نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجولاني أو اليمنيون الجدد؟ WANTED! - ايجي سبورت, اليوم الأحد 23 مارس 2025 09:28 مساءً
ايجي سبورت - قبل التطورات الميدانية في السودان، تصدر الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع المشهد و"الترند" السياسي، وأخذ بعض اليمنيين وغير اليمنيين يغردون متمنين "جولانياً" أو "شرعاً يمانياً" سريع الإنجاز والإجهاز... إنما بعد تنسيق وترتيب محكم في الأجل المحتوم.
الناس مولعة بالاقتداء بظاهرة أي منقذ أو "غالب" خارجي. وقليل من يقبل أن يكون المنقذ من لدنهم، وإذا جاءهم كانوا به يستهزئون ويشككون، ومن ثَمَّ لا يُنقَذون.
قبل شهور تناولت هذه الزاويةُ الهمَّ اليمني المستديم والمتمثل في "البحث عن نموذج". خلُصت تلك التناولة إلى أن مختلف النماذج اليمنية لم تكُ مقنعةً تماماً لمعظم أطراف "اليمننة" قديماً وحديثاً، نتيجة تعارض الخلفيات الإيديولوجية والشخصية والجغرافية المحلية والروابط الخارجية الإقليمية منها والدولية.
لما جاء إلى اليمن سنة 1947 المناضل الجزائري الفضيل الورتلاني بسحر بيانه وقوة منطقه وبسطة جسمه وسعة علمه حاز إعجاباً شديداً، متزامناً مع عدم الرضا عن نماذج الخيارات السياسية القائمة والبديلة.
فوجئ يوماً بتعليق القاضي محمد الحجري أنه "لو دعا إلى نفسه لبايعه أهل اليمن كما بايعوا الإمام الهادي يحيى بن الحسين" حسب الأستاذ أحمد الشامي صاحب "رياح التغيير في اليمن"؛ وذلك قبل الثورة الدستورية اليمنية التي هَندَسَها الورتلاني، وطاحت فيها الرؤوس وأزهقت النفوس من كل جانب، ولم يُعجَب بها أهل اليمن قاطبةً، ولما فشلت هاجموها ولعنوا مهندسيها وقادتها:
والناس من يَلقَ خيراً قائلون له ما يشتهي ولأم المخطئ الهبلُ
...باعتبار الانقلابات والثورات "ترند" أو موجة مباحة لمن يمتطيها، فقد أعقب الانقلاب اليمني الأول في الجزيرة العربية ربيع 1948 زمنذاك توالي الانقلابات السورية من ربيع 1949 حتى شتاء 1951 برئاسة حسني الزعيم، سامي الحناوي، أديب الشيشكلي - وثقها الأستاذ فؤاد مطر في كتاب "عسكر سوريا وأحزابها... غواية الانقلابات والتقلبات" - لم يصادف أي رئيس وانقلاب منهم صدىً في نفوس اليمنيين وهوىً في أفئدتهم، حتى قامت ثورة 23 يوليو / تموز 1952 المصرية وغدا النموذج المصري والرئيس جمال عبد الناصر مغرياً للتقليد والمحاكاة.
نتيجة الظروف الداخلية، شرع يمنيو الشمال والجنوب محاكاة الثورات والانقلابات. تفشى "شتات وجنون" جراء انعدام الرؤية وسوء التطبيق وعدم وحدة الصف والتباين الطبيعي بين البشر في كل الأقطار والأمصار. ثم انفجرت حروب عربية باردة ويمنية ساخنة، وحل الروس محل البريطانيين، والبعث العراقي محل الناصرية، ثم التيارات الديناسية (الدينية – السياسية) عقب التيارات الشيوعية، وهكذا دواليك طيلة القرن العشرين.
وفي القرن الحادي والعشرين (2011)، هبت رياح "الربيع العربي" أو سعير "الجحيم العربي" الذي أثمر "النفوذ الإيراني" حتى جاء طوفان الأقصى (2023) ونتائجه التي "قَلَّمَت أظافر" ذاك النفوذ (2024).
هل فوّت اليمنيون اغتنام تلك الموجة؟ طبعاً لا. لقد هبوا إلى تغييرٍ عسير المخاض تولد عنه توأم "الحرب والفوضى".
قد يتخلق في رحم الفوضى ما يشيع أمل بروز يمنيين جدد يسوسون مصالح مختلف المواطنين. يحسنون توجيه ما تلقوا ويتلقون من دعم سخي منقطع النظير. يجيدون تقدير المواقف ويترفعون عن السفاسف. موحدو الهدف والصف كالبنيان المرصوص ضمن مؤسسات وهيئات وطنية فاعلة تخفف عناء وأعباء المزايدات الوطنية والقومية، بقوىً عسكرية مقتدرة على عمليات محدودة تضغط في اتجاه #السلام_لليمن وتخفيف المعاناة الإنسانية.
المطلوب (WANTED) يمنيون جدد يبنون اليمن الجديد، يُغنون عن استعارة الورتلاني، ناصر، سليماني، الجولاني... وغارات ترامب وصفقاته وصفعاته لتحقيق أهدافه!
ما من أحد يجهل ذلك؛ لكن هل سيقرر أن يفعل ذلك؟ لعل وعسى يحدث ذلك.
أخبار متعلقة :