ايجي سبورت

رحلة إلى المجهول! - ايجي سبورت

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رحلة إلى المجهول! - ايجي سبورت, اليوم الثلاثاء 18 مارس 2025 11:39 مساءً

ايجي سبورت - قبل 11 عاماً في مثل هذا الشهر، وفي ليلةٍ ربيعيةٍ هادئة من ليالي مارس؛ غادرت رحلة الخطوط الماليزية MH370 مطار كوالالمبور متجهة إلى بكين وهي تحمل 239 روحاً تنبض بالحياة، لكلّ روحٍ قصة، ولكل قصةٍ حُلم.

في مقاعد الطائرة، جلس زوجان ماليزيان وهما يشبكان أيديهما، فقد كان هذا شهر العسل الذي انتظراه طويلاً، وهناك طفلان يغطّان في نوم عميق، لم يدركا أن صباحهما لن يأتي أبداً، خلفهما رجلٌ يحمل جوازاً مزيّفاً، يطارد آمال الهجرة إلى أرضٍ مختلفة حيث الحياة التي يتخيّلها، كان بين المسافرين فنّانون يحملون معهم لوحاتهم المليئة بالألوان، وموظفو شركة تكنولوجيا أمريكية يفكرون بابتكارات المستقبل، وأمٌّ تشتاق لأحضان أطفالها، وآخرون لا نعرف سوى أسمائهم التي نُحتت في سجلات الغياب.

كان كل شيء طبيعياً، مسافرون محملون بأمنيات الوصول ولقاءات مؤجلة وأعمال كثيرة، لم يكن في الوجوه خوف ولم تهمس الأجواء بما يريب، كانت الرحلة عادية، والليل يحيط بالنوافذ وصوت الهواء يضفي الكثير من الرتابة.

لكن الليلة الربيعية لم تنتهِ كما بدأتْ، شيءٌ ما حدث في الظلام، اختفت الرحلة بلا أثر وكأنها طيفٌ عَبَر السحاب، ذهبت مع الريح، تلاشت كما يبتلع البحر نجمة بعيدة في ليلة عاصفة.

انتظر الأهل والأحبة والمسؤولون، راقبوا الشاشات، ترقبوا رنين الهواتف، أي إشارة تدلّ على أن هناك أحداً.. لكن لا أحد.

لم يتوقع الناس أن الصمت الطويل سيكون سيد الموقف، وأن البحر سيغلق سحّارته والمحيط لن يبوح بأسراره.

أبحر العالم بأسره بحثاً عن أثرٍ في الفراغ، طافت عشرات السفن بالماء وحلّقت طائرات الإنقاذ في السماء، بين ماليزيا وفيتنام، في بحر الصين الجنوبي، ثمّ بحر أندامان، حتى المحيط الهندي، حيث لا نهاية للزرقة ولا حدود للغموض.

قادَت أستراليا وماليزيا والصين عملية بحث تحت الماء تعدّ الأكبر في تاريخ البشرية، استمر البحث سنوات غطّى خلالها 120 ألف كيلومتر مربع من قاع البحر قبالة سواحل أستراليا الغربية، كانت السفن مزوّدة بأحدث أجهزة رصد الموجات فوق الصوتية، والروبوتات التي تصل للأعماق، تبحث عن ذاكرةٍ غارقة، عن قطعة تخبرنا أن الطائرة مرّت من هنا، أن أحدهم ترك أثراً في العتمة.. لكن ليس هناك سوى الفراغ.

التقطت أجهزة البحث إشارات غامضة، لم يعرف أحد هل هي إشارات الصندوق الأسود، أم مجرد صدى سفينة غارقة منذ قرنين! لم يجب أحد، ولم تظهر أدلة تقود إلى الحقيقة، كأن المحيط قرر الاحتفاظ بسرّه إلى الأبد.

أحد عشر عاماً مرّت، وما زالت العيون ترقب الأفق، ما زالت الأذهان تمتلئ بالأسئلة، أين ذهبوا؟ هل رأوا الفجر؟

هل هم في مكانٍ ما بين الغيم والموج؟ هل سمعوا نداءات أحبابهم؟ أم صاروا جزءاً من سديم الكون.. ضوءاً في ليلٍ بعيد؟

أحد عشر عاماً مرّت، وما زالت (البوينغ 777 الماليزية) سطراً غامضاً في كتاب الطيران.

أخبار ذات صلة

 

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : رحلة إلى المجهول! - ايجي سبورت, اليوم الثلاثاء 18 مارس 2025 11:39 مساءً

أخبار متعلقة :