نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جحيم ترامب – نتنياهو يفتح أبوابه في غزة... هل تفرض قوّة النار واقعاً جديداً في الشرق الأوسط؟ - ايجي سبورت, اليوم الثلاثاء 18 مارس 2025 04:57 مساءً
ايجي سبورت - "أبواب الجحيم" فُتحت إذاً في غزّة، تلك التي توعّد بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحليفه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مراراً وتكراراً الغزيين لإخضاعهم، فكانت جميع الخيارات التفاوضية المطروحة على الطاولة تؤدي إلى خيارين أحلاهما مرّ بالنسبة إلى "حماس"، إمّا الرضوخ لشروط تل أبيب وإما الاستسلام أو عودة الحرب.
وقبيل شن هجومها العسكري الكبير فجر اليوم الثلاثاء، باسم "العزّة والسيف"، سرّبت إسرائيل عبر وسائل إعلامها وأجهزتها الأمنية خبراً عن تحضيرات تجريها "حماس" لشنّ هجوم جديد يستهدف قواتها، الأمر الذي وضعته مصادر من الحركة الفلسطينية تحدثت إلى "النهار" في خانة "الذرائع الكاذبة التي أراد نتنياهو من خلالها تبرير خيار العودة إلى الحرب ونسف اتفاق وقف النار".
و"حماس" التي تؤكّد أنها التزمت ما جرى الاتفاق عليه حتى النهاية، لا تستغرب فعل نتنياهو، بل تقول مصادرها إنّها كانت "تتوقّعه وتنتظره في أي لحظة"، كما أنها لم تفاجأ بموافقة إدارة ترامب على هذا التصعيد "بل مشاركتها في حرب الإبادة ضدّ الفلسطينيين، بعدما أحبط العرب مخططها التهجيري لأهالي غزة".
"الولايات المتحدة طرف"
ويؤكد مصدر قيادي في "حماس" أنّ الحركة "لم تتخذ قراراً بعد باستئناف العمليات ضدّ العدو الإسرائيلي، لكن هذا الأمر قد يتبدّل بين لحظة وأخرى"، مشيراً إلى أنّ الأمور "متروكة حتى الآن للوسيطين العربيين - مصر وقطر – وقدرتهما على لجم العدوان، لأنّ الجهة الثالثة التي كانت تطرح نفسها وسيطاً باتت بحكم الطرف في الحرب بالنسبة إلينا"، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
ثمة أسباب عدّة للعودة إلى حالة الحرب هذه. ويقول الكاتب والمحلل السياسي محسن أبو رمضان لـ"النهار" إنّ "الاضطراب في بنية المجتمع الاسرائيلي" نتيجة التوترات الناجمة عن اقالة رئيس "الشاباك" رونين بار، والرفض الرسمي والشعبي لهذه الخطوة، وما يرافقها من بسط نتنياهو سيطرته على الدولة العميقة وانعكاسات ذلك على مستقبله الشخصي، هو أحد أسباب لجوئه إلى هذا الخيار. ويضيف أنّ السبب الثاني هو "إرادة نتنياهو أن يبرز أمام المجتمع الاسرائيلي والإدارة الأميركية أنه مستمر في تحقيق أهدافه الخاصة بالنصر المطلق وضرب حماس وتفكيك بنيتها التحتية، وإعادة إنتاج ورقة التهجير القسري بحق الشعب الفلسطيني مجدداً، بعدما حاصرتها القمّة العربية في القاهرة والخطة المصرية - العربية لإعمار غزة من دون تهجير أي فلسطيني".
الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، يؤكّد بدوره لـ"النهار"، اجتماع أكثر من قضية وعامل ليصبح هذا التصعيد ممكناً، ويعددها: "وجود إدارة ترامب والضوء الأخضر الذي أعطته. الهجوم الأميركي على اليمن الذي أزال تهديداً وحفّز إسرائيل. الوضع في لبنان وتوقّف الجبهة. الحالة الداخلية في إسرائيل ورغبة نتنياهو في توسيع الحكومة ووأد موجة الاحتجاجات... كلها عوامل اجتمعت معاً في هذه الفترة، إضافة إلى تعثّر المفاوضات بعد طرح شروط تعجيزية على حماس لا يمكنها القبول بها".
العودة إلى الحرب؟
ويعرب عن اعتقاده أنّ نتنياهو "دفع حماس إلى هذا الخيار... إما الاستسلام وإما القبول بهذا المصير"، وهو الآن يقوم بتجربة ما لديه من أوراق ضغط جديدة، مستنداً إلى دعم الإدارة الأميركية وقائد الأركان الجديد في الجيش الإسرائيلي إيال زامير.
يفترض الباحث الفلسطيني أنّ الأمور ذاهبة إلى عمليّة، تتوسّع تدريجاً، وكل فترة سيتم تقديم عرض لـ"حماس" من وحي ما يٌقدّم إليها الآن، وطالما بقيت على موقفها الرافض لها، ستُلقى اللائمة عليها.
يبدو أنّ الأمور في غزّة انتقلت من مرحلة خواتيم الحرب إلى انطلاقها مجدداً. وهذه المرّة من غير المرجّح أن تتوقّف العمليات العسكرية استناداً إلى هدنة هشّة، بل تريد إسرائيل ومن ورائها أميركا الذهاب نحو ترتيبات أوسع، قد تبدأ بمسألة مستقبل القطاع والخطط المطروحة بشأنه، ولا تنتهي عند حدود خطّة شاملة لتطبيع العلاقات العربية – الإسرائيلية. وعليه، الشرق الأوسط بات في مواجهة وضع خطير، ويمرّ بتحوّلات مهمة، ستُفرض على الأرجح بقوّة النار.
أخبار متعلقة :