نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رمضان في سيناء عادات صامدة وأخرى في طريقها للانقراض - ايجي سبورت, اليوم الجمعة 28 مارس 2025 01:09 صباحاً
ايجي سبورت - تحظى سيناء بشهرة واسعة في عاداتها وتقاليدها المتوارثة على مر السنوات، وخاصة في المناسبات المختلفة كالأعياد وفي المناسبات الاجتماعية الأخرى، إلى جانب بعض التعديلات التي أدخلت عليها نتيجة للتطور الحديث، إلا أنها لا تزال تتمسك بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة نظرا لطبيعتها.
وهذا لا يمنع التمسك بالعادات والتقاليد المتوارثة، ومن أشهرها التزاور والمرور على المقاعد للتهنئة بالعيد، والخروج الى شاطئ البحر والمزارع للاستمتاع بالعيد،علاوة على تناول الأسماك المملحة في الغذاء لإراحة المعدة من عناء اللحوم وغيرها طوال شهر رمضان.
وهناك عادات وتقاليد متوارثة منذ مئات السنين بخصوص استقبال شهر رمضان وعيد الفطر المبارك.. حيث يستقبل أبناء سيناء من بدو وحضر شهر رمضان ويحرصون على إحياء لياليه بروح تلك العادات والتقاليد المتوارثة التي ما زالوا يحافظون عليها برغم مظاهر الحياة الاجتماعية الحديثة التي بدأت تتسلل إلى حياتهم، ومن أبرزها البيوت المزودة بالكهرباء وأجهزة الدش وانتشار أجهزة الهاتف الجوال إلا أن الخيمة والمقعد البدوي يتمتعان بخصوصية شديدة طيلة شهر رمضان.
ويقول ماهر بدوى أحد القضاة العرفيين بالعريش، إنه يتم وقف جلسات القضاء العرفي في شهر رمضان احتراما لهذا الشهر المقدس، ويتم تأجيل أي جلسة للقضاء العرفي إلى ما بعد عيد الفطر المبارك، وإذا ما حدث خلاف بين قبيلتين أو عائلتين من قبيلة واحدة أو أفراد يتم تحديد هدنة فيما بينهم لحين انتهاء شهر رمضان، مشيرا إلى أن في الأعياد كان يتم اصطحاب الشباب والأطفال لزيارة باقي العائلات والقبائل؛ لتهنئتهم بالعيد، ولتعويدهم على العادات والتقاليد السائدة.
ويذكر إسماعيل عودة أحد أبناء بادية وسط سيناء، أنه قبل أكثر من عدة سنوات لم تكن البادية تعرف الكنافة والقطايف في رمضان، وإنما كانوا يعتمدون على فاكهة الموسم الموجودة من خوخ ومشمش وكنتالوب وبطيخ وتفاح وجوافة.. أما الآن فقد أصبح طبق القطايف والكنافة لازمة أساسية في كل مجلس بعد الإفطار وفي السهرات الرمضانية.
ويضيف عودة أنه في مساء آخر خميس من شهر رمضان تقوم معظم الأسر البدوية بنحر الذبائح التي تسمى "عشاء الأموات" والمقصود بها أن يكون ثوابها لأمواتهم.. وهي عادة من التراث السيناوي.
ويذكر أيضا أن حفلات الزواج تتوقف نهائيا عند البدو في شهر رمضان، ويتم تأجيل الخطوبة أو عقد القران إلى ما بعد انتهاء الأيام الستة البيض من شهر شوال، وهي عادة تؤكد مدى إجلالهم للشهر الكريم، وأنه شهر الصلاة والعبادة وتلاوة القرآن.
ويقول الباحث أحمد أبوحج: غالبا ما تقام الأفراح في الأيام السعيدة مثل الزواج والولادة والختان والسفر أو العودة من الحج، وهناك أفراح ثابتة تقام سنويا وهي احتفالات عيد رمضان (الفطر) وعيد الأضحى المبارك، وأن الآلات الشعبية السائدة في سيناء هي: الرباية السيناوية والشبابة (المضباحة) والمقرون.. أما أهم الأغاني فهي القصيدة والمويلي والحداء (الحدى). السامر: وهو من السمر، ويطلق على جميع الاحتفالات الليلية، وهناك اختلافات طفيفة في السامر من قبيلة إلى أخرى، وهي اختلافات في الشكل والأداء وليس في المضمون.
ويعترف نافع الشوربجي مصور سيناوي، بأن هناك اختلافا كبيرا جدا بين العيد زمان وفي الوقت الحالي، مشيرا إلى أنه في السابق كنا نصلي العيد ونخرج من المسجد إلى منازل إقامة أبناء العم والعمات والخالات؛ للتهنئة قبل أن نعود إلى منازلنا غير أن هذه العادة تراجعت عن السابق بسبب التكاسل وخلافه.
ويختتم الشاعر عبدالكريم الشعراوي الذى تناول الكثير من العادات والتقاليد في أشعاره بقوله: إن أهم المظاهر التي كادت أن تنقرض بالرغم من استمرار وجودها لدى البعض، وهي التزاور للأهل ولباقي العائلات، حيث يتجمع رجال وشباب وأطفال العائلات في المقاعد والدواوين، وكذلك ظاهرة ركوب الأطفال فى سيارات "كارو" تتجول بهم القرى والمدن للتهنئة بالعيد، وكانت الملاهي عبارة عن مرجيحة خشبية الآن صارت ملاهى ومراجيح حديثة تعمل بالكهرباء.
ويضيف: كان هناك عيد البدو الذى انقرض أيضا الذى كان عبارة عن قرية بدوية متكاملة تقام في وادي العريش في الأعياد، وتمارس فيه كافة طقوس البادية من سباقات الخيل والهجن وعمل اللصيمة والأكلات الشعبية السيناوية، وقد انقرض ذلك في السنوات الأخيرة.
ولفت إلى أن منح العيدية للأطفال والأقارب تقريبا انقرضت إلى جانب تراجع عادة تزاور الأهل سواء من العائلة أو العائلات والقبائل الأخرى.
ويحذر من انقراض باقي المظاهر بسبب عدم اهتمام الكبار وتقصيرهم في نقل مظاهر التراث إلى الأبناء والأجيال الجديدة، ويرى ضرورة الحفاظ على التراث بمظاهره وعاداته وتقاليده، وأن تعود الثقافة الجماهيرية إلى نشاطها في حفظ التراث وتأصيله، وأن يتم تفعيل لجنة حفظ التراث السابق تشكيلها برئاسة خبير التراث كمال الحلو رئيس جمعية التراث السيناوى التي كان يتبعها متحف التراث السيناوي نظرا لتوقفها، مشيرا إلى أن استمرار العادات والتقاليد وكافة مظاهر التراث الشعبى والحفاظ عليها هي السبيل الوحيد لاستمرار مظاهر الحياة الطبيعية في سيناء.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : رمضان في سيناء عادات صامدة وأخرى في طريقها للانقراض - ايجي سبورت, اليوم الجمعة 28 مارس 2025 01:09 صباحاً
0 تعليق