ايجي سبورت - تداولت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك صورة بمزاعم أنها تظهر "إعادة تموضع لقوات الدعم السريع بعد سيطرة الجيش السوداني على العاصمة الخرطوم" أخيرا. الا ان هذا الزعم مضلل تماما. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

فقد تداولت حسابات على فايسبوك صورة تم التقاطها بشكل غير رسمي (شخصي) من نافذة سيارة، وتُظهر آلية عسكرية تسير على جانب أحد الطرق، وكتب متسخدم تعليقا (من دون تدخل): "قوات الدعم السريع تنفذ اكبر عملية إعادة تموضع وترتيب صفوفها. والتحية لقيادتها الفريق اول الملهم محمد حمدان دقلو، الذي سطر اسمه بأحرف من نور في تاريخ الفنون العسكرية، وذلك بمحافظته على القوات والمعدات...".

حقيقة الصورة 

ولكن قاد البحث العكسي إلى أن هذه الصورة قديمة، إذ نشرت للمرة الأولى ضمن تقرير اخباري بتاريخ 13 كانون الأول (ديسمبر) 2019، بعنوان: "انتشار كثيف للجيش السوداني وترقب حذر قبيل مليونية "الزحف الأخضر" لأنصار البشير".

حينها، عزز الجيش السوداني انتشاره في محيط ساحة القيادة العامة وسط العاصمة الخرطوم، قبل ساعات من مليونية "الزحف الأخضر"، التي تزامنت مع جلسة النطق بالحكم في مواجهة الرئيس المخلوع عمر البشير بشأن فساد مالي.

وأعلنت القوات المسلحة السودانية إغلاق الطرق المؤدية إلى مقر القيادة العامة. وقالت في بيان: "تجدد القوات المسلحة العهد بحماية مكتسبات الشعب السوداني وثورته المجيدة، وتحيي المواطنين في ذكراها الأولى، وتترحم على أرواح شهدائها عسكريين ومدنيين".

ودعا المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة عامر محمد الحسن  المواطنين الى توخي الحيطة والحذر، والابتعاد عن المناطق العسكرية بكل الولايات تزامنًا مع الإعلان من بعض الجهات عن تسيير مواكب لم تعلن عن مساراتها.

كذلك، تم تداول الصورة في 21 آذار (مارس) 2020 في خبر يقول: "الجيش يغلق شوارع رئيسية بالخرطوم".

اعتراف بالانسحاب 
واعترف قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، اليوم الأحد، للمرة الأولى، بأن قواته انسحبت من الخرطوم، التي أعلن الجيش الخميس أنه استعاد السيطرة عليها بالكامل.

وقال في كلمة موجهة إلى قواته تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي: "في الأيام السابقة حصل انسحاب لتموضع القوات في أم درمان" في قرار وافقت عليه "القيادة وإدارة العمليات (...) أنا أؤكد لكم أننا طلعنا من الخرطوم ولكن بإذن الله نعود للخرطوم".

وأضاف أن "أي شخص يعتقد أن هناك تفاوض أو اتفاق مع هذه الحركة الشيطانية مخطئ"، في إشارة إلى الجيش الذي تخوض قوّات الدعم السريع حربا ضده منذ نيسان (أبريل) 2023. وتابع:"ليس لدينا أي اتفاق أو نقاش معهم، فقط (لغة) البندقية".

وأعلن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، مساء الأربعاء، "تحرير" العاصمة من قوّات الدعم السريع، قبل أن يعلن الخميس سيطرته الكاملة عليها.

ومنذ اندلاع الحرب، قُتل عشرات الآلاف من السودانيين ونزح أكثر من 12 مليونا، ما تسبّب في أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.

ومساء السبت، تعهد البرهان، في أول خطاب متلفز له منذ سيطرة الجيش على الخرطوم، أن قواته ستقاتل حتى النصر، مؤكدا أن الحرب لن تنتهي حتى تضع قوات الدعم السريع أسلحتها. واستبعد إجراء أي مفاوضات مع الدعم السريع، معتبرا أن النصر لن يكتمل "إلا بالقضاء على آخر متمرد في آخر بقعة من السودان".

الخلاصة: الصورة المتداولة تعود إلى عام 2019. وهي لإعادة انتشار الجيش السوداني، قبيل تظاهرة في العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات، دعت اليها القوى المدنية ضد البشير.