ايجي سبورت - تشهد أحياء قطاع غزة موجة من الاحتجاجات النادرة التي انطلقت في عدة مناطق بالقطاع، خاصةً في شماله وفي بيت لاهيا، مما أثار تساؤلات واسعة حول الدوافع الحقيقية وراء هذه التحركات الشعبية.

وبحسب تقارير فقد خرج المواطنون في مظاهرات طالبتْ بوقف الحرب التي تشتد وتيرة اشتباكاتها مع الاحتلال، وفي نفس الوقت شهدت هذه المسيرات تصاعدًا لشعارات مناهضة لحركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007.

بداية الاحتجاجات في غزة

بسحب وسائل إعلام، بدأت الاحتجاجات في بيت لاهيا يوم الثلاثاء الماضي، حين خرجت جماهير المطالبين بوقف الحرب التي يعاني منها القطاع منذ اندلاع المواجهات.

ومع طلب الجيش الإسرائيلي إخلاء بعض المناطق من بيت لاهيا بعد إطلاق صواريخ منها، اجتمعت الأصوات الشعبية التي طالبت بعدم تحمل المزيد من الضحايا على الأراضي الفلسطينية.

وشهدت المسيرات تداخل شعارات تدعو إلى إنهاء الحرب إلى جانب هتافات تنتقد حركة حماس وقادتها، خصوصاً تلك المرتبطة بزعيم الحركة الراحل يحيى السنوار ومهندس هجوم السابع من أكتوبر 2023.

هل تدعم إسرائيل احتجاجات غزة؟

في تصريحات أدلى بها أمام البرلمان الإسرائيلي، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الاحتجاجات تُعد دليلاً على نجاح سياسات إسرائيل، حيث اعتبر أن ظهور المظاهرات المناهضة لحماس في غزة يُشير إلى تراجع نفوذ الحركة بين صفوف السكان.

كما دعا وزير الدفاع يسرائيل كاتس سكان قطاع غزة إلى الخروج في مسيرات مماثلة لتلك التي شهدها بيت لاهيا، معتبراً ذلك الطريقة الوحيدة لفرض تغيير جذري في الوضع الراهن وتحقيق أهداف الحرب.

وأشار إلى أن تراجع الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي لوحظ بعد بدء الاحتجاجات قد يكون نتيجة لمناورات وسطية، إلا أن استئناف القصف لاحقاً أكد على استمرار العمليات العسكرية دون وقف إطلاق نار.

 وقف الهجمات الإسرائيلية أثناء احتجاجات غزة

وفق تقارير صحفية ، فقد بدا لافتاً تراجع الغارات الجوية والقصف المدفعي منذ بدء المسيرات عصر الثلاثاء، وحتى ساعات ما بعد منتصف ليل الأربعاء؛ الأمر الذي أثار تساؤلات حول دعم إسرائيل للاحتجاجات وإتاحة الفرصة أمام سكان القطاع للانقلاب على حماس.

دعم نشطاء إسرائيليين للتظاهرات

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حظيت احتجاجات سكان غزة ضد حماس بمتابعة دقيقة ودعم كبير من نشطاء ومؤثرين إسرائيليين.

ودعا النشطاء الإسرائيليين بقية المدن للثورة والاحتجاج والتظاهر ضد حماس في كافة أنحاء قطاع غزة مع تداول صور ومقاطع الاحتجاجات بشكل كبير في محاولة لتصوير الاحتجاجات على أنها ثورة فلسطينية ضد حماس

مواقف الفصائل الفلسطينية من احتجاجات غزة

من جهة أخرى، برزت مواقف الفصائل الفلسطينية المختلفة وسط هذه الأحداث، حيث وزعت فصائل العمل الوطني والإسلامي بياناً يؤكد تأييدها للتحركات الشعبية مع التحذير من استغلال معاناة الشعب لخلق انقسامات داخلية.

ودعا البيان الغزيين إلى الحذر من محاولات التدخل الخارجي في مسار الحراك الشعبي، معتبراً أن أي محاولة لتقسيم الشعب الفلسطيني لن تنجح أمام قوة الوحدة والمقاومة.

حماس و احتجاجات غزة

بحسب تقارير صحفية، قالت مصادر قيادية من حركة حماس، فضلت عدم ذكر هويتها، إن «قيادة الحركة تتفهم صورة الغضب الذي ينشأ بين السكان، لكن لا يمكن لها أن تقدم غزة على طبق من ذهب لإسرائيل، من دون أن تحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار».

ورأت أن المشكلة تكمن في الاحتلال الذي يرفض أي حلول ويريد فقط استعادة أسراه من دون ضمان إنهاء الحرب، مبينة أن قيادة حماس أصدرت تعليمات لعناصرها بعدم الاعتداء على المواطنين المشاركين في أي مظاهرات غاضبة ومحاولة استيعاب أي صورة مسيئة في ظل الظروف القاهرة والصعبة جداً التي يعاني منها السكان».

اقرأ أيضًا: بعد تصريحات مبعوث ترامب.. هل يركب لبنان قطار التطبيع مع إسرائيل ؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط