22 قبة و800 طن من الجمال.. التوسعة الثالثة بالمسجد الحرام تنبض بروح التراث والتطور - ايجي سبورت

ايجي سبورت - تفتح التوسعة الثالثة في المسجد الحرام أبوابها خلال شهر رمضان المبارك، مستقبلةً جموع المعتمرين والمصلين وسط منظومة متكاملة من الخدمات الميدانية، والهندسية، والفنية، بهدف ضمان راحة وسلامة ضيوف الرحمن.

ويعمل على تشغيل هذه المنظومة فرق متخصصة من المهندسين والفنيين والمراقبين والعمال، الذين يبذلون جهودًا متواصلة على مدار الساعة لضمان انسيابية الحركة وتوفير بيئة مناسبة للعبادة.

اقرأ أيضًا: ​طريقة توثيق عقد الزواج عبر ناجز في السعودية خطوة بخطوة

مشروع توسعي بالمسجد الحرام لاستيعاب الملايين

وتعد التوسعة الثالثة واحدة من أكبر مشاريع التوسعة في تاريخ المسجد الحرام، حيث تهدف إلى استيعاب أكثر من مليوني مصل في وقت واحد، ما يسهم في تخفيف الازدحام داخل أروقة المسجد وساحاته الخارجية.

كما تشمل التوسعة تحسين المداخل والمخارج لتسهيل تدفق الحشود، إضافةً إلى توسيع المساحات المحيطة بالمسجد لضمان حركة سلسة للزوار والمعتمرين.

إبداع معماري يجمع بين التراث والحداثة

وتتميز التوسعة الثالثة بتصاميم معمارية تستلهم روح العمارة الإسلامية، مع توظيف أحدث التقنيات الهندسية لضمان الكفاءة والجمال في آن واحد.

ويبرز هذا التوازن من خلال القباب الضخمة ذات التفاصيل الهندسية الدقيقة، المستوحاة من التراث الإسلامي العريق، والتي تعكس روعة التصميم والقدرة على المزج بين الطابع التقليدي والأسلوب العصري.

تفاصيل هندسية متقدمة في القباب

وتتصدر القباب الهندسية المشهد في هذه التوسعة، حيث تضم 22 قبة فريدة من نوعها، منها 12 قبة زجاجية متحركة و6 قباب زجاجية ثابتة موزعة على الطابق الثاني ومستوى الميزانين، إضافةً إلى 4 قباب ثابتة تعلو القاعات الوسطية في الطابق الثاني.

أما القبة المتحركة الرئيسية، فتقع فوق الممر الشرفي لمبنى التوسعة، بقطر خارجي يبلغ 36 مترًا وارتفاع داخلي يصل إلى 25 مترًا، مع وزن ضخم يقدر بنحو 800 طن.

وتتميز بواجهات داخلية وخارجية من الرخام والزجاج، بينما تتزين أسطحها الخارجية بالفسيفساء الملونة، وأسقفها الداخلية بالخشب المرصع بالأحجار الكريمة، ما يضفي عليها لمسة فنية راقية.

وتفتح القباب الزجاجية المتحركة تلقائيًا عبر نظام تحكم مركزي، لتوفير التهوية الطبيعية عند ملاءمة الظروف المناخية.

أما القباب الزجاجية المتحركة الأخرى، فتقع في الأفنية الخلفية والوسطية، بإجمالي 12 وحدة، حيث يبلغ أبعاد كل منها 28.5×17 مترًا، بارتفاع خارجي 8.75 متر ووزن يقارب 300 طن.

كما تضم التوسعة 6 قباب زجاجية ثابتة بمقاسات 9×14 مترًا، وارتفاع داخلي 35.5 متر، في حين تأتي القباب الثابتة التي تعلو القاعات الوسطية بقطر 16.6 متر وارتفاع داخلي 9.6 متر.

تصاميم معمارية فريدة وزخارف إسلامية أصيلة بالمسجد الحرام

وتكتسب التوسعة الثالثة طابعًا جماليًا فريدًا من خلال تصاميمها المعمارية المتقنة، حيث تزين شرفاتها العالية وأسقفها المرتفعة نقوش عربية مستوحاة من الخط الثلثي للنصوص القرآنية، إلى جانب الزخارف الهندسية التي تزين الجدران، والقباب، والمشربيات المذهبة.

وتعتمد هذه التصاميم على مفهوم التجريد في الزخرفة الإسلامية، مما يعكس أصالة الفن المعماري الإسلامي في أبهى صوره.

كما تتناغم العناصر المعمارية للتوسعة مع النمط العام للمسجد الحرام، حيث تم توظيف الرخام الفاخر والزخارف الدقيقة في تزيين أروقة التوسعة، فضلًا عن استخدام تقنيات حديثة لضمان تحقيق أعلى مستويات الجودة والمتانة، مع الحفاظ على الهوية الإسلامية العريقة.

اقرأ أيضًا: مواعيد قطار الحرمين السريع من مكة إلى المدينة 2025.. جدول الرحلات والأسعار

إضافة نوعية تعزز تجربة الزوار

وتشكل التوسعة الثالثة إضافة نوعية للمسجد الحرام، حيث لا تقتصر على زيادة الطاقة الاستيعابية، بل تهدف أيضًا إلى تحسين تجربة الزوار من خلال بيئة عمرانية متطورة تواكب متطلبات العصر، مع الحفاظ على قدسية المكان وروحانيته.

وبهذه الجهود، يظل المسجد الحرام معلمًا إسلاميًا شامخًا يجمع بين الإرث التاريخي والتطور الهندسي، ليظل وجهة آمنة ومريحة للملايين من المسلمين حول العالم.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط