ايجي سبورت - يرى خبيران أمريكيان أن المنافسة بين الولايات المتحدة والصين تتجاوز أي تحديات سابقة واجهتها واشنطن، وأن الذكاء الاصطناعي سيكون العنصر الحاسم في تحديد مستقبل هذا السباق.

وفي تحليل مشترك نشره موقع مجلة ناشونال إنتريست، أشار ديوي مورديك، المدير التنفيذي لمركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة بجامعة جورج تاون، ووليام هاناس، المحلل الرئيسي في المركز، إلى أن الولايات المتحدة مرت بمحطات مصيرية، مثل الحربين العالميتين، الحرب الباردة، وصعود اليابان، لكن التحدي الصيني الحالي يختلف تمامًا، إذ يمتد إلى الاقتصاد، والتكنولوجيا، والنفوذ العالمي، والطموحات الجيوسياسية.

وأكد التحليل أن واشنطن لا تملك حتى الآن استراتيجية متماسكة لمواجهة الصين، وتعتمد فقط على العقوبات الاقتصادية والتهديد العسكري، وهي أدوات غير كافية لاحتواء المنافسة.

الحاجة لاستراتيجية جديدة

دعا الخبيران إلى تطوير استراتيجيات قائمة على البحث والرصد المستمر، لفهم القدرات التكنولوجية الصينية، وتقييم المخاطر الاقتصادية، ورصد أنماط تعامل بكين مع الدول الأخرى.

كما شددا على أن محاولة إبطاء صعود الصين عبر قيود التصدير أو العقبات التجارية ليست سوى “رؤية قصيرة النظر”، خاصة أن بكين تمتلك قدرات نووية متقدمة وتحقق تقدمًا هائلًا في الذكاء الاصطناعي، مما يجعل الأساليب التقليدية لاحتوائها غير مجدية.

مخاطر سوء التقدير الأمريكي

حذر التقرير من أن سوء فهم نوايا الصين قد يكلّف الولايات المتحدة كثيرًا، وربما يؤدي إلى تصعيد عسكري أو هجمات إلكترونية أو حتى استخدام مسببات أمراض في أسوأ السيناريوهات. لذا، أوصى بضرورة بناء جسور تواصل مع بكين، والتخلي عن “الغطرسة” في التعامل مع الصين والدول النامية.

نقاط ضعف الصين واستراتيجية المواجهة

رغم ذلك، أشار التحليل إلى أن الصين ليست خالية من نقاط الضعف، وأبرزها اعتماد الحزب الشيوعي على المراقبة والقمع، مما قد يعيق الإبداع والابتكار على المدى الطويل.

ولتفادي البقاء في موقف رد الفعل، أكد الخبيران أن على الولايات المتحدة التركيز على ثلاث نقاط رئيسية:

الاستثمار في المواهب والتكنولوجيا

يجب ضخ استثمارات غير مسبوقة في تنمية المهارات الصناعية والبحث والتطوير عالي المخاطر، وتعزيز التعليم الفني والتقني.

تطوير الإنتاج التكنولوجي

لا يكفي التفوق في الابتكار، بل يجب تحويل الاكتشافات إلى منتجات تنافسية، كما تفعل الصين عبر مئات مراكز الأبحاث الممولة حكوميًا، وسلاسل الإمداد المتكاملة التي تدعم نمو الذكاء الاصطناعي.

تحليل البيانات العلمية الأجنبية

تحتاج الولايات المتحدة إلى آلية فعالة لمراقبة التقدم العلمي في الدول المنافسة، على غرار المنظومة الصينية، لضمان حماية أبحاثها من الاختراق، وتوجيه الاستثمارات بشكل استراتيجي.

الذكاء الاصطناعي كعنصر حاسم

خلص التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون العامل الحاسم في تحديد الفائز في هذا السباق الجيوسياسي والاقتصادي، مشيرًا إلى أن من يسيطر على هذه التقنية سيحكم مسار النفوذ العالمي في المستقبل.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك