وبتِحلَى الصبحية - ايجي سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وبتِحلَى الصبحية - ايجي سبورت, اليوم الخميس 27 مارس 2025 06:21 صباحاً

ايجي سبورت - المهندس ريبال الياس سميا

 

 

بين جارتنا أم مسعود وجارتنا أم حمّود صولات وجولات صباحيّة، تعلو وتخبو حدّتها بحسب الظروف الدوليّة، الإقليميّة والفضائحيّة، من حفل تنصيب "ترامب" رئيساً "لأميركا" مروراً بصحن التبولة في حفل زفاف ابن فلان على بنت فلان، ولا تنتهي وصولاً عند بندورة الخضرجي...

 

جارتانا عشرة عُمر، بينهما تعمر قِمَم مشاعر المحبّة حيناً، وتنهار حيناً آخر إلى عداوة و جفاء، والتفاوت في مستوى هذه المشاعر يحدّده مضمون التصريحات التي تصدر عن كلّ منهما في ختام هذا المؤتمر الصباحيّ. والنتيجة مؤتمر ثان في صباح الغد، أو تعليق للعلاقات الديبلوماسيّة لا يرمّمها إلّا شحّ الخبريات والحاجة إلى المعلومات. 

 

الصّبحيّة حامية ولها نكهة خاصّة هذه الأيّام، فأيّار يطرق أبوابنا، وأخيراً، بعد ثلاث سنوات من التمديد القسريّ، وستّ سنوات من العمر الفعليّ، يطلّ علينا الاستحقاق الانتخابي الديموقراطي البلديّ الذي طال انتظاره. الحركة ناشطة في مدننا وقرانا. المحبّة حاليّاً نحو فائض، بحيث أصبح الخروج من المنزل أشبه بتحدٍّ واجباتيّ تتمنّى أن يمرّ على خير وتعود إلى منزلك سالماً. وَرَعُ الأبرار والصدّيقين في السّاحات لا مثيل له في ساحة القديس بطرس في حاضرة الفاتيكان. وفي خضمّ كلّ هذا، طيفا أم مسعود وأم حمّود حاضران في أدقّ التّفاصيل. 

 

إنّه استحقاق ديموقراطي صحيّ وحيويّ لبناء الأساسات التي تقوم عليها مداميك الوطن. فالبلديّات هي الحكومات المحليّة المصغّرة التي يقع على عاتقها الإنماء المحليّ وصولاً إلى الوعي المواطني والعمران الوطنيّ. الإنماء المحليّ الذي لا يشمل فقط الحجر، البنى التّحتيّة والخدماتيّة، وإنمّا يتعدّاها نحو إنماء أساسيٍّ إنسانيٍّ يؤدّي إلى تكوين حالة من الوعي المجتمعي، التي توصل قادة مستقبليين يديرون شؤون الوطن ويقودونه نحو التقدّم والازدهار. 

 

العالم اليوم يواجه تغيّرات وتحدّيات كبيرة، و هي تستدعي وعياً مجتمعيّاً ومقارباتٍ عملاتيّة، فعّالة، مستدامةً وسريعةً قبل فوات الأوان، حيث يصبح تطبيق الحلول مكلفاً جدّاً جدّاً وحيث لا عودة إلى الوراء. "نحنا اللي فينا مكفّينا، ومش ناقصنا نفكّر بشي جديد"، مقولة من المُعتَقَد أنّها لم تعد صالحة إذا اردنا أن نترك بلداً صالحاً للعيش اللاّئق وذا فاتورة اقتصاديّة واحدة للأجيال القادمة. 

 

فمثلاً مشاكل الصيانة المعهودة من طرقات وحيطان وبنى تحتيّة أساسيّة، أضيفت إليها مشاكل جديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر، مشكلة التغيَر المناخيّ، التي هي ليست حدثاً بعيد الشرّ يطال أدغال دولة أخرى في قارّة بعيدة، إنما هو مشكلة عالميّة وصلت إلى عقر دارنا: مدننا وقرانا، وأكبر دليل على ذلك كميّة المتساقطات هذه السّنة. 

 

تنوّع المحاصيل وإدخال أنواع جديدة، بسبب الطّلب الاستهلاكيّ عليها وهي التي تتطلّب كميات كبيرة من المياه، والتي تحمل أمراضاً وآفاتٍ زراعيّةً غير معهودة تطال المحاصيل المحليّة التقليديّة وتستدعي استعمال مبيداتٍ حشريّةٍ جديدةٍ... كلّ هذه العوامل تؤثّر على كميّة ونوعيّة المياه المتوفّرة والتي كانت متاحة في الماضي. فخلق الوعي المجتمعيّ، لترشيد الريّ واستعمال المياه... يقع على عاتق السلطات المحليّة. 

 

كميّة الطّاقة المستهلكة التي يدفع فاتورتيها اللبنانيّ المقيم من جيبه الخاصّ، واستعمال الطاقة المتجدّدة النظيفة. مشكلة النفايات، والأمن المحليّ. هجر وإفراغ القرى ومعالجة هذه الظاهرة الخطيرة. الاستفادة من الطّاقات الاغترابيّة إنسانيّاً وخلق الرابط بين الأجيال الجديدة و قراها... اللاّئحة تطول و تطول. 

 

الاستحقاق على الأبواب، فلنستفد منه حتّى لا يفوت الأوان. الاستحقاق على الأبواب، القهوة أطيب، الأخبار أدسم وبين أم مسعود وأم حمّود شهران حاميان، معهما بتحلى الصبحيّة... والله يستر من أزمة ديبلوماسيّة. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق