غرامات تصل لمليارات الدولارات.. أوروبا تتهم جوجل وآبل بانتهاك قوانينها - ايجي سبورت

ايجي سبورت - اتهمت المفوضية الأوروبية جوجل وآبل بانتهاك القواعد وقانون الأسواق الرقمية للاتحاد الأوروبي (DMA). يستهدف هذا الإجراء التنفيذي اثنتين من أقوى شركات التكنولوجيا في العالم، مما قد يؤدي إلى غرامات باهظة قد تصل إلى مليارات الدولارات.

أثار موقف الاتحاد الأوروبي الصارم بشأن تنظيم شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة ردود فعل عنيفة من الولايات المتحدة، حيث أشار الرئيس دونالد ترامب إلى أن مثل هذه الإجراءات قد تؤثر في قراراته بشأن الرسوم الجمركية على السلع الأجنبية.

إجراءات الاتحاد الأوروبي

تركز تحقيق المفوضية الأوروبية في ممارسات جوجل وآبل حول انتهاكات قانون الأسواق الرقمية (DMA)، وهو قانون يهدف إلى ضمان المنافسة العادلة في صناعة التكنولوجيا.

تواجه الشركتان ادعاءات خطيرة. تُتهم جوجل باستخدام محرك بحثها المهيمن لإعطاء الأولوية لخدماتها على خدمات منافسيها، منتهكةً بذلك شرط تقديم معاملة شفافة وعادلة وغير تمييزية لخدمات الجهات الخارجية.

إضافةً إلى ذلك، تعرّض متجر جوجل بلاي لانتقادات بسبب منعه مطوري التطبيقات من توجيه المستهلكين إلى مزودي خدمات آخرين، ربما أفضل.

جوجل وآبل تنتهك القوانين

من ناحية أخرى، تواجه آبل تهمتين رئيسيتين. أولاً، يطالب الاتحاد الأوروبي آبل بفتح أنظمة تشغيلها للأجهزة المنافسة، بما في ذلك الهواتف الذكية وسماعات الرأس اللاسلكية، لتعزيز المنافسة.

أما التهمة الثانية فتتعلق برفض آبل إجراء التعديلات اللازمة على ممارسات متجر التطبيقات، مما قد يؤدي إلى تحقيقات وغرامات في حال عدم امتثال الشركة.

احتمال فرض غرامات ضخمة وتداعيات اقتصادية

إن تداعيات هذه النتائج خطيرة. ينص قانون الأسواق الرقمية للاتحاد الأوروبي على أن الشركات التي تُدان بانتهاك أحكامه قد تواجه غرامات تصل إلى 10% من إيراداتها العالمية، أو 20% في حال تكرار المخالفات.

بالنسبة لشركة آبل، قد يعني هذا غرامة تُقارب 80 مليار دولار أمريكي بناءً على إيراداتها لعام 2024. ستُرسل هذه العقوبات رسالة قوية حول عزم الاتحاد الأوروبي على تنظيم ممارسات شركات التكنولوجيا الكبرى المهيمنة على السوق العالمية.

اقرأ أيضًا: دراسة عالمية: 10% فقط من علاجات مشاكل الظهر تقضي على الألم

ردود فعل عمالقة التكنولوجيا: مقاومة ومخاوف

أعربت كل من جوجل وآبل عن معارضتها الشديدة لإجراءات الاتحاد الأوروبي. وحذرت آبل من أن قرارات التنفيذ تُمثل انتكاسة للابتكار في أوروبا.

جادل متحدث باسم الشركة بأن هذه اللوائح ستُبطئ قدرة آبل على تقديم ميزات جديدة لمستخدميها الأوروبيين، وستُجبرها على توفير وصول مجاني لمنتجاتها لمنافسيها. كما أعربت الشركة عن مخاوفها من أن هذه القواعد تُفضل الشركات التي لا تخضع لنفس القيود.

كما أعربت جوجل عن استيائها، حيث كتب أوليفر بيثيل، المدير الأول لشؤون المنافسة، في منشور على مدونته أن نتائج الاتحاد الأوروبي ستجبر الشركة على إجراء تغييرات قد تُعيق المستخدمين عن العثور على نتائج بحث ذات صلة.

أكد بيثيل أن مثل هذه التعديلات قد تُقلل من حركة الزيارات إلى الشركات الأوروبية، وهي نتيجة ترى جوجل أنها ستضر بمستخدميها وبالاقتصاد ككل.

الإجراءات التنظيمية قد تؤثر على قرارات التعريفات الجمركية

في الوقت الذي يواصل فيه الاتحاد الأوروبي تطبيق إجراءاته التنظيمية، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أنه سيضع في اعتباره أي إجراءات تُتخذ ضد شركات التكنولوجيا الأمريكية في قراراته المتعلقة بالتعريفات الجمركية على السلع الأجنبية.

أعربت إدارة ترامب سابقًا عن استيائها مما تعتبره استهدافًا غير عادل لشركات التكنولوجيا الأمريكية، وقد يؤدي هذا التطور الأخير إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

مارس ترامب بالفعل ضغوطًا على الاتحاد الأوروبي لتخفيف نهجه التنظيمي، لا سيما فيما يتعلق بشركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة الكبرى مثل جوجل وآبل.

زادت التوترات التجارية المستمرة من المخاوف من أن يمتد النزاع إلى صراعات اقتصادية أوسع نطاقًا، مع احتمال أن تصبح التعريفات الجمركية الانتقامية نقطة خلاف رئيسية.

التداعيات العالمية: صراع تنظيمي أوسع

هذه ليست المرة الأولى التي تصطدم فيها الولايات المتحدة مع الجهات التنظيمية الأوروبية بشأن سياسات التكنولوجيا. فقد نشأت توترات مماثلة فيما يتعلق بضريبة الخدمات الرقمية في المملكة المتحدة، والتي واجهت أيضًا مقاومة من الولايات المتحدة.

انتقدت شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك، مالك منصة التواصل الاجتماعي X، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر علنًا بشأن الضريبة، مما أدى إلى تضخيم النقاش العالمي حول كيفية تنظيم شركات التكنولوجيا العملاقة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط