ايجي سبورت - تختصر تمرة واحدة رحلة طويلة عبر سلاسل التوريد العالمية، تتوسّطها دبي كمحور رئيس، ذلك أن تجارة التمور في دولة الإمارات جزء لا يتجزأ من تاريخها الثقافي والحضاري، حيث تُعدّ التمور أحد أبرز مكونات سلة الغذاء المحلية التي تروي قصة الصحراء العربية، وحياة أهلها في تناغم فريد بين الإنسان والطبيعة.

وبحسب بيانات «موانئ دبي العالمية»، فقد شهدت عمليات الشحن لتجارة التمور عبر الميناء، خلال السنوات الخمس الماضية، نمواً مطرداً، إذ ارتفعت بأكثر من 40% في الفترة بين عامي 2020 و2024، وبمعدل نمو سنوي مركب ملحوظ.

تجارة التمور

وأكدت البيانات أن «ميناء جبل علي» أصبح المحور الرئيس لتجارة التمور، حيث يُوفر ربطاً استراتيجياً مع الأسواق الرئيسة، بما في ذلك كبار المستوردين في شمال إفريقيا وجنوب آسيا.

وقالت «موانئ دبي العالمية» لـ«الإمارات اليوم»، إن «الطلب على التمور يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في شمال إفريقيا وأوروبا وآسيا، فيما من المتوقع أن تنمو سوق التمور العالمية التي بلغت قيمتها 31 مليار دولار أميركي في عام 2024، لتصل إلى 49 مليار دولار بحلول عام 2032، في وقت تتصدر فيه منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا هذه التجارة، بحصة تبلغ 85%، بينما تشهد الولايات المتحدة نمواً سريعاً مدفوعاً بالتوجهات المتزايدة نحو خيارات غذائية صحية».

وأضافت: «خلف هذا النمو تكمن استثمارات كبيرة في مجالات المعالجة والتغليف والخدمات اللوجستية، لاسيما في الشرق الأوسط، حيث تحظى هذه الصناعة بدعم حكومي واسع».

وتابعت: «على المستوى العالمي تتغير تفضيلات المستهلكين؛ إذ يتزايد الإقبال في الأسواق الغربية على المنتجات العضوية الطبيعية ذات المصادر المستدامة والمسؤولة، بينما لاتزال الشحنات السائبة تهيمن على أسواق آسيا، أما في دول مجلس التعاون الخليجي فتبقى التمور الفاخرة المُنتَجة وفق الأساليب التقليدية هي الخيار المفضل».

صادرات التمور

وأشارت «موانئ دبي العالمية» إلى أنه في خضم هذه التحولات، برز دور دولة الإمارات الرئيس في هذا القطاع، حيث يستحوذ «ميناء جبل علي» على أكثر من 60% من تجارة التمور فيها، كاشفة أن دولة الإمارات صدرت في عام 2023 تموراً بقيمة 324 مليون دولار أميركي، ما جعلها ثاني أكبر مُصدّر عالمي للتمور.

وذكرت أن العوامل الموسمية تلعب أيضاً دوراً رئيساً في نشاط حركة التجارة، إذ ارتفعت صادرات ديسمبر بما يزيد على تسع مرات مقارنة بصادرات يوليو، كما ظلت الأحجام مرتفعة في الأشهر التي تسبق شهر رمضان.

منظومة متكاملة

وأكدت «موانئ دبي العالمية» أن ريادة دبي في هذه التجارة لا تعتمد على مزايا البنية التحتية لميناء جبل علي فحسب بل تشمل أيضاً منظومة متكاملة تضمن الكفاءة وسرعة الإنجاز، حيث يتطلب نقل المنتجات سريعة التلف دقة في التخطيط، وهنا تبرز أهمية «ميناء جبل علي»، بفضل مرافق التخزين المبردة المتطورة والإجراءات الجمركية الميسرة، ما يضمن وصول التمور طازجة إلى الأسواق العالمية، خصوصاً خلال فترات الذروة.

وأوضحت أنه من جهة أخرى تعد المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا» مركزاً رئيساً يضم أكبر الشركات في هذا المجال، ما يوفر قاعدة استراتيجية لعمليات المعالجة والتعبئة والتصدير، مشيرة إلى أن هذه الشركات تستفيد من اللوائح التنظيمية المرنة في «جافزا»، إلى جانب إمكانية الوصول المباشر إلى واحدة من أكثر البنى التحتية اللوجستية تقدماً في المنطقة.

وتابعت: «مع ازدياد الطلب العالمي، تتجه دبي نحو تعزيز الابتكار والاستدامة كركيزتين أساسيتين في مستقبل تجارة التمور، فيما من المتوقع دخول الأتمتة في عمليات المناولة، إلى جانب زيادة الاستثمارات في المخازن المبردة، واعتماد التغليف الصديق للبيئة، لتحقيق أهداف الاستدامة البيئية العالمية وتعزيز كفاءة العمليات التجارية».

وأشارت إلى أنه في ظل هذا النمو المتسارع، تواصل دبي ترسيخ مكانتها كصلة وصل محورية بين المنتجين والمستهلكين في مختلف أنحاء العالم. وبفضل بنيتها التحتية المتقدمة يسهل ميناء جبل علي و«جافزا» وصول التمور إلى موائد الإفطار حول العالم، بما يحافظ على إرث هذه التجارة العريقة، وينسجم مع التطلعات نحو المستقبل.

تجميع التمور في «جبل علي»

أكدت مجموعة موانئ دبي العالمية أن حلول النقل البري والبحري المتكاملة التي توفرها المجموعة، أسهمت في تعزيز كفاءة سلاسل التوريد بنسبة 20%، إذ نقلت الذراع اللوجستية للشركة كميات كبيرة من التمور خلال ستة أشهر، وذلك بين سبتمبر الماضي وحتى بداية شهر رمضان الجاري 2025.

وأضافت: «يعتمد أكثر من 10 مصدّرين رئيسين على منطقة جبل علي لتجميع التمور القادمة من دول مجلس التعاون الخليجي وبلاد الشام، استعداداً لإعادة تصديرها إلى الأسواق الآسيوية وشرق إفريقيا».

. منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا تتصدر تجارة التمور عالمياً بحصة تبلغ 85%.