كتب ناصر المحيسن - الكويت في السبت 29 مارس 2025 07:40 مساءً - في الوقت الذي تجتمع الأسرة، حول المائدة في شهر رمضان، بانتظار مدفع الإفطار، هناك رجال لديهم مسؤوليات وواجبات وطنية، تتمثل في «عيون ساهرة» تحرس الحدود والمرافق الحيوية في البلاد، حيث يتناولون الإفطار في مواقعهم، وأيديهم على الزناد لحماية البلاد وأهلها.

من هؤلاء الرجال، منتسبو الحرس الوطني الذين يتوزعون لحماية أبرز المرافق الحيوية والمواقع الدبلوماسية في البلاد، بروح قتالية وهمة عالية وحس أمني عالي المستوى وجهوزية تامة على مدار الساعة لكل طارئ. ومن المواقع التي يقف رجال الحرس الوطني لحمايتها، السفارة الأميركية التي تتولى تأمينها وحمايتها كتيبة حماية المنشآت الثانية من لواء الحماية الأول في قيادة الحماية والتعزيز.

«الراي» زارت عناصر هذه الكتيبة، وشاركتهم مأدبة الإفطار، واطلعت على الدور الذي يقومون به وعاينت الجهوزية التامة التي هم عليها من أفراد وضباط الحرس الوطني.

حماية وتأمين

فقد أفاد آمر الكتيبة المقدم ركن عبدالعزيز راشد بأن «أبرز المهام التي تقع تحت مسؤولياتنا، إدارة 3 مواقع أبرزها موقع التحكم الوطني التابع لوزارة الكهرباء التي تغطي 70 في المئة من كهرباء البلاد، والسفارة الأميركية، وقطاع الإذاعة في وزارة الإعلام بمنطقة المقوع»، مشيراً إلى أن «كل سرية لها مهام تختلف عن الأخرى يقوم بها آمروها، حسب المهام والدور المناط به من حماية الموقع المكلفين في حمايته، فهم مسؤولون عنها، ولدى جميع العسكريين الخبرة الكافية من خلال الدورات والتدريبات التي تم تأهيلهم بها، منذ تسلمهم للسلاح، وتدريبهم على التعامل مع الفرضيات بمهارة عالية لتأمين الموقع باقتدار».

وأوضح المقدم عبدالعزيز أن «كل عسكري في الحرس الوطني اجتاز الدورة، لديه خبرة علمية تؤهله للتعامل مع الشغب أو المظاهرات، وفن التعامل مع الجمهور، إضافة إلى دورات عسكرية لاستخدام السلاح بكل لأنواعه. وبالتالي فجميع العسكريين المنتسبين للحرس الوطني مدربون ولديهم همة عالية وروح وطنية للدفاع والذود عن الوطن بكل إخلاص وتفانٍ».

جاهزية

من جهته، قال قائد السرية الثانية النقيب خالد علي إن «مسؤوليتنا تأمين وحماية السفارة الأميركية في البلاد، ولدينا واجبات ملتزمين بها وهي تمشيط المنطقة المحيطة في السفارة على مدار الساعة وحمايتها لصد أي أعمال تخريبية أو إرهابية أو أي حدث خارجي، حيث لدينا تعامل حازم مع الأمر حسب ما تقضيه المصلحة العامة».

وأضاف النقيب خالد أن «لدينا إجراءات خاصة وطرقا للتعامل مع كل حدث على حدة، منها الشغب أو الاعتصامات غير السلمية، وهذه كلها تقع على عاتقنا، ونحن أقسمنا أن نخدم الكويت وأن نذود عن مصالحها، دون تهاون. ونشعر بالفخر والاعتزاز. فالعسكريون المتواجدون في هذا الموقع تركوا أسرهم في هذه الأيام في شهر رمضان، للقيام بالواجب، وهذا الأمر يهون مقابل الدفاع عن الوطن وحمايته من كيد الأعداء والذود عنه بكل صلابة وقوة وبسالة».

لا تساهل

بدوره، قال قائد الفصيل الثالث النقيب فيصل ناصر «طبيعة عملنا في هذا الموقع تقوم على مدار 24 ساعة، والمهام المناطة بنا تأمين السفارة وكل من فيها من قاطنين أو عاملين. وآلية عمل العناصر تقوم على الخدمة يوماً كاملاً ثم راحة يومين، وهذا العمل طول العام، ونحن نعمل دون كلل أو ملل وخدمة البلاد، هو شرف عظيم يشعر به أبناء هذه المؤسسة العسكرية. فتأميننا لحياة الناس المكلفين بهم مسؤولية تقع على عاتقنا ونحن لن نتهاون أو نتساهل مع كل ما يهدد أمنهم وحياتهم».

من جانبه، قال وكيل أول جاسم محمد «نحن نقوم بتأمين المواقع التي يتم تكليفنا بها، بروح وهمة عالية، وان نداء الوطن والذود عن مصالحة يشعرنا بالفخر والاعتزاز، وان إفطارنا ونحن بيدنا السلاح هو لحماية أسرنا قبل أن نكون بينهم».

أما الرقيب عبدالله مصبح، فقال «سعداء بتناول وجبة الإفطار مع بعضنا، صحيح أن الشعور بالجلوس على المائدة مع الأسرة والأبناء شعور خاص، ولكن اللذة الحقيقية هي صون وحماية الوطن والمواطنين من كل سوء، فهذا الواجب المكلفين به، وهو شرف عظيم يتمناه كل مواطن لحماية المنشآت الحيوية والسهر على راحة وأمان البلاد».

هبه الوهالي

أعمل كقائد فريق في الخليج 24، مع إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي. عملت من قبل مع حال الخليج كمديرة قسم أخبار الخليج وكاتبة ومحررة للمقالات والأخبار العالمية والعربية. أحمل شهادة البكالوريوس في الصحافة وعلم الاجتماع من جامعة بيرزيت - فلسطين. ولي خبرة طويلة في إعداد وتحرير المحتوى والمضامين وإنتاج المقالات والأخبار للعديد من المواقع الإلكترونية والإذاعات المحلية، كما لدي خبرة ومعرفة غنية في مجال العلاقات العامة والإعلام وتنسيق المشاريع وإدارتها.