ايجي سبورت

ملحمة دبلوماسية.. ماذا قال مبارك بعد رفع علم مصر على أرض طابا؟ - ايجي سبورت

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ملحمة دبلوماسية.. ماذا قال مبارك بعد رفع علم مصر على أرض طابا؟ - ايجي سبورت, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 11:50 صباحاً

ايجي سبورت - "لقد ارتفع علم مصر على أرض طابا، ولن ينتكس أبدا". تلك كانت كلمات الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد أن رفع العلم على مدينة طابا في 19 مارس 1989، ليعلن تحرير سيناء بالكامل، تلك كانت النهاية السعيدة لـ طابا، لكن قصة المدينة الصغيرة بدأت قبل ذلك بـ8 سنوات، بالتحديد في أواخر عام 1981.

رفض الجانب الإسرائيلي الانسحاب من طابا استكمالا لتنفيذ معاهدة كامب ديفيد التي أبرمها الجانبان بالولايات المتحدة 1978، تحججت الدولة العبرية بما وصفته بخلاف حول بضع علامات على الحدود خصوصا العلامة 91، وهي علامة الحدود الأخيرة على الشريط الحدودي في طابا، التي ادعت إسرائيل بأنها تتبع لها.

على رأس خليج العقبة بمحافظة جنوب سيناء، تتميز طابا بموقع جغرافي استراتيجي على الحدود مع إسرائيل، فهي على بعد 7 أميال فقط من مدينة إيلات الإسرائيلية، وفي مواجهة قاعدة تبوك العسكرية السعودية ومقابلة لميناء العقبة الأردني.

لا تتعدى مساحة طابا كيلو متر مربع واحد، إلا أن موقعها المهم، جعلها محورا لمعركة دبلوماسية خاضها من الجانب المصري 25 خبيرا مصريا بالمحافل الدولية، ورغم أن الإسرائيليين حاولوا  إثبات تبعية المدينة الصغيرة  لهم بإقامة استثمارات سياحية تصعب من عودتها للمصريين مثل فندق سونستا طابا الذي افتتحته إسرائيل في نوفمبر 1982، إلا أن الفريق المصري تمكن في النهاية من إعادة طابا إلى السيادة المصرية.

تشكيل اللجنة القومية لطابا

وفي 13 مايو 1985 وقع رئيس الوزراء المصري قرارا بتشكيل اللجنة القومية لطابا، برئاسة عصمت عبد المجيد وعضوية 24 خبيرا، بينهم 9 قانونيين، و2 من علماء الجغرافيا والتاريخ، و5 دبلوماسيين، و8 من العسكريين، أبرزهم الخبراء العربي ومفيد شهاب وفايزة أبو النجا وأحمد ماهر ويونان لبيب رزق.

العام التالي، و بعد ضغط الولايات المتحدة  وقع مجلس الوزراء الإسرائيلي برئاسة شيمون بيريز (في سبتمبر 1986 قرارا بالموافقة على  اللجوء للتحكيم الدولي حول سيادة طابا ، وفقا للمادة السابعة من معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل، والتي نصت على حل الخلافات بين الطرفين عن طريق المفاوضات، وإذا لم يتسر ذلك تحال إلى التحكيم.

مهمة جمع الوثائق 

كان على كتيبة الدبلوماسية المصرية الاستعداد جيدا للمعركة بجمع الوثائق والخرائط التي تثبت ملكية مصر لطابا، ما تطلب البحث في  الأرشيف المصري والبريطاني والتركي، ليجمعوا في النهاية 10 وثائق من الأرشيف الإسرائيلي ذاته، من دور الوثائق في القاهرة ولندن والخرطوم وإسطنبول ومحفوظات الأمم المتحدة في نيويورك.

الحجج الإسرائيلية 

عقب العدوان الثلاثي عام 195، استند الموقف المصري إلى انسحاب الإسرائيليين إلى الحدود الدولية من سيناء بما فيها طابا ، لكن إسرائيل تحجت بأن الانسحاب كان خطأ وأن موقفهم قائم على اتفاقية 1906 الخاصة بترسيم الحدود بين مصر والدولة العثمانية.

لم تكن مهمة استعادة طابا سهلة، بل في غاية الخطورة، الفشل فيها يعني التنازل عن قطعة من أرض سيناء، في المقابل لم تكن إسرائيل تطمح في استمرار احتلال المدينة الصغيرة فقط، بل  كانت أطماعهم تصل حتى شرم الشيخ ذاتها.

في تصريحات نشرها موقع جريدة الأهرام المصرية يقول اللواء محسن حمدي رئيس لجنة المفاوضات المصرية الإسرائيلية. "كانت هناك مقولة خطيرة جداً لموشى ديان، وقالها لجيمي كارتر (رئيس الولايات المتحدة آنذاك) في إحدى أزمات المفاوضات بعبارة واضحة: السلام مع مصر بدون شرم الشيخ مرفوض، لكن مسموح لنا أن نتفاوض معهم بعقد لقاءات في شرم الشيخ للسلام، فإسرائيل كانت تريد شرم الشيخ تحديداً، وتوقعاتهم بفشل مفاوضات طابا كانت البوابة الأساسية للاستيلاء على شرم الشيخ بعد ذلك".

انتصار الدبلوماسية المصرية 

وجاءت لحظة الانتصار يوم 29 سبتمبر 1988، أثناء جلسة علنية بالمقر الرسمي لحكومة مقاطعة جنيف، حين أيدت هيئة التحكيم الدولية موقف مصر بأغلبية 4 أصوات ضد صوت واحد لممثل إسرائيل، لتنتقل ملكية طابا بما فيها من منشآت إلى مصر، فيما تم  تغيير اسم الفندق الإسرائيلي إلى هيلتون طابا.

أخبار متعلقة :