ايجي سبورت - كشفت شركة “كيمائيات الميثانول” (كيمانول السعودية)، إحدى الشركات البارزة في قطاع البتروكيماويات بالمملكة العربية السعودية، عن تكبدها خسائر مالية كبيرة خلال عام 2024، وذلك في ظل تحديات اقتصادية وتشغيلية متعددة أثرت على أدائها.

وبحسب إفصاح رسمي نشر اليوم الأحد على موقع سوق الأسهم السعودية (تداول)، بلغ صافي خسائر الشركة 272.3 مليون ريال سعودي، بزيادة نسبتها 53% مقارنة بالعام السابق، متأثرة بعوامل رئيسية.

وشملت العوامل ارتفاع أسعار اللقيم، وتكاليف مرتبطة بصفقات استحواذ فاشلة، وتراجع أسعار بيع منتجاتها الأساسية على الرغم من زيادة أحجام المبيعات.

اقرأ أيضًا: طريقة تقديم بلاغ تغيب عن العمل للعاملين خارج السعودية 1446 عبر أبشر

شطب قيمة الشهرة ترفع خسائر كيمانول السعودية

وأوضح الإفصاح أن الشركة شطبت كامل قيمة الشهرة المرتبطة بشركتين استحوذت عليهما في 2023، وهما “كيماويات الدار” و”العالمية للصناعات الكيمائية”، بقيمة إجمالية وصلت إلى 127 مليون ريال.

ويعود هذا القرار إلى “الأداء المالي الضعيف” للشركتين، إلى جانب “عدم وجود توقعات مستقبلية للتدفقات النقدية”، مما يعكس فشل هذه الصفقات في تحقيق الأهداف الاستراتيجية المرجوة.

وأشار التقرير إلى أن ارتفاع أسعار الميثان، المادة الأساسية في عمليات الإنتاج، ساهم في تفاقم الوضع، في وقت انخفضت فيه أسعار بيع المنتجات الرئيسية للشركة، مما أدى إلى تبديد أي فوائد محتملة من تراجع أسعار بعض المواد الخام الأخرى.

ورغم الزيادة في الكميات المبيعة بنسبة 13% خلال العام، إلا أن إيرادات “كيمانول” شهدت انخفاضًا بنسبة 2.4% لتصل إلى 710.5 مليون ريال، مما يبرز الضغوط الكبيرة التي واجهتها الشركة في الحفاظ على هوامش ربحيتها وسط تقلبات السوق.

تفاصيل صفقتي الاستحواذ وتداعياتهما

وتعود جذور الأزمة الحالية إلى قرار “كيمانول” في عام 2023 بالاستحواذ على حصص كبيرة في شركتين محليتين لتعزيز تواجدها في السوق.

وقد وقعت الشركة اتفاقية للاستحواذ على 80% من أسهم “العالمية للصناعات الكيمائية” بقيمة 80 مليون ريال، و84% من أسهم “كيماويات الدار” بقيمة 46.2 مليون ريال.

وكان الهدف من هذه الخطوة توسيع نطاق عمليات الشركة وزيادة قدرتها التنافسية، لكن النتائج جاءت عكسية، حيث أثبتت الشركتان المستحوذ عليهما عبئًا ماليًا بدلاً من أن تكونا رافعة للنمو.

وفي ظل هذه التطورات، أعلن مجلس إدارة “كيمانول” عن خطة لإعادة تقييم الاستثمارات في الشركتين، بهدف وضع استراتيجية تصحيحية تركز على استعادة الاستدامة المالية ودعم نمو الأعمال.

وأكد الإفصاح أن الشركة تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تقليل الخسائر المستقبلية وضمان استمرارية عملياتها.

تحديات الاستمرارية المالية لشركة كيمانول السعودية

وأثارت “كيمانول” مخاوف جدية بشأن قدرتها على مواصلة أعمالها في ظل الظروف الراهنة، حيث أشارت إلى أن المطلوبات المتداولة للمجموعة تجاوزت أصولها المتداولة بقيمة 168.5 مليون ريال.

كما لفتت إلى وجود “حالة من عدم اليقين” تحيط باستمرارية عملياتها، مشددة على أن نجاحها في تجاوز هذه الأزمة يعتمد على عاملين رئيسيين: الأول هو استكمال خطة إصدار حقوق أسهم جديدة متوقعة في عام 2025 لتعزيز رأس المال، والثاني هو إعادة هيكلة بعض التسهيلات التمويلية الحالية لتخفيف الضغط على السيولة.

اقرأ أيضًا: توزيعات أرباح شركة أرامكو للرابع الرابع من 2024.. 0.33 ريال للسهم

نظرة مستقبلية وسط تحديات السوق

ويأتي هذا الإعلان في وقت تواجه فيه صناعة البتروكيماويات في السعودية تقلبات كبيرة نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج وتراجع الطلب العالمي على بعض المنتجات.

وتعد “كيمانول”، التي تركز على إنتاج الميثانول ومشتقاته، من الشركات التي تأثرت بشكل مباشر بهذه الديناميكيات، مما يضعها أمام اختبار صعب لإثبات قدرتها على التكيف واستعادة الاستقرار المالي.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط