"هل أنت مستعد لقول 'لا'؟ تعلم كيف تحمي حدودك الشخصية - ايجي سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"هل أنت مستعد لقول 'لا'؟ تعلم كيف تحمي حدودك الشخصية - ايجي سبورت, اليوم الخميس 27 مارس 2025 10:08 صباحاً

ايجي سبورت - قد تجد نفسك اليوم في موقف لم تكن ترغب فيه، أو برفقة شخص لم تكن تنوي قضاء الوقت معه، أو حتى تحت ضغط كبير لم تكن مستعداً له، وكل ذلك بسبب كلمة واحدة: "نعم". ورغم أن كلمة "نعم" تبدو إيجابية في ظاهرها، إلا أنها ليست دائمًا كذلك. فقد تكون بمثابة باب فتحته على نفسك دون أن تدرك عواقبه، ما يجعلك عالقاً في التزامات أو مسؤوليات لم تكن مستعداً لها. في كثير من الأحيان، نقول "نعم" بدافع المجاملة أو الخوف من إحباط الآخرين أو بسبب التردد في رفض الطلبات، لكننا ننسى أن لكل "نعم" تبعاتها.

لذلك، من الضروري أن نتعلم متى نقول "لا"، وكيف نضع حدوداً تحمينا من الإرهاق والاستنزاف العاطفي. فرفض أمر لا يتناسب مع رغباتك أو قدراتك لا يعني أنك أناني، بل يعني أنك تحترم نفسك وتقدّر وقتك وطاقتك.

تقول الأخصائية في التواصل اللاعنفي تانيا عوض غرة: "منذ صغرنا، يحرص من حولنا على تحفيزنا لسماع كلمة 'نعم'، وعلى قولها، ليصبح التعاطي مع هذه الكلمة وسيلة لاكتساب المحبة. فالأطفال يظنون أن المحبة مرتبطة بهذه الكلمة ولا يستطيعون فصل محبة الأهل عن تلقيهم للأوامر. ولذلك، ينصح التربويون بتجنب الصراخ في وجه الطفل عند تقديم الملاحظات، بل يجب أن نؤكد له أننا نحبّه ولا نخفي تلك المحبة عنه، حتى لا يعتقد أنه قد خسر حبنا. ومع تقدم الطفل في العمر، يجب أن يتعلم كيف يقول 'لا' ويكتشف نفسه دون أن يشعر بأنه في موقف خطأ."

تنطلق القصة من الطفولة، إذ إن لهذه الكلمة البسيطة تبعات كبيرة، حتى إنها تؤثر على الراشدين في المجتمع. العديد من الأشخاص البالغين لا يستطيعون قول "لا"، وهو أمر يتسبب في مشاعرهم من الإحباط والضغط. تؤكد تانيا أن معظم هؤلاء الأشخاص يعانون من صعوبة في عدم رضا الآخرين أو من يحبونهم. لكن قول "لا" هو وسيلة أساسية لاكتشاف الذات واستقلالية الفرد. ونحن بحاجة إلى فهم أن "لا" ليست موجهة ضد الآخر ولا تعني فقدان الحب، بل على العكس هي تعبير عن رسم الحدود وتوضيح الأنا.

تضيف تانيا أن كلمة "لا" تصبح غير صحية عندما تتحول إلى "لا عنيفة"، أي عندما تُستخدم لمجرد مواجهة الآخرين أو الهجوم عليهم بدافع الأنا. في تلك الحالة، تفقد الكلمة دورها الفعّال والمفيد.

وفيما يتعلق بدور التربية في تشكيل مفهوم "لا"، تشير تانيا إلى وجود فرق كبير بين التربية في الثقافات الشرقية والغربية. ففي العالم الشرقي، نميل إلى رؤية الطفل كاستمرار للأهل، وكأنه صورة طبق الأصل لتوقعاتهم. في العديد من الثقافات، يعتبرون الطفل وسيلة للاهتمام بهم في كبرهم وتربيته على قيمهم وعاداتهم. كما يقولون في مجتمعاتنا: "الطفل مثل العجينة، تصنعه كما تحب". أما في الدول الغربية، فقد سبقونا في اعتبار الطفل ككائن مستقل، له أفكاره وروحه وحريته.

وتنوّه تانيا أيضاً إلى أن الإفراط في قول "لا" قد يؤذينا، كما أن الإفراط في قول "نعم" يسبب لنا أضراراً أيضاً. فكل منهما يحتاج إلى توازن. كلمة "لا" يجب أن تستخدم عندما نكون فعلاً غير قادرين على تلبية رغبة الآخرين أو عندما نكون مقتنعين بأنها حقنا.

أما في إطار العمل، فإن قول "لا" قد يكون أمراً معقداً بعض الشيء، لأن هناك قيوداً وعلاقات مثل العلاقة بين الرئيس والمرؤوس أو المدير والموظف. في هذه الحالة، يجب أن يكون الرفض مدعوماً بحجج واعية وقوية، لكي يكون مقبولًا من المسؤول أو المدير. لكن رغم ذلك، تبقى "لا" ضرورية أحياناً، خاصة إذا وصل الوضع إلى مرحلة تضرنا وتصبح صحتنا النفسية أو الجسدية مهددة. في هذه الحالة، قد نضطر أحياناً للمخاطرة بمناصبنا أو وظائفنا.

هناك طرق لتدريب أنفسنا على قول "لا". منها، الوقوف أمام المرآة والتفكير في موقف سابق قلنا فيه "نعم" بدلاً من "لا"، ثم التمرن على السيناريو وتخيل كيفية قول "لا" بثقة. وإذا كان من الصعب قولها، يمكن استخدامها كـ "جوكر" في المواقف المناسبة، ولكن بدون أن تكون عنيفة أو جارحة. الأهم هو ألا نخاف من قول "لا" عندما نحتاج إلى ذلك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق