نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إيران وإدارة لعبة الديبلوماسية القسرية - ايجي سبورت, اليوم الاثنين 31 مارس 2025 05:19 صباحاً
ايجي سبورت - اختارت إيران أن تستمر في لعبتها على رقعة الشطرنج أمام خصمها الأميركي بالتجاوب معه والرد على رسالته تحت مبدأ "خفض التكلفة"، فإن كان دونالد ترامب يضغط عليها تحت مبدأ "الديبلوماسية القسرية"، لكنها اختارت أن تستكمل لعبتها بطريقتها، فقد ردت على رسالته من خلال القناة العُمانية، بعدما وصلتها عبر القناة الإماراتية. والأمر لم يكن مفاجئاً، بل داعماً لقاعدة "التفاوض غير المباشر" التي وجدت فيها مخرجاً براغماتياً للتعاطي مع أميركا، خصوصاً أن عُمان قد لعبت الدور نفسه في الماضي ولديها خبرة مسبقة في نقل الرسائل بين الطرفين.
أيضًا، يراقب الإيرانيون إدارة ترامب للأزمة الأوكرانية، ويشاهدون خروج جهوده للحل عن إطارها الزمني الـ100 يوم التي وعد بها، ويدركون أن هدفه ليس السلام بين روسيا وأوكرانيا وإنما الحصول على مكاسب لمصلحة بلاده من كلا الطرفين. وهذا يفسر لماذا عادت طهران إلى النقطة الصفر في ردها على رسالة ترامب، بقولها: "لا نقاش خارج الموضوع النووي"، كما حاولت أن تقدم إجابات مُقنِعة بأنها لن تتفاوض نيابة عن القوى الإقليمية ولن تفاوض على قدراتها الدفاعية. فهي تدرك أن ترامب يبحث عما هو أبعد من مسألة كبح التهديدات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، وهذا يستدعي عدم التفاوض من موقع ضعف.
إضاعة فرص
لقد شعر الإيرانيون بقسوة سياسة "أقصى ضغط من العقوبات" التي فرضها ترامب لدرجة أن المرشد الأعلى علي خامنئي، رفع شعار "الاستثمار من أجل الإنتاج" خلال العام الشمسي الجديد، بعدما ضعفت العملة الإيرانية بشكل دفع الإيرانيين إلى الملاذات الآمنة بدلاً من الثقة بعملتهم الوطنية، ما أضر بالقطاع المصرفي في بلادهم! الأمر الذي جعل الاقتصاديين والسياسيين الإصلاحيين يتساءلون ما الفرق بين المحادثات المباشرة وغير المباشرة؟، المهم التوصل إلى نتيجة واحدة، هي رفع العقوبات عن كاهل الاقتصاد. فإن كانت الولايات المتحدة تعتزم جر إيران إلى مفاوضات نتيجتها معروفة مسبقاً، كما قال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية كمال خرازي، فإن طهران بالمفاوضات غير المباشرة لا تعمل إلا على إضاعة الوقت والفرص! لأن بناء الثقة بين الطرفين لا يمكن تحقيقه من خلال الوسطاء، فإن الخلافات بينهما تدور حول قضايا معقدة ومتشابكة لا يمكن حلها من خلال تبادل المقترحات عبر الوسطاء.
وهذه النقطة تشكك في الرواية الإيرانية، إذا ما كانت طهران جادة في التوصل الى حل مع ترامب! فلربما هناك مفاوضات مباشرة تتم سراً في ضيافة مسقط، على غرار اجتماعات 2015 المباشرة والتي أدت إلى تحقيق اختراق كبير.
إدارة الوقت
تزامناً مع استعداد طهران للرد على رسالة ترامب، استعرض قائد بحرية الحرس الثوري علي رضا تنكسيري، نشر صواريخ "كروز" المضادة للسفن على الجزر الواقعة عند مدخل مضيق هرمز، كما هدد بضرب قواعد العدو أينما كانت. وتكشف هذه التهديدات أن إيران تعمل على إدارة الوقت مع أميركا، فهي تهدد بأخذ المنطقة رهينة إذا ما تعرضت لهجوم عسكري خصوصاً أن إسرائيل تتحين الفرصة! وكذلك تهدد بالخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا ما تم استخدام آلية الزناد ضدها وإعادة فرض العقوبات الدولية عليها.
فإن طهران على موعد مع التقرير الفصلي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بنهاية مايو/آيار المقبل، ولذلك هي لا تقطع اتصالاتها مع الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) في إطار الذرية الدولية، إذ تعقد اجتماعات معها على مستوى الخبراء الفنيين، وهدفها هو تأخير تفعيل آلية الزناد من أجل توفير مزيد من الوقت، خصوصاً أن إدارة ترامب منحتها مهلة شهرين للتفاوض!
0 تعليق