ايجي سبورت - كتب ناصر المحيسن - الكويت في الجمعة 28 مارس 2025 09:29 مساءً - مع حلول الساعات الأخيرة من شهر رمضان الفضيل، يستعد المسلمون لوداعه بطاعة أخرى وهي زكاة الفطر التي شرعها الإسلام طُعمة للفقير وتزكية للصائم.

وأكد عدد من أساتذة الشريعة والدعاة لـ«الراي» جواز إخراجها من أرز التموين وغيره من أصناف الطعام كالعدس واللحم والدجاج، فيما اختلفوا حول جواز إخراجها نقدا.

وبينوا أنه يستحب أن يتم إشراك الأقارب في إعدادها لتدريب الصغار على الكرم والعطاء.

إلى ذلك قال أستاذ العقيدة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الدكتور بسام الشطي لـ«الراي»،«إذا كان الإنسان يأكل من أرز التموين فيجوز له إخراج الزكاة منه، فكثير من المواد المدعومة يجوز فيها الصدقة إذا زادت عن الحاجة، وهذا ينطبق على الأصناف الأخرى مثل العدس والتمر.

ولفت الشطي إلى أن «الأصل أن يأخذ الإنسان زكاة الفطر وهو ذاهب لصلاة العيد ليسلمها للأسرة التي يعرفها من الفقراء والمساكين مع جواز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين وكذلك يجوز توكيل اللجان الخيرية بأن يعطيها أموال وتقوم هي بإخراجها من الطعام، وكميتها في الغالب قرابة ثلاثة كيلو غرام إلا ربع الكيلو غرام عن الصغير والكبير والرجل والأنثى، وهي طهرة للصائم من النواقص وإغناء للفقير».

وفي السياق، قال خطيب تلفزيون الكويت الدكتور بدر الحجرف لـ«الراي»، «يجوز إخراج زكاة الفطر من أرز التموين، لأن الشخص اشتراه وتملكه على الرغم من كونه مدعوم، ولا بد من اخبار أهل بيتك أنك أخرجت عنهم زكاة الفطر ونعم يستحب أن يشاركوك في تجهيزها، وأفضل وقت لأخراجها ليلة العيد وبعض الصحابة كانوا يخرجونها قبل يوم أو يومين من العيد ومقدارها 3 كيلوغرام احتياطا لأن البعض ذهب أنها 2.5 كيلو غرام والبعض الآخر قال 2.75 كيلو غرام».

بدوره، بين الدكتور عبدالرحمن الجيران لـ«الراي»، أن«زكاة الفطر تكمل الصيام وتسد ما به من نقص، وهي مقرونة بانتهاء الصوم وتكون من طعام البلد الذي يشترك فيه الغني والفقير كالأرز، و الأحوط إخراجها 3 كيلوغرام احتياطا سواء من التموين أو من غير التموين، ولا شبهة في ذلك.إخراج زكاة الفطر نقودا غير صحيح، وبالنسبة للعمالة المنزلية فالأصل أن تقوم هي بإخراج زكاة الفطر عن نفسها، وإذا أخرجها عنه صاحب العمل فهذا منزلتي الإحسان، وأفضل وقت لإخراجها من بعد صلاة الفجر حتى صلاة العيد».

وقال العميد الأسبق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد عبدالغفار الشريف لـ«الراي»، إنه «لا يجوز تأخير زكاة الفطر لبعد يوم العيد، ويجوز تقديمها من أول يوم في رمضان وتخرج من غالب قوت البلد سواء من الحبوب أو اللحم ونحوه، ويجوز إخراجها نقدا إذا كان ذلك في مصلحة الفقير أو كان ذلك أيسر على المخرج، ولا يجوز إعطاؤها لغير المسلم».

بدوره، قال الداعية حاي الحاي لـ«الراي» إنه «يجوز إخراج زكاة الفطر من أرز التموين المدعوم من الحكومة، ولا أثر لاختلاف السعر، لأن الزكاة هنا إخراج عيني وطالما أن الشخص يمتلك هذا الطعام فلا بأس بإهدائه والتصدق به، أما بيعه فلا يجوز».وزاد «ويستحب مشاركة أفراد الأسرة في التوزيع لأنه عمل خيري، ويجوز إخراجها عدس وفول ومعكرونة والقمح واللوبيا والدجاج واللحم»، موضحا أن «وقت إخراجها من غروب شمس آخر يوم من رمضان والسنة إخراجها يوم العيد قبل صلاة العيد».

واستدرك الحاي بالقول «والصحيح أنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا، وهذا فهم ومذهب الصحابة رضي الله عنهم والإمام أحمد نصّ عليه و قال من أخرجها نقدا لا يجزئه، وهو قول ابن قدامة في المغني وقال (هذا عدول عن النص)».بدوره قال الأستاذ في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الدكتور شافي العجمي لـ«الراي»، «زكاة الفطر تكون مما يطعمه الناس سواء أكله المزكي أو تركه لأن المقصود من الزكاة إغناء المسكين بالطعام لقول ابن عباس طعمة للمساكين، ويستحب عند الفقهاء أن يقوم المزكي بدفع زكاته بنفسه لأنها عبادة وتجوز النيابة فيها».

وعن وقتها قال العجمي، «يبدأ إخراج زكاة الفطر من أول رمضان وهذا مذهب الشافعية واختار المالكية والحنابلة جواز دفعها قبل العيد بيومين، وينتهي وقت دفع زكاة الفطر بغروب شمس يوم العيد ويأثم إن أخرها بلا عذر فالاحتياط إخراجها ليلة العيد كما كان الناس يفعلونه في الماضي، ومقدارها ما يملأ الصاع وهو يعادل اثنين كيلو وأربعين جراما ولو جعلها ثلاثة كيلو فهو افضل، ويكون إخراجها من قوت البلد من البر أو الرز أو التمر».

في غضون ذلك، قال الشيخ أمين النصار إمام مسجد أم المؤمنين السيدة خديجة عليها السلام لـ«الراي»، إنه «يجب على المكلّف إخراج الفطرة عن نفسه وكذا عمّن يعول في ليلة العيد،والضابط في جنس زكاة الفطرة أن يكون قوتاً شائعاً لأهل البلد يتعارف عندهم التغذّي به وإن لم يقتصروا عليه، سواء أكان من الأجناس الأربعة (الحنطة والشعير والتمر والزبيب) أم من غيرها كالأرزّ والذرة، وأمّا ما لا يكون كذلك فالأحوط لزوماً عدم إخراج الفطرة منه وإن كان من الأجناس الأربعة. كما أنّ الأحوط لزوماً أن لا تخرج الفطرة من القسم المعيب».

وبين أنه «يجوز إخراجها من النقود. وتجب بدخول ليلة العيد على المشهور بين الفقهاء (رضوان الله عليهم)، ويجوز تأخيرها إلى زوال شمس يوم العيد لمن لم يصلّ صلاة العيد، والأحوط لزوماً عدم تأخيرها عن صلاة العيد لمن يصلّي صلاة العيد، وتجب على كلّ مكلّف بشروط، البلوغ، والعقل، والغنى».

من جانبه قال الداعية مرتضى البالدي لـ«الراي»، «زكاة الفطرة أو زكاة البدن واجبة عند المسلمين، وتدفع لأجل دفع البلاء والأمراض والشرور عن بدن وجسم الدافع وعياله ولهذا سميت زكاة الفطرة، وتجب على البالغ العاقل الغني عند رؤية هلال شوال بأن يدفع عن نفسه وعن كل من يعوله ثلاث كيلوات من الطعام المتعارف أكله في البلد يوميا كالأرز واللحوم والخبز والتمر وفي هذه السنة ما يعادل دينارين ونصف إلى ثلاثة دنانير عن كل شخص».

وزاد «وقت اخراجها من ليلة رؤية هلال العيد لبعد صلاة العيد ويستحب إشراك الأقارب في التجهيز لإخراجها، ليتعلم الأطفال الكرم والجود، وإذا كان قوت العائلة كله من مواد التموين فيجوز إخراجها منه».

هبه الوهالي

أعمل كقائد فريق في الخليج 24، مع إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي. عملت من قبل مع حال الخليج كمديرة قسم أخبار الخليج وكاتبة ومحررة للمقالات والأخبار العالمية والعربية. أحمل شهادة البكالوريوس في الصحافة وعلم الاجتماع من جامعة بيرزيت - فلسطين. ولي خبرة طويلة في إعداد وتحرير المحتوى والمضامين وإنتاج المقالات والأخبار للعديد من المواقع الإلكترونية والإذاعات المحلية، كما لدي خبرة ومعرفة غنية في مجال العلاقات العامة والإعلام وتنسيق المشاريع وإدارتها.