في الإنتاج. 

فقد نجح فريق إدارة الآبار والخزانات في إعادة تشغيل بعض الآبار المتقادمة باستخدام الوحدة البحرية (PMS Burullus)، مما أسهم في زيادة إجمالي الإنتاج.

كما تعتزم الشركة تنفيذ مسح سيزمي رباعي الأبعاد لأول مرة في مصر والشرق الأوسط، وهي تقنية متطورة من شأنها تحسين خطط الاستكشاف والتنمية المستقبلية، ما يعزز فرص اكتشاف احتياطيات غازية جديدة.

شراكات استراتيجية لتطوير الاحتياطيات

في إطار التعاون مع الشركات العالمية، تم الانتهاء من مشروع مشترك مع شركة شل العالمية لتقييم الفرص والاحتياطيات الغازية في المنطقة، مما يفتح آفاقاً جديدة لمراحل تنموية مستقبلية تهدف إلى استدامة الإنتاج وتحقيق الاستفادة القصوى من موارد الغاز الطبيعي.

بهذا الزخم المتزايد، تسير مصر بخطى ثابتة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، معززةً مكانتها كمركز إقليمي للطاقة، في ظل استراتيجية طموحة تعكس رؤية الدولة لمستقبل قطاع البترول والغاز.