بوادر أزمة دبلوماسية بين الكويت وأمريكا.. ما علاقة حرب الخليج؟ - ايجي سبورت

ايجي سبورت - تشهد العلاقات بين الكويت وأمريكا بوادر أزمة دبلوماسية بعد تصريحات منسوبة لوزير أمريكي هاجم فيها الإمارة الخليجية وهو  الأمر الذى أثار حالة من الجدل والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي بالكويت.

أثارت تصريحات وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، موجة استياء واسعة في الكويت، بعدما اتهم الدولة الخليجية بفرض رسوم جمركية مرتفعة على المنتجات الأمريكية، متسائلًا عن جدوى ما وصفه بـ”الدعم الأمريكي”، في إشارة إلى الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في تحرير الكويت من الغزو العراقي عام 1991.

وبحسب وسائل إعلام، قال لوتنيك خلال مقابلة في برنامج بودكاست انتشرت بشكل واسع: “أنفقنا ما يقرب من 100 مليار دولار لتحرير الكويت، لكن هل تعلم من الدولة التي تفرض أعلى رسوم جمركية على الولايات المتحدة؟ إنها الكويت”. وأضاف مستنكرًا: “لقد تركناهم ليضعوا ضرائب مرتفعة؟”.

ردود فعل غاضبة في الكويت بعد تصريحات الوزير الأمريكي

تصريحات الوزير الأمريكي قوبلت بانتقادات لاذعة من شخصيات سياسية وأكاديمية كويتية، وصف بعضها حديث الوزير الأمريكي بأنه “غير دقيق ومضلل”، فيما اعتبره آخرون مؤشرًا على نوايا تصعيدية من واشنطن تجاه الكويت، قد تتجاوز الشأن الاقتصادي إلى ملفات سياسية أوسع.

وأكد معارضو تصريحات لوتنيك أن الرسوم الجمركية في الكويت تعد من الأدنى عالميًا، إذ لا تتجاوز 5%، فيما تفرض الدولة ضريبة مبيعات صفرية، ما يتناقض مع ادعاءات الوزير الأمريكي.

كما استحضروا بيانات رسمية تؤكد أن تكلفة عملية تحرير الكويت لم تتحملها الولايات المتحدة وحدها، بل أسهمت في تغطيتها دول خليجية وآسيوية، منها السعودية والإمارات واليابان وكوريا الجنوبية، حيث بلغ إجمالي المبلغ المدفوع نحو 54 مليار دولار.

تصعيد سياسي أم ضغوط اقتصادية؟

يرى مراقبون أن تصريحات لوتنيك قد تكون جزءًا من استراتيجية أمريكية أشمل للضغط على الكويت في عدة ملفات، من بينها السياسة التجارية والتعاون الاقتصادي مع الصين، فضلًا عن الموقف الكويتي الثابت الرافض للتطبيع مع إسرائيل.

في هذا السياق، حذرت الوزيرة والنائبة السابقة، جنان بوشهري، من أن “اعتبار حديث وزير التجارة الأمريكي تصريحًا عابرًا هو سذاجة سياسية”، لافتة إلى أن “هذه النغمة ليست جديدة، فقد سبق أن كررها الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2011 خلال حملته الانتخابية”.

وأضافت عبر تغريدة على منصة إكس: “الكويت ليست بعيدة عن دائرة الاستهداف الأمريكي، سواء في سياق الحروب التجارية أو عبر سياسات الابتزاز التي تستهدف ثروات الدول النفطية”.

من جانبه، دعا النائب السابق صالح عاشور إلى قراءة الرسائل الأمريكية بتمعن، والتعامل معها وفق مصلحة الكويت العليا، مشددًا على ضرورة “تقييم السياسة الخارجية والداخلية بما يحفظ سيادة البلاد ويعزز استقلالية قراراتها الاقتصادية”.

توصيات بالكويت لمواجهة تصعيد أمريكا

في ظل تصاعد التوتر، أوصى عدد من الأكاديميين والخبراء الكويتيين بضرورة التعامل بحذر مع أي تصعيد أمريكي محتمل، مطالبين بتعزيز الشراكات الاقتصادية مع جهات دولية متعددة، وليس الاقتصار على الولايات المتحدة.

وأعرب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، د. عبدالله الشايجي، عن قلقه من أن تكون هذه التصريحات “بمثابة تحضير للتصعيد”، مشيرًا في تغريدة إلى أن “الكويت ودولًا خليجية أخرى أنفقت مئات المليارات على شراء الأسلحة الأمريكية، واستثمرت بشكل كبير في الاقتصاد الأمريكي، وهو ما يتجاهله الوزير في خطابه التصعيدي”.

في المقابل، أصدرت الحركة التقدمية الكويتية بيانًا وصفت فيه تصريحات لوتنيك بأنها “ابتزاز سياسي واقتصادي مرفوض”، معتبرة أنها “محاولة للضغط على الكويت بسبب مواقفها المستقلة، لا سيما فيما يخص القضية الفلسطينية والعلاقات مع الصين”.

هل تتطور الأزمة بين الكويت وأمريكا  ؟

على الرغم من أن الكويت لطالما كانت حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، إلا أن تصريحات لوتنيك تعكس توجهًا قد يشير إلى مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين، قد تشهد ضغوطًا أمريكية متزايدة لتحقيق مكاسب اقتصادية أو سياسية.

ويبقى السؤال: هل ستتحول هذه التصريحات إلى أزمة دبلوماسية فعلية، أم أن الكويت ستنجح في احتواء الموقف عبر قنواتها الدبلوماسية المعتادة؟

اقرأ أيضا: أزمة أكرم أوغلو.. قرار جديد ضد والي إسطنبول المعتقل في تركيا- ماذا حدث؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط