نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ما بين الإنزالات الجويّة وحلف الفضول: هل هذا كثير؟! #عاجل - ايجي سبورت, اليوم الأحد 30 مارس 2025 11:06 صباحاً
ايجي سبورت -
كتب: كمال ميرزا
أين ذهبت الإنزالات الجويّة للمساعدات والمواد الإغاثيّة لأهالي غزّة التي كان يقوم بها الأردن أو تتمّ من خلاله بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة؟
لماذا توقّفت هذه الإنزالات؟!
إمّا أنّ الكيان الصهيونيّ كان يوافق على هذه الإنزالات مُرغماً أو راضياً.
فإذا كان مرغماً، فلماذا توقّفت الدول والقوى التي كانت تضغط عليه وترغمه عن القيام بذلك عن ممارسة ضغطها؟!
وإذا كان راضياً، ماذا كانت مصلحته؟ هل كان ذلك لأسباب دعائيّة كي ينفي عن نفسه تهمة ممارسة القتل الجماعيّ والعقاب الجماعيّ واستخدام سلاح الحصار والتجويع؟ أم من قبيل إتاحة الفرصة أمام أصدقائه وحلفائه لتسجيل نقاط أمام شعوبهم التي تطالب بالمزيد؟ أم شيء من هذا وشيء من ذاك؟
حتى لو كان الأمر كذلك، لماذا توقّف الكيان الآن؟ هل اطمأن بأنّه يستطيع أن يمارس ما يحلو له من قتل وإجرام جهاراً نهاراً بدون حاجة لتمويهٍ وتجميلٍ وعلاقاتٍ عامّة؟ أم أنّه ما عاد معنيّاً بصون صورة أصدقائه وحلفائه، بل العكس، أصبح من أولويّاته في هذه المرحلة إحراجهم، وتعكير صفو صورتهم وعلاقتهم بشعوبهم وسلمهم المجتمعيّ كنوع من تصدير أزمته الداخليّة، وباعتباره المستفيد الأول من أي فوضى أو بلبلة أو قلاقل يمكن أن تحدث لدى أي دولة من دول المنطقة؟!
لطالما أكّد الموقف الرسميّ الأردنيّ أنّ احتفاظه بعلاقاته قائمةً مع الكيان الصهيونيّ عائد إلى أنّ الأردن من خلال الاحتفاظ بهذه العلاقات أقدر على خدمة الشعب الفلسطينيّ مما لو تمّ قطعها.
ولكن في ضوء سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها الكيان الصهيونيّ الآن، وسياسة إما الاستسلام التام وغير المشروط أو الموت، وسياسة التهجير كَرْهَاً أو كَرْهَاً (حتى يتسنّى لوزراء الكيان لعب الغولف في غزّة).. فأيّ فائدة يجنيها الفلسطينيّون من احتفاظ الأردن وغير الأردن بعلاقاتهم قائمة مع الكيان؟
طموح الشعوب العربيّة والإسلاميّة كان لو أنّ أنظمتهم قد التقطت الفرصة التاريخيّة التي منحهم إيّاها "طوفان الأقصى"، وبادرت بالانقضاض على الكيان الغاصب انقضاضة رجل واحد، وتخلّصوا منه ومن إجرامه وتهديده لكياناتهم ومصالحهم وأمنهم ووحدتهم ومستقبلهم مرة واحدة وللأبد، وفرضوا أمراً واقعاً جديداً على الجميع قبل أن يتسنّى لأيّ طرف آخر التحرّك أو تدارك ما حصل..
ولكن ما حدث بعد "الطوفان" أظهر أنّ التخلّص من الكيان الصهيونيّ ليس ضمن أجندة الأنظمة العربيّة والإسلاميّة، ولا حتى من قبيل السيناريو الافتراضيّ، وأنّ جميع تصورات وتطلعات وخطط هذه الأنظمة للمستقبل ليس فيها عالم يخلو من "إسرائيل"!
وجلّ ما تأمله الشعوب الآن بعد أن جرت مياه كثيرة تحت الجسر كما يقول التعبير الدارج أن تبادر الأنظمة العربيّة والإسلاميّة كأضعف الإيمان بقطع علاقاتها مع الكيان الصهيونيّ، أو على الأقل تعليق هذه العلاقات حتى إشعار آخر.. فهل هذا كثير؟!
مرّة أخرى، العدو الصهيو - أمريكيّ هو أكثر طرف معنيّ في هذه اللحظة بتصوير الأنظمة العربيّة والإسلاميّة أمام شعوبها وكأنّها عاجزة، أو مُسقَط في يدها، أو إظهارها بمظهر المُتخاذِل أو حتى المتواطئ.. وللأسف فإنّ الأنظمة العربيّة والإسلاميّة لا تصعّب على العدو مهمّته القذرة هذه!
مصلحة كلّ نظام من الأنظمة العربيّة والإسلاميّة تستدعي منه حاليّاً ألّا يقترن اسمه باسم الكيان الصهيونيّ، وأن يقطع علاقاته مع الكيان، أو يعلّقها، أو على الأقل يهدّد بذلك، ولكن بشكل جديّ ومقنع بعيداً عن اسطوانة الشجب والندب والاستنكار والتحذير الممجوجة.. فهل هذا كثير؟!
الخطة العربيّة لإعادة الإعمار، وتوافُق الدول العربيّة والإسلاميّة عليها، وتعنّت العدو الصهيونيّ إزاءها.. كلّ هذا يمكن أن يكون مدخلاً وذريعةً لقطع العلاقات مع الكيان عبر موقف جماعيّ لا يضع نظاماً بعينه أو دولة بعينها في البؤرة أو على المحك.. فهل هذا كثير؟!
التضامن العربيّ (والإسلاميّ)، والجبهة العربيّة الموحّدة، والدفاع العربيّ المشترك، هذه المصطلحات البائدة والمنقرضة بالنسبة للأنظمة الآن هو أفضل وقت لإعادة إحيائها وإرسائها وتكريسها من جديد.. فهل هذا كثير؟!
"حلف فضول" عربيّ عربّي/ إسلاميّ إسلاميّ، وليس "ناتو" معرّب أو "حلف بغداد" بحلّة جديدة، هذا هو المطلوب حاليّاً... فهل هذا كثير؟!
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : ما بين الإنزالات الجويّة وحلف الفضول: هل هذا كثير؟! #عاجل - ايجي سبورت, اليوم الأحد 30 مارس 2025 11:06 صباحاً
0 تعليق