ايجي سبورت - الدوحة - سيف الحموري - على مدار شهر رمضان المبارك، أنجزت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي سلسلة من الفعاليات والأنشطة التربوية والثقافية والرياضية التي تركت بصمة واضحة في نفوس الطلبة والمجتمع التعليمي، الأمر الذي حقق نجاحا وتفاعلا كبيرين بين الطلبة لتعزيز غرس القيم الإسلامية وتعزيز الوعي الديني والثقافي لدى الطلبة.
وجاءت هذه المبادرات في إطار رؤية الوزارة لتعزيز التربية الروحية والاجتماعية، بالإضافة إلى دعم الروح الوطنية والتراث الشعبي، حيث امتدت هذه الفعاليات لتشمل مختلف فئات المدارس الحكومية والخاصة، بما في ذلك المدارس التي تخدم ذوي الاحتياجات الخاصة، مما عكس حرص الوزارة على توفير فرص متكافئة لجميع الطلبة.

«هلموا إلى ظلّه»
وأطلقت الوزارة في بداية الشهر الفضيل، الحملة الرمضانية تحت عنوان «هلموا إلى ظلّه» في الأيام الأولى من رمضان، بهدف تثقيف الطلبة وتعزيز وعيهم الديني والثقافي. وقد شهدت الحملة تنظيم سلسلة من المحاضرات والندوات التي تناولت معاني الرحمة والإحسان والتمسك بالقيم الإسلامية في ظل تحديات العصر الحديث.
قدمت الحملة 3 محاضرات رئيسية، الأولى لفضيلة الشيخ عثمان الخميس الذي تناول من خلالها أهمية الصمود على المبادئ والقيم الإسلامية، داعيًا الطلبة إلى الاقتداء بالسلف الصالح والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه ﷺ. وقد اجتذبت المحاضرة حضوراً جماهيرياً كبيراً، إذ حضرها أكثر من ألف طالب وطالبة، بالإضافة إلى عدد كبير من المعلمين والمهتمين بالشأن التربوي.
أما المحاضرة الثانية، فألقتها الدكتورة هيفاء يونس، حيث تناولت فيها الأبعاد الروحية للصيام وأثره النفسي والاجتماعي على تكوين شخصية الفرد. وأوضحت المحاضرة كيف يمكن للشهر الفضيل أن يكون فرصة ذهبية لتزكية النفس وتعميق العلاقة مع الله عز وجل، مما دفع الطلبة إلى التأمل في معاني الرحمة والتعاون والتكافل الاجتماعي.
فيما تناولت المحاضرة الثالثة للداعية نوار آل محمود، فضل العشر الأواخر من شهر رمضان باعتبارها مسك الختام.
كما شملت الحملة، خواطر دينية قدمها عدد من الأكاديميين والدعاة في الدولة حول العبادة في شهر رمضان، بالإضافة إلى فيديوهات تحت عنوان «بالقرآن مهرة» التي برزت أصوات رائعة من طلاب المدارس الذين يحفظون كتاب الله.
ولم تقتصر فعاليات الحملة على المحاضرات فقط؛ فقد شملت أيضاً ورش عمل تعليمية تفاعلية، مثل ورشة «تعليم الدعاء الصحيح» التي هدفت إلى ترسيخ عادات الدعاء والإيمان في نفوس الطلبة، فضلاً عن مبادرة توزيع الحقائب الرمضانية التي نفذتها الوزارة بالتعاون مع قطر الخيرية، وذلك لتقديم الدعم للأسر المحتاجة وتأكيد قيم العطاء والتكافل الاجتماعي.

المحدّث الصغير
في إطار تعزيز التربية الدينية والارتباط بسنة النبي ﷺ، نظمت الوزارة النسخة الحادية عشرة من مسابقة «المحدّث الصغير». وقد جاءت هذه المسابقة بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، حيث استهدفت جميع طلبة المدارس الحكومية والخاصة.
تميزت المسابقة بمشاركة واسعة بلغ عددها 6449 طالبًا وطالبة، إضافة إلى مشاركة 655 من أولياء الأمور، مما يدل على اهتمام الأسر والمجتمع التعليمي بهذا الحدث الديني البارز. وركزت المسابقة على حفظ الأحاديث النبوية من كتاب الأربعين النووية وكتاب بلوغ المرام، لتكون بذلك فرصة لتعزيز الذاكرة الدينية وتكوين جيل واعٍ بتراثه الديني. كما نالت المسابقة استحسان المشاركين لما لها من تأثير إيجابي في تعزيز القيم الإسلامية ودفع الطلبة نحو الاجتهاد في حفظ العلوم الشرعية.
وشملت هذه النسخة لأول مرة مشاركة طلاب مدارس الهداية لذوي الاحتياجات الخاصة ومدرسة التربية السمعية، مما يعكس حرص الوزارة على شمولية العملية التعليمية وتوفير بيئة محفزة لجميع الطلبة دون استثناء.

ليلة القرنقعوه
لم تغب الفعاليات الثقافية والتراثية عن جدول أنشطة الوزارة خلال رمضان، فقد شاركت الوزارة في احتفالية ليلة القرنقعوه بسوق واقف، حيث تم تنظيم جناح خاص يعكس الهوية التراثية القطرية. تم توزيع 1500 هدية على الأطفال، مما أضفى جواً من البهجة والفرح، وبرز هذا الحدث كمنصة لتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية بين أبناء الوطن.
المؤن الرمضانية
في خطوة تعكس قيم التكافل والتآزر الاجتماعي، تعاونت وزارة التربية والتعليم مع قطر الخيرية في توزيع المؤن الرمضانية، حيث شاركت 94 مدرسة في هذه المبادرة الخيرية. وشملت الأنشطة إعداد صناديق المؤونة الرمضانية التي تحتوي على مواد غذائية أساسية، وذلك لتقديم الدعم للأسر المتعففة خلال الشهر الفضيل.
وتمت مشاركة معالي السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، في هذا الحدث حيث شاركت مع الطلبة في إعداد صناديق المؤونة. وقد جسدت هذه المبادرة روح العطاء والتعاون بين جميع فئات المجتمع، مؤكدة على أهمية دعم المحتاجين وتعزيز العمل التطوعي بين الطلبة.
أنشطة تربوية
في إطار مشروع «قيمي ترسم هُويّتي»، الذي يهدف إلى ترسيخ المبادئ الإسلامية والإنسانية وتعزيز الهوية الثقافية، نظمت الوزارة فعالياتها الرمضانية في المدارس ورياض الأطفال الخاصة. وقد شهد المشروع مشاركة واسعة تجاوزت 65 ألف طالب وطالبة، بالإضافة إلى 6000 ولي أمر، مما يدل على إقبال المجتمع التعليمي على هذه المبادرة.
وتنوعت أنشطة المشروع بين محاضرات دعوية، ومبادرات مجتمعية، ومسابقات ثقافية وترفيهية، تهدف إلى تنمية الوعي الديني والأخلاقي لدى الطلبة. وشملت الفعاليات نشاط «فطرة»، الذي استهدف غرس مفهوم الحياء ومراقبة الله في نفوس الطلبة، بالإضافة إلى مسابقات إلكترونية وأنشطة تفاعلية جمعت بين الجانب التعليمي والترفيهي.

بطولة اليرموك
لم تكن الفعاليات الرمضانية مقتصرة على الجانب الديني والثقافي فقط، بل شملت أيضًا منافسات رياضية هدفت إلى تحفيز روح التنافس الإيجابي بين الكادر التربوي. فقد توّج فريق مدرسة علي بن أبي طالب الإعدادية ببطولة اليرموك الرمضانية لكرة القدم بعد مباراة مثيرة انتهت بركلات الترجيح، حيث تمكن الفريق من تحقيق الفوز على فريق الوزارة.
وتناولت البطولة منافسات في كرة القدم، والكرة الطائرة، وتنس الطاولة، بمشاركة 1200 متنافس من الكادر التعليمي، مما عزز من روح الفريق والتعاون بين المعلمين والإداريين والفنيين. وفي ختام البطولة، تم توزيع الميداليات الذهبية والفضية، وتم تكريم اللاعبين المتميزين، حيث نالت جوائز خاصة بأفضل لاعب وأفضل حارس مرمى.
وقد أعرب المسؤولون عن البطولة عن سعادتهم بإعادة تنظيمها بعد توقف دام خمس سنوات، مؤكدين على أهمية الرياضة كجزء من بيئة العمل التربوي، لما لها من فوائد صحية ونفسية تسهم في تخفيف ضغوط العمل وتعزيز الروح المعنوية لدى العاملين.
ختام فعاليات رمضانية
مع انتهاء شهر رمضان المبارك، اختتمت وزارة التربية والتعليم فعالياتها الرمضانية بروح من التآخي والعطاء، محققةً بذلك نجاحاً باهراً في تحقيق أهدافها التربوية والدينية. وقد تركت هذه الفعاليات أثراً إيجابياً في نفوس الطلبة وأولياء الأمور، حيث أبدى الجميع إعجابهم بالتنظيم المتميز والأنشطة المتنوعة التي جمعت بين التعليم والترفيه والعمل الخيري.

هبه الوهالي

أعمل كقائد فريق في الخليج 24، مع إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي. عملت من قبل مع حال الخليج كمديرة قسم أخبار الخليج وكاتبة ومحررة للمقالات والأخبار العالمية والعربية. أحمل شهادة البكالوريوس في الصحافة وعلم الاجتماع من جامعة بيرزيت - فلسطين. ولي خبرة طويلة في إعداد وتحرير المحتوى والمضامين وإنتاج المقالات والأخبار للعديد من المواقع الإلكترونية والإذاعات المحلية، كما لدي خبرة ومعرفة غنية في مجال العلاقات العامة والإعلام وتنسيق المشاريع وإدارتها.