ايجي سبورت - عيد الفطر هو نهاية شهر رمضان المبارك، وأول يوم من شهر شوال، يحدد تاريخه سنويًا برؤية الهلال، ويختلف من عام لآخر في التقويم الميلادي، يبدأ العيد بصلاة الجماعة، تليها خطبة، أما اليوم التالي، فيتميز بالاحتفالات والمرح وتبادل الطعام والهدايا، ودفع الزكاة.

ومن هنا أسرت طقوس الصلاة الإسلامية المميزة، خيال العديد من الرسامين المستشرقين، لذا إليكم بعض اللوحات لتي تصور عيد الفطر فنيًا، وهو طقس هادئ للصلاة الإسلامية من أعمال الواقعية في القرن التاسع عشر، حيث وفرت لوحات المستشرقين، عن غير قصد، سجلاً بصرياً شاملاً لشكل العالم الإسلامي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

لوحتان جان ليون جيروم

كان جان ليون جيروم رسامًا فرنسيًا يعرف غالبًا بانتمائه إلى مدرسة الاستشراق، خصص ما لا يقل عن ثلثي لوحاته لمواضيع استشراقية مستوحاة من رحلاته المكثفة إلى مصر والشرق الأوسط، زار مصر ست مرات في حياته! تُجسد دقة جيروم المذهلة في التفاصيل وضرباته الماهرة ريشته السكينة الجليلة لطقوس العبادة وتفاني أتباعها.

تمتع جيروم بنجاح مالي كبير خلال حياته، ما أكسبه توبيخ زملائه الفنانين، الذين أدانوا تجاريته ومعارضته الشديدة للانطباعية وما بعد الانطباعية، أي الحركات الطليعية في ذلك الوقت.

لوحة فاسيلي فيريشاجين

كان فاسيلي فيريشاجين رسامًا وجنديًا ورحالة روسيا، يشار إليه أحيانًا باسم جيروم الروسي، في الواقع تلقى فيريشاجين تعليمًا قصيرًا على يد جيروم في باريس ورغم معارضة فيريشاجين الواسعة لأساليب أستاذه، إلا أن تأثير جيروم واضح في أعمال تلميذه الفنية.

سافر فيريشاجين على نطاق واسع، وزار التبت والهند (مرتين)، واستلهم إلهامًا كبيرًا من المناظر الطبيعية لشمال الهند ومعالم المغول الآسرة، ويعد مسجد اللؤلؤة في دلهي من أشهر لوحاته، أما اللوحة التالية، فهي تصوير للصلاة في مسجد اللؤلؤة في أغرا، وهو مسجد رخامي جميل بني بأمر من الإمبراطور شاه جهان .

لوحة إدوين لورد ويكس

كان إدوين لورد ويكس مستشرقًا ومستكشفًا أمريكيًا شهيرًا، استفاد أيضًا من رعاية جان ليون جيروم (وليون بونات) في باريس، وكما هو الحال مع الرسامين الآخرين المذكورين هنا، سافر لورد ويكس كثيرًا، ووثق رحلته في مذكراته.

هذا المثال الفني لعيد الفطر موجود في مسجد قرطبة بإسبانيا، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن الميلادي، والمعروف الآن باسم كاتدرائية المسجد. وكما يتضح من لوحة ويكس، فإن هذا البناء المذهل مبني على أرضٍ مُقدسة منذ قرون. هذا المعلم الأثري هو بيت عبادة لكل من المسلمين والمسيحيين، علاوة على ذلك، يعتقد المؤرخون أن الموقع كان يضم معبدًا مُخصصًا للإله الروماني جانوس، ومن المحتمل أن ويكس بدأ رسم هذه اللوحة عام 1880 عندما كان يقيم في مدريد، ولا يزال مسجد الكاتدرائية محطة مهمة لأي زائر لقرطبة.

كان لودفيغ دويتش مستشرقًا نمساويًا بارزًا لما يقرب من عقدين من الزمن. ورغم أن دراسته الفنية بدأت في أكاديمية فيينا للفنون الجميلة، إلا أنه ارتبط ارتباطًا وثيقًا بأعمال المستشرقين بعد انتقاله إلى باريس، ولا تزال حياة دويتش الشخصية غامضة نوعًا ما، إذ لا توجد مذكرات شخصية أو سجلات عائلية أو سير ذاتية توثق رحلته.

أنتج دويتش أولى أعماله الاستشراقية قبل زيارته الأولى لمصر! وخلال رحلاته الواسعة، اطلع على النصوص القرآنية ، كما يتضح من بعض النقوش الخطية في أعماله.

بين عامي  1820  و1830 ، أجرى الباشا محمد علي إصلاحاتٍ أدت إلى ارتفاعٍ غير مسبوق في معدل معرفة القراءة والكتابة بين المصريين، أسس المطبعة في الإسكندرية والقاهرة، وساهم في تطوير توزيع الصحف، وتعد أعمال دويتش الناضجة من السجلات التصويرية القليلة الموجودة التي تركز  على علماء القرآن والأدباء العرب في تلك الفترة.