ايجي سبورت - أعلنت شركة الصين الوطنية للنفط اليوم الإثنين، عن اكتشاف حقل نفط رئيسي شرق بحر الصين الجنوبي، حيث تجاوزت الاحتياطيات المؤكدة للحقل الجديد 100 مليون طن.

ووفقًا لوكالة أنباء “شينخوا” الرسمية، فإن الحقل المكتشف، المعروف باسم “حقل هويتشو النفطي”، يقع على بعد نحو 170 كيلومترًا قبالة ساحل مدينة شينجن في مقاطعة غوانغدونغ الجنوبية، ويتميز بعمق مياه متوسط يصل إلى 100 متر.

وتشير التقارير إلى أن الحفر التجريبي في الحقل ينتج حاليًا حوالي 413 برميلًا من النفط الخام يوميًا، إلى جانب 68 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي، ما يعزز من أهمية هذا الاكتشاف في تطوير قطاع الطاقة البحري في الصين.

اكتشاف حقل نفط في الصين

بحسب شركة الصين الوطنية للنفط، فإن هذا الحقل يمثل خطوة كبيرة في استكشاف النفط البحري العميق، حيث يعد “أول حقل نفط متكامل كبير يتم اكتشافه في الطبقات العميقة والعميقة جدًا” في البلاد.

وتشير الشركة إلى أن عمليات التنقيب في هذه المناطق تواجه العديد من التحديات، مثل الظروف الجوية القاسية والضغوط العالية والتكوينات الجيولوجية المعقدة.

من جانبه، أوضح تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية أن بحر الصين الجنوبي لا يزال غير مستكشف بالكامل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى النزاعات الإقليمية المستمرة بين عدة دول في المنطقة، بما في ذلك الفلبين وماليزيا وفيتنام وإندونيسيا وبروناي، رغم أن معظم النفط والغاز المكتشفين حتى الآن يقعان في مناطق غير متنازع عليها.

اكتشافات جديدة في النفط الصخري

في تطور آخر، أعلنت شركة البتروكيماويات الصينية “سينوبك”، وهي أكبر شركة تكرير نفط في الصين، في 26 مارس الجاري، عن اكتشاف احتياطيات مؤكدة من النفط الصخري تزيد عن 140 مليون طن في مقاطعة شاندونغ بشرقي البلاد.

ويمثل هذا الاكتشاف إنجازًا مهمًا، حيث يعد أول حقل نفط صخري في الصين يتم اعتماده رسميًا من قبل وزارة الموارد الطبيعية باحتياطيات تفوق 100 مليون طن.

ووصفت “سينوبك” هذا الاكتشاف بأنه “اختراق كبير” في مجال التنقيب عن النفط والغاز في منطقة جييانغ، التي تعد نموذجًا وطنيًا لتنمية النفط الصخري.

وتشير التقديرات الحالية إلى أن الموارد النفطية الصخرية في المنطقة تبلغ حوالي 10.5 مليار طن، فيما تجاوز الإنتاج التراكمي للنفط مليون طن حتى الآن.

تاريخ طويل في تطوير قطاع النفط الصخري

يعود تاريخ اكتشاف وتطوير النفط الصخري في الصين إلى عدة عقود، حيث تم اكتشاف حقل شنغلي النفطي في عام 1961، وبدأت عمليات تطويره في عام 1964.

ويقول سون يونغ تشوانغ، مساعد رئيس “سينوبك” في تصريحات لوكالة أنباء “شينخوا” الرسمية، إن احتياطيات النفط الصخري المقدرة في حقل شنغلي تعادل إجمالي موارد النفط والغاز التقليدية التي تم اكتشافها في الحقل على مدى أكثر من 60 عامًا.

وتُعرف موارد النفط الصخري بكونها هيدروكربونات سائلة محاصرة في تكوينات الصخور، والتي يمكن استخراجها باستخدام تقنيات حديثة للتكرير.

وغالبًا ما توجد هذه الموارد في الصخور الغنية بالمواد العضوية، مثل الأحجار الطينية والأحجار الرملية وصخور الكربونات ذات الطبقات البينية الرقيقة.

تعزيز التنمية المستدامة لقطاع النفط الصخري

في إطار استراتيجيتها لتعزيز إنتاج النفط الصخري، أنشأت الصين ثلاث مناطق نموذجية لهذا القطاع على المستوى الوطني، تتوزع في كل من منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم، ومقاطعة هيلونغجيانغ، ومقاطعة شاندونغ.

ويأتي هذا التطور ضمن جهود الحكومة الصينية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة وتعزيز أمنها الطاقي في ظل التحديات الجيوسياسية التي تواجه الأسواق العالمية.

اقرأ أيضًا .. وثيقة سرية تكشف استعداد أمريكا لحرب محتملة مع الصين.. ما القصة؟

آفاق واعدة لقطاع النفط في الصين

تمثل هذه الاكتشافات النفطية الجديدة، سواء في بحر الصين الجنوبي أو في مجال النفط الصخري، دفعة قوية لقطاع الطاقة في الصين، حيث تسعى البلاد إلى تقليل اعتمادها على واردات النفط والغاز وتعزيز استثماراتها في مواردها المحلية.

ومن المتوقع أن تسهم هذه الاكتشافات في دعم الاقتصاد الصيني وتعزيز مكانة البلاد كواحدة من أبرز الدول المنتجة للنفط والغاز في العالم.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط