ايجي سبورت

كاتبة مسلسل"80 باكو" غادة عبدالعال لـ"النهار": قصص الناس العاديين تستحق أن تروى أيضاً - ايجي سبورت

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كاتبة مسلسل"80 باكو" غادة عبدالعال لـ"النهار": قصص الناس العاديين تستحق أن تروى أيضاً - ايجي سبورت, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 10:26 مساءً

ايجي سبورت - كرست الكاتبة المصرية غادة عبدالعال قلمها للكتابة عن النساء واقتحام شواغلهن، إيماناً منها بأن قصص المرأة تستحق أن تأتي في الصدارة وليس على الهامش. واشتهرت عبدالعال بتناول القضايا الجريئة بأسلوب ساخر بدأته عبر التدوين، وحققت شهرة واسعة من خلال كتاب "عايزة اتجوز" الذي تناول معاناة الفتيات العربيات مع الزواج في مواجهة ضغوط المجتمع، وتحول إلى مسلسل شهير عام 2010، وأنتجت "نيتفليكس" أجزاء لاحقة منه بعنوان "البحث عن علا". وتحضر عبد العال خلال رمضان الجاري بمسلسل "80 باكو" الذي يعرض على شاشة MBC ومنصة "شاهد"، من بطولة انتصار وهدى المفتي، وإخراج كوثر يونس، ويقتحم عالم الفتيات العاملات في صالونات تجميل المرأة، ويحظى بنجاح ملحوظ.

"النهار" حاورت عبدالعال حول هذا العمل وأعمالها الأخرى:  

كيف جاءت فكرة "80 باكو"؟ وهل تستند إلى أحداث واقعية؟
جاءت الفكرة خلال لقاء مع الفنانة هدى المفتي الصيف الماضي، صارحتني خلاله برغبتها في خوض عمل يتناول عالم الفتيات العاملات في صالونات التجميل، ومن هنا تشكلت الفكرة في ذهني وبدأت نسجها. وهي مستوحاة من أشخاص حقيقيين، لكنها لا تعتبر قصة شخص بعينه، بل قصص فئات ونماذج عدة موجودة حولنا، وحكايات فتيات يعملن ويكافحن في الحياة رغبةً في مستقبل أكثر استقراراً وحياة أفضل.

كيف أمكنك الغوص بعمق في تفاصيل هذه الفئة من الفتيات التي كانت تمر علينا مرور الكرام؟
تلك هي ميزة كاتب السيناريو ولعنته في آن، فطوال الوقت هو مهموم بالتفاصيل، فالناس العاديون قد يذهبون إلى الكوافير  من دون أن يعيرون هذا العالم أي اهتمام، لكن من يحبون الكتابة، يلتقطون التفاصيل، كما أنني أصب اهتمامي على التصرفات ومتابعة الحكايات التي تتنامى إلى مسامعي والقصص التي تنسج ضمن الأحاديث العابرة خلال وجودي هناك. إلى جانب أنني لم أكن منفصلة عن تلك الطبقات، إذ ظللت اتنقل بين مدينة المحلة والقاهرة لمدة طويلة مستخدمة الميكروباص الحافل بالحكايات، وتلك هي ميزة الكاتب، تركيزه على تفاصيل الناس والتعامل معهم كبشر من لحم ودم لديهم مشاعر وتجارب وليس مجرد وظائف.

 

ملصق مسلسل "80 باكو".

 

يعالج المسلسل مشكلات عادية من دون الاعتماد على عناصر الإثارة التقليدية التي تجذب المشاهدين عادة، ومع ذلك أصبح واحداً من أنجح أعمال رمضان... كيف نجحتِ في تحقيق هذه المعادلة؟
ثمة أمر مهم يجب الانتباه إليه في صناعة الدراما، وهو أن الناس تحب أن ترى نفسها على الشاشة، وهذا ما لمسته بوضوح عندما قدمتُ "عايزة أتجوز". كنت أتلقى ردود فعل من فتيات شعرن بالسعادة لأن مشاكلهن اليومية عُرضت أخيراً على الشاشة، وبدأت أسرهن تدرك معاناتهن. كما أنني أؤمن بأن قصص الناس العاديين تستحق أن تُروى، وأنهم يستحقون رؤية انعكاس لحياتهم على الشاشة، ومحاولة البحث عن حلول واقعية، وعندما يشعر المشاهد أن العمل يعبر عنه ويجسد حياته، يتولد لديه إحساس بالحميمية والارتباط العاطفي مع الشخصيات، ما يجعله أكثر تفاعلًا مع القصة.

يتناول العمل قضايا مجتمعية من زاوية كوميدية سوداء أحيانًا، كيف استطعت خلق التوازن بين كوميديا الموقف والرسالة العميقة؟
تعلمت من الخبرات السابقة أن الجمهور لا يفضل أن تُقدَّم له الرسائل مباشرة أو بصوت عالٍ يقتحم منطقته الآمنة، بل يفضل أن تروى له القصة بطريقة تجعله يفكر ويتفاعل معها من دون أن يشعر بفرض الفكرة عليه. لذلك، أحبذ استخدام هذه التوليفة في أعمالي، سواء في "عايزة أتجوز" أو "إمبراطورية مين" أو "البحث عن علا"، رغم أن معظم الموضوعات التي عالجتها حساسة، لكن عندما تُطرح الرسائل أو القضايا الثقيلة في قالب كوميدي أو بأسلوب خفيف،  يتجاوب الجمهور مع الطرح الذي يمس حياته ببساطة من دون أن يشعر أنه يُفرض عليه.

وعلى مستوى الكتابة كان التحدي تحقيق التوزان بين السوداوية والكوميديا، إذ كنا نبحث عن المنطقة الوسطى لتكون القصة واقعية ومؤثرة لا ثقيلة نفقد معها تفاعل الجمهور.

هل كانت لك وجهة نظر في اختيار الممثلين بما يتلاءم مع رؤيتك لكل شخصية؟
منذ اللحظات الأولى، تملكني الإحساس أن الفنانة انتصار في دور "مدام لولا" صاحبة صالون التجميل هي الاختيار الأمثل دون غيرها، وتحمست لترشيحها منذ البداية، وبالطبع كان يتم الأخذ برأيي في اختيار الممثلين، لكن في النهاية ثمة حسابات كثيرة بينها ارتباطات الفنانين بتعاقدات أخرى، ومدى الانسجام بين الممثلين، وحاولت مع المخرجة والمنتج المنفذ أن نخرج بمجموعة متناسقة ومتجانسة على الشاشة.  

 

هند صبري في "البحث عن علا".

 

بمناسبة الحديث عن "مدام لولا"، هل قابلتِ شخصيتها في الواقع؟
مدام لولا هي خليط من شخصيات متعددة، ومن ضمنها أنا شخصياً. فهي تربي القطط، وأنا أيضاً لدي قطط في منزلي. تعيش وحيدة بمفردها، وأنا كذلك. ويشوب علاقتها بأشقائها نوع من التوتر والاستغلال أحياناً، وهذا مررت به مع أخي في بعض الفترات، كما استلهمتُ شخصيتها من نساء كثيرات رأيتهن حولي. فهي تجسد المرأة التي تتولى مسؤوليات كبيرة، ويعتمد عليها الجميع، لكن نادراً ما يهتم أحد بمن يدعمها ويكون سندها وعضدها؟ هذه السمات هي جزء مني، وتعكس واقع الكثير من النساء اللواتي قابلتهن في حياتي.

من هي شخصيتك المفضلة في العمل؟
أحب الشخصيات القوية مثل مدام لولا، وكذلك أقدر رحلة بوسي في الحياة وأجد متعة في تتبعها من فتاة مكسورة عاشت حياة قاسية، حتى تنجح في بناء نفسها وتحقيق إنجاز شخصي، منذ اللحظة التي بدأت فيها كتابة هاتين الشخصيتين، شعرت أنهما صديقتاي.

لكن ما أسعدني أيضاً هو قدرتي على خلق شخصيات مثل فاتن وعبير اللتين يمتزج فيهما الخير بالشر، والطيبة بالمكر. أفضل كثيراً كتابة الشخصيات الرمادية، لأنني أستشعرها أكثر واقعية، خصوصاً أن ثمة اتجاهاً في الدراما إلى تصوير الشخصيات، إما كشريرة وشيطنتها بالكامل أو تقديمها كملائكة، لكن الشخصيات التي تقع في المنطقة الرمادية لا نراها في الدراما دائماً، ولهذا أجد متعة حقيقية في كتابتها.

تهتمين كثيراً في كتاباتك بتقديم قصص المرأة.. لماذا؟ وهل ذلك نابع من كونكِ امرأة؟
لأن حكاياتنا تستحق أن تُروى وتكون في المقدمة، ولا نكون مجرد شخصيات هامشية في خلفية كل قصة. لا يجب أن نظل دائمًا مجرد "الوردة في عروة الجاكيت"، كعنصر مكمل لقصة الرجل، فيكون التركيز دائماً على قصص الرجال، بينما المرأة في الصفوف الخلفية، وبعيداً من الكليشيهات مثل "المرأة نصف المجتمع"، نحن نعيش في واقع النساء فيه يكافحن، ويتحملن المسؤوليات ويعملن بكد ويربين أطفالهن، لذا هذه التجارب تستحق الاهتمام الذي يوازي قيمتها الحقيقية في المجتمع.

 

الكاتبة غادة عبدالعال.

 

أهناك جزء ثانٍ من "80 باكو"؟
يتوقف ذلك على عوامل عدة، وشخصياً، أفضل مشاهدة شخصيات كثيرة والكتابة عنها وخلق شخصيات جديدة وخوض تجارب مختلفة في الكتابة، لكن أحياناً تفرض حسابات السوق  نفسها، فقد يرى البعض أن استثمار نجاح الجزء الأول هو الخيار الأفضل، لكني لا أمتلك القرار.

بالحديث عن حسابات السوق، سيناريو مثل "80 باكو"، ربما لم يكن جذاباً للمنتجين الذين يبحثون عن توليفات معينة أكثر جاذبية للجمهور هل واجهتم صعوبات في إيجاد جهة إنتاج له؟
قد يحدث ذلك مع منتج تقليدي، ولكن ليس مع المنتج عبد الله أبو الفتوح، لأنه دائماً يخوض المغامرات الإنتاجية، متحمساً لتقديم وجوه جديدة في التمثيل والإخراج وانتقاء قصص غير تقليدية، كما رأينا في أعماله السابقة مثل "أعلى نسبة مشاهدة" و "خلي بالك من زيزي" و"الهرشة السابعة"، فهو منتج متميز.

شكّل "عايزة أتجوز" انطلاقتك... ما أثره على مسيرتك الإبداعية؟ 
"عايزة أتجوز" كان أول عمل أكتبه في حياتي، قبل ذلك، كنت أكتب المدونات، وصدر لي كتاب، وهذا العمل حدد وجهتي، وجعلني أقع في غرام كتابة السيناريو وأدرك أنها المجال الذي أود مواصلة العمل فيه، إذ أبهرني الشعور برؤية كتاباتي تتحول إلى مشاهد حية ومجسدة على الشاشة، ويمتد تأثيرها على حياة الناس.  

في "البحث عن علا" كتبتِ عن الطبقة المتوسطة العليا، بينما في "80 باكو"، تناولتِ حياة الطبقات الدنيا والبسيطة...كيف تستطيعين تحقيق هذا التوازن في أعمالك؟
يفترض أن تلك هي طبيعة عمل الكاتب، أن يكون مراقباً جيداً للمجتمع وطبقاته ويتعامل مع الشخصيات كبشر، قد نغير أسلوب الكلام والدوافع والطموحات التي يسعى إليها كل شخص وفقاً لطبقته الاجتماعية، لكن المشاعر الإنسانية واحدة، فالجميع يبحث عن الأمان وينشد الراحة والاستقرار. فثمة نقاط تلاقٍ بين الشخصيات دائماً حتى لو بدت من عوالم متباعدة ومختلفة، والمهم أن يرى الكاتب الإنسان خلف التصنيفات الطبقية، وهذا ما أسعى إليه في كتاباتي.

أتعتقدين أن المنصات الرقمية قدمت فرصة أفضل للكتاب مقارنةً بالتلفزيون التقليدي؟
جميعها وسائط تسمح بالتماس والتواصل بين قصصنا والجمهور، وثمة منصات تعرض الإنتاج الخاص بها وأيضاً محتوى خارجياً، ما يضيف قنوات جديدة للوصول إلى الجمهور، وهو أمر نقدره للغاية.

ألا تفكرين في العودة إلى الكتابة الأدبية أم يتركز اهتمامك على الكتابة الدرامية فقط؟
لا أمانع،  فأحياناً أمتلك أفكار تلقى حماسة لإنتاجها درامياً، لكنني أرغب في تقديمها على الورق أولًا ليقرأها الناس. لذلك، من المحتمل جداً أن يكون هناك مشروع أدبي في المستقبل.

أخبار متعلقة :