العيدية الرقمية.. بين سهولة الاستخدام وضوابط الإنفاق - ايجي سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العيدية الرقمية.. بين سهولة الاستخدام وضوابط الإنفاق - ايجي سبورت, اليوم الثلاثاء 1 أبريل 2025 12:18 صباحاً

ايجي سبورت - ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 1 أبريل 2025 12:41 صباحاً - تُعد العيدية من العادات الاجتماعية الراسخة في المجتمعات العربية، حيث يحرص الآباء والأمهات على منحها لأطفالهم في الأعياد لإسعادهم وتعزيز الروابط العائلية، ومع التطور الرقمي المتسارع، بدأت العيدية التقليدية تتحول تدريجياً إلى عيدية رقمية تحول عبر التطبيقات البنكية أو البطاقات الإلكترونية، ما أثار نقاشاً بين التربويين والخبراء الاجتماعيين حول تأثيرها على الأطفال وسلوكهم المالي.

وأكدوا على أهمية وضع ضوابط رقابية على العيدية، لتجنب الإنفاق غير المدروس، كما لفتوا إلى أن الحل يكمن في الموازنة بين العيدية الرقمية والنقدية، بحيث يستفيد الطفل من فوائد التقنيات الحديثة، وفي الوقت ذاته يحتفظ بشعور الألفة والفرحة المرتبط بتلقي النقود التقليدية.

ضوابط الرقابة

وأكد التربوي محمود فرغل أن العيدية الرقمية تمنح الآباء فرصة أكبر للتحكم في كيفية إنفاق أطفالهم لها مقارنة بالعادية، موضحاً أن النظام الرقمي يسمح للآباء بربط العيدية بحسابات الأطفال في التطبيقات أو عبر بطاقات الدفع المخصصة، ما يمنحهم القدرة على مراقبة عمليات الشراء وتحديد سقف للإنفاق اليومي.

وأضاف أن هذه الطريقة تساعد على غرس ثقافة الادخار لدى الأطفال وتعلم كيفية إدارة الموارد المالية مبكراً، موضحاً أن تلقي الوالدين إشعارات فورية حول كيفية إنفاق الطفل للأموال، يعزز قدرة الأهل على التدخل في الوقت المناسب إذا لاحظوا إنفاقاً غير متزن، كما أوضح أن تخصيص العيدية الرقمية لشراء منتجات أو خدمات معينة، مثل الألعاب الإلكترونية أو الملابس، يساعد الطفل على فهم مفهوم الميزانية، وتعلم كيفية اتخاذ القرارات المالية بشكل واعٍ.

وأكد أن التوجيه المبكر للأطفال حول كيفية إدارة الأموال الرقمية يخلق جيلاً أكثر وعياً بأهمية التخطيط المالي، ما يساعدهم على التعامل مع تحديات الحياة المالية مستقبلاً.

مهارات التخطيط

ومن جانبها، قالت التربوية منال محمد، إن العيدية الرقمية تعزز من مهارات التخطيط المالي لدى الجيل الجديد. وقالت: «عندما يحصل الطفل على عيدية رقمية، يصبح بإمكانه أن يحدد أولوياته في الإنفاق، سواء على الألعاب الإلكترونية، أو شراء الملابس، أو حتى الادخار».

وأشارت إلى أن هذه التجربة العملية تساهم في تنمية مفهوم القيمة المالية للأموال، لأن الطفل يرى مباشرة كيف تؤثر قراراته على رصيده المالي.

وأوضحت أن العيدية الرقمية تمنح الأطفال فرصة لتعلم الفرق بين الإنفاق الضروري والكمالي، إذ توفر التطبيقات البنكية أدوات تصنيف للمصروفات، مثل «مشتريات ضرورية»، «مشتريات ترفيهية»، و«ادخار»، وبيّنت أن هذه التصنيفات تساعد الطفل على إدراك أن بعض النفقات قد تكون غير ضرورية، ما يساهم في تطوير مهارات اتخاذ القرار المالي.

وأضافت أن ربط العيدية الرقمية ببطاقات مسبقة الدفع أو تطبيقات مالية مخصصة للأطفال يساعد في تعليمهم كيفية التعامل مع الموارد المحدودة، ويعزز لديهم فكرة أن المال ليس متاحاً بلا حدود.

كما أشارت إلى أن تقديم مكافآت بسيطة للأطفال عند الادخار، مثل إضافة نسبة مئوية على المبلغ المدخر، يشجعهم على تعزيز عادة الادخار بشكل مستمر.

الاستخدام الآمن

وفي السياق ذاته، شدّدت التربوية ياسمين عبد الحميد مصطفى على أن العيدية الرقمية توفر بيئة أكثر أماناً للأطفال في التعاملات المالية. وقالت إن الأطفال باتوا أكثر وعياً حول العيدية الرقمية وطرق استخدامها، سواء في شراء الألعاب الإلكترونية أو غيرها، ما يجعل لديهم حباً في الشراء الرقمي كونه يعد وسيلة سهلة ومتاحة في أي وقت. وأكدت على أهمية تعزيز الأمن المالي للأطفال من خلال تقييد استخدام البطاقة في أماكن محددة، ما يمنع الطفل من استخدام العيدية في أماكن غير مناسبة.

كما أشارت إلى أن التطبيقات المالية تتيح إمكانية تعيين كلمة مرور أو موافقة مسبقة من الأهل على بعض عمليات الشراء، ما يقلل من احتمالية وقوع الطفل ضحية للاحتيال أو عمليات الشراء غير المصرح بها. وأضافت أن تعليم الأطفال كيفية استخدام البطاقات الرقمية والأدوات المالية منذ الصغر يعزز من ثقتهم في التعامل مع المال، وهو مهارة ضرورية في المستقبل مع التوسع في نظام المدفوعات الرقمية، مؤكدة على أن تعليم الأطفال كيفية إدارة العيدية الرقمية يعزز من قدرتهم على التعامل مع الأموال في سن مبكرة، ويخلق لديهم حساً بالمسؤولية المالية.

البعد النفسي

أما الخبيرة النفسية والتربوية ميساء عبد الله، فترى أن العيدية النقدية التقليدية لا تزال تلعب دوراً نفسياً مهماً في تعزيز مشاعر الأطفال وربطهم بالأجواء الاحتفالية للعيد.

وقالت: «النقود الورقية تحمل بعداً عاطفياً للأطفال، فهي تجعلهم يشعرون بفرحة العيد، وتمنحهم شعوراً مباشراً بالفرحة عند استلامها».

وأوضحت أن استخدام النقود الورقية يعزز من فهم الأطفال لقيمة المال، لأنهم يتعاملون مع أموال ملموسة، على عكس العيدية الرقمية التي تظل مجرد أرقام في الحساب. وأضافت: «عندما يحتفظ الطفل بالنقود الورقية في محفظته، يتولد لديه إحساس أكبر بملكيته للمال، ما يعزز من تقديره لقيمة الأشياء». وأكدت أن العيدية النقدية تشجع الأطفال على التفاعل الاجتماعي، حيث يميلون إلى استخدام النقود الورقية في شراء أشياء جماعية أو تبادل الهدايا مع الأصدقاء.

وقالت: «الموازنة بين العيدية الرقمية والعيدية النقدية هو الحل الأمثل، بحيث يستفيد الطفل من مزايا الرقابة والتحكم في العيدية الرقمية، وفي الوقت ذاته يكتسب خبرة التعامل المباشر مع المال من خلال العيدية النقدية».

الجيل الجديد

أما الاختصاصية الاجتماعية فاطمة الظنحاني، فترى أن العيدية الرقمية ترتبط بشكل أكبر بالجيل الجديد، الذي وُلد في العصر الرقمي. وقالت: «جيل الألفا يتعامل مع التطبيقات والألعاب الإلكترونية بسهولة، لذا فإن العيدية الرقمية تناسب طبيعتهم أكثر من العيدية التقليدية». وأضافت: «هذا الجيل يفضل شراء المحتوى الرقمي مثل الألعاب، والإضافات الخاصة بالتطبيقات، وحتى الاشتراكات الشهرية في منصات البث»، ولكنها حذرت من أن «الإفراط في منح العيدية الرقمية قد يؤدي إلى غياب الإحساس بالقيمة الحقيقية للمال، ما يتطلب إشرافا من الوالدين لتوجيه الأطفال نحو الاستخدام المتوازن».

ياسر ابراهيم

كاتب محتوى باللغة العربية شغف بالبحث والإطلاع بجانب دقة في مراعاة قواعد اللغة وعلامات الترقيم

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : العيدية الرقمية.. بين سهولة الاستخدام وضوابط الإنفاق - ايجي سبورت, اليوم الثلاثاء 1 أبريل 2025 12:18 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق