ايجي سبورت

مصر تكثّف اتصالاتها للتهدئة في غزّة... و"الخطة العربية" تتعثّر - ايجي سبورت

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مصر تكثّف اتصالاتها للتهدئة في غزّة... و"الخطة العربية" تتعثّر - ايجي سبورت, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 06:27 صباحاً

ايجي سبورت - كثفت مصر، خلال الساعات الأخيرة، اتصالاتها ومساعيها لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. ودانت وزارة الخارجية المصرية، في بيان رسمي، الغارات الإسرائيلية المكثفة على القطاع، التي أودت بحياة المئات من السكان معظمهم من النساء والأطفال.

وعلمت "النهار" أن القاهرة بدأت عبر قنواتها الديبلوماسية والسياسية والأمنية بتكثيف الجهود والاتصالات، لاحتواء التصعيد الإسرائيلي في غزة، الذي يرى محللون أنه كان متوقعاً سلفاً، نظراً إلى تعنّت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتشددة، التي ما زالت تأمل تهجير الفلسطينيين من خلال تحويل القطاع إلى مكان غير قابل للحياة.

وكانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بواسطة مصرية - قطرية ورعاية أميركية، بدأت السريان في كانون الثاني/ يناير الماضي، وانتهت مطلع آذار/ مارس الجاري، وعرقل نتنياهو الجهود المبذولة للانتقال للمرحلة الثانية، تمهيداً للمرحلة الثالثة ومن ثم تطبيق الخطة المصرية - العربية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة من دون تهجير سكانه.


جماعات الضغط
يقول وكيل الاستخبارات المصرية السابق اللواء محمد رشاد لـ"النهار": "كان من المفترض أن يبدأ التفاوض على المرحلة الثانية، بعد انتهاء المرحلة الأولى، ولكن التعنّت الإسرائيلي، الذي يحقق مكاسب شخصية لنتنياهو، حال دون ذلك".

ويشير رشاد إلى أن "واشنطن أبدت حسن نيّة بفتح قنوات اتصال مع حماس، وشكل هذا بادرة أمل، لأن الولايات المتحدة بدأت توازن بين مصالحها والتزامها بأمن إسرائيل، لكن جماعات الضغط الصهيونية في أميركا احتجت، بواعز من نتنياهو، ويبدو أنها نجحت في ثني واشنطن عن خطوتها غير المسبوقة".

ويضيف ضابط الاستخبارات السابق: "مصر حريصة للغاية على إعادة إعمار قطاع غزة باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي، لذا فهي تقود الجهود التي تسعى لتنفيذ الخطة العربية، رغم محاولات إسرائيل لإجهاضها في مهدها".

إصرار ترامب

عضو لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب المصري الدكتور صفي الدين خربوش يرى أن "نتنياهو وحلفاءه في الحكومة الشديدة التطرف لم يكونوا راغبين في وقف الحرب؛ لكنهم أجبروا على ذلك بسبب إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التوصل إلى هدنة قبيل وصوله إلى البيت الأبيض".

ويضيف أستاذ العلوم السياسية لـ"النهار": "كان من المتوقع أن ينتهز نتنياهو وحلفاؤه أي ذريعة للعودة إلى الحرب، بالتنسيق مع الإدارة الأميركية"، لافتاً إلى أنه "كان على قيادات حماس أن تحسن قراءة الموقف بعد وصول ترامب إلى السلطة، وانخراط مبعوثه إلى المنطقة بصورة مباشرة في المفاوضات مع كل من مصر وقطر، واقتراحه تمديد الهدنة حتى منتصف نيسان/أبريل".

ويعتقد خربوش أن "هذا العدوان الإسرائيلي يعيد الموقف إلى نقطة الصفر، حيث يرغب نتنياهو في أن تؤدي الضربات العنيفة إلى إجبار حماس على الرضوخ لشروطه، وهو أمر مستبعد".
 

ويرجح عضو لجنة الشؤون العربية أن تمتد الحرب لعدة أشهر تالية، وأن تعرقل الخطة العربية وجهود تدريب الشرطة الفلسطينية، ما لم يتغير موقف إدارة ترامب أو قيادات "حماس"؛ لأن نتنياهو يرغب بشدة في استمرار الحرب لأطول فترة ممكنة.

الداخل الإسرائيلي
من جانبه، يرجع المحلل السياسي الدكتور عمرو حسين استخدام نتنياهو لما وصفه بـ"القوة الغاشمة" لأكثر من سبب، ويقول لـ"النهار": "يعاني رئيس الوزراء الإسرائيلي من مشاكل داخلية عدة، أولاها رغبته في إقالة رئيس الشاباك رونين بار، وقد كان مسؤول التفاوض مع مصر".

ويضف: "بار يميل إلى المفاوضات السياسية، ويرى أن أفكار اليمين المتطرف الإسرائيلي بعيدة عن الواقع، وبجانب هذا فإن المحاكمات التي يتعرض لها نتنياهو بسبب تهم الفساد المرتبطة به وبأسرته، تدفعه لقتل المزيد من الأبرياء للتشويش على فضائحه".

ويربط حسين بين الضربات التي يتعرض لها الحوثيون في اليمن، واستئناف الحرب في غزة، ويقول: "تلك الضربات أعطت أملاً لنتنياهو بأن من الممكن استئناف مخطط تهجير سكان القطاع الذي اقترحه ترامب، وهو مخطط قديم، لذا كثف عدوانه على غزة بعد الإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى، آملاً إجبار سكان القطاع على مغادرته".

 


أخبار متعلقة :