ايجي سبورت

الصين تعيد النظر في طموحاتها القطبية: هل تتراجع عن أن تصبح “قوة قطبية”؟ - ايجي سبورت

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصين تعيد النظر في طموحاتها القطبية: هل تتراجع عن أن تصبح “قوة قطبية”؟ - ايجي سبورت, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 05:17 صباحاً

ايجي سبورت - في ظل التغيرات الجيوسياسية المستمرة، يبدو أن بكين قد بدأت في إعادة تقييم استراتيجيتها في القطب الشمالي. إذ كانت الصين تطمح في الحصول على دعم موسكو للوصول إلى الموارد والطرق البحرية في هذه المنطقة الاستراتيجية، لكن الظروف الحالية قد تدفعها إلى إعادة النظر في خططها.

منذ عام 2018، أطلقت الصين مبادرة “طريق الحرير القطبي”، التي تهدف إلى توسيع نفوذها الاقتصادي والتجاري في القطب الشمالي، كما وصفت نفسها بأنها “دولة قريبة من القطب الشمالي”، مما أثار مخاوف الدول القطبية الفعلية. ومع ذلك، هناك تقارير تشير إلى أن الصين لم تعد تستخدم هذا المصطلح، مما يثير التساؤلات حول مدى استمرارها في هذا الطموح.

دور العلاقات الدولية في إعادة التقييم الصيني

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “ساوث تشاينا مورننج بوست” (SCMP)، قد يكون هذا التغيير ناتجًا عن احتمالية تعاون أكبر بين موسكو وواشنطن في القطب الشمالي، وهو ما قد يؤثر على خطط بكين. غير أن بعض الخبراء يشككون في هذه الفرضية، مشيرين إلى أن الصين لا تزال ملتزمة بتوسيع حضورها في المنطقة.

يقول أليكسي ماسلوف، مدير معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية بجامعة موسكو، إن الصين لم تكن قط عضوًا كاملًا في مجلس القطب الشمالي، بل تمتلك فقط صفة المراقب. كما أن طموحاتها في المنطقة كانت تعتمد بشكل أساسي على دعم روسيا، التي ظلت الشريك الوحيد لبكين في هذه القضية.

التوسع الصيني في القطب الشمالي مستمر رغم الشكوك

في الوقت نفسه، يرى مارك لانتين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القطب الشمالي في النرويج، أن الصين لا تزال مستمرة في تحقيق أهدافها في القطب الشمالي، مستدلاً على ذلك ببناء أربع سفن جديدة مخصصة للبحث العلمي والنقل في المناطق القطبية، بالإضافة إلى تشغيل كاسحة الجليد “شيوي لونغ” وتطوير مزيد من السفن الثقيلة المخصصة لهذه البيئة القاسية.

كما أن روسيا والصين أكدتا التزامهما بتطوير طرق الملاحة البحرية في القطب الشمالي، حيث وقع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين ونظيره الصيني لي تشيانغ اتفاقية لتعزيز التعاون في هذا المجال خلال أغسطس الماضي.

هل تخلت الصين عن مصطلح “دولة قريبة من القطب الشمالي”؟

على الرغم من التقارير التي تشير إلى تراجع الصين عن استخدام هذا المصطلح، فإن بعض الخبراء يرون أن هذا ليس مؤشرًا على انخفاض اهتمام بكين بالمنطقة. فعبارة “دولة قريبة من القطب الشمالي” لم تكن متداولة في الإعلام الصيني الرسمي، بل كانت تُستخدم بشكل رئيسي في الوثائق الرسمية ذات الطابع الاستراتيجي.

كما أن التعاون الروسي الصيني في القطب الشمالي يحمل أهمية استراتيجية لكلا البلدين. فبالنسبة لروسيا، يتيح هذا التعاون الاستفادة من الخبرة الصينية في مجالات البنية التحتية والتكنولوجيا، بينما تستفيد الصين من الوصول إلى الموارد الطبيعية والطرق البحرية التي قد تقلل اعتمادها على طرق الشحن التقليدية.

مستقبل التعاون الروسي الصيني في القطب الشمالي

يرى المحللون أن ظهور تقارير إعلامية غربية تتحدث عن تراجع الطموحات الصينية في القطب الشمالي قد يكون محاولة لخلق فجوة بين موسكو وبكين. فالعلاقات بين البلدين قائمة على مصالح استراتيجية طويلة الأمد، ومن غير المرجح أن تتخلى روسيا عن شراكتها مع الصين في القطب الشمالي لصالح الولايات المتحدة.

كما أشار كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، إلى أن بلاده لا تزال ملتزمة بمشاريعها المشتركة مع الصين في القطب الشمالي، مؤكداً أن التعاون في هذا المجال يعزز المصالح الاقتصادية لكلا البلدين.

هل يمكن لواشنطن التأثير على الموقف الروسي؟

هناك تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب أو أي إدارة قادمة، ستتمكن من إقناع روسيا بالتخلي عن شراكتها مع الصين في القطب الشمالي. ومع ذلك، يرى الخبراء أن ذلك غير مرجح، نظرًا للترابط العميق بين الاقتصادين الروسي والصيني، مقارنة بالعلاقات الاقتصادية الضعيفة بين روسيا والولايات المتحدة.

علاوة على ذلك، فإن الشراكة الروسية الصينية في القطب الشمالي ليست مجرد اتفاقية اقتصادية، بل هي جزء من رؤية طويلة الأمد تهدف إلى تحقيق الاستقلالية عن الضغوط الغربية في مجال الطاقة والموارد الطبيعية.

رغم التقارير التي تتحدث عن تراجع الطموحات الصينية في القطب الشمالي، إلا أن الأدلة تشير إلى أن بكين لا تزال تسعى إلى تعزيز وجودها في المنطقة من خلال التعاون مع موسكو. يبقى السؤال حول مدى قدرة الولايات المتحدة على التأثير على هذه العلاقة، لكن في ظل المصالح الاقتصادية والاستراتيجية المتشابكة بين روسيا والصين، يبدو أن مستقبل التعاون بينهما في القطب الشمالي لا يزال مستمرًا.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الصين تعيد النظر في طموحاتها القطبية: هل تتراجع عن أن تصبح “قوة قطبية”؟ - ايجي سبورت, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 05:17 صباحاً

أخبار متعلقة :