ايجي سبورت

DeepSeek vs ChatGPT: مقارنة شاملة بين الذكاء الاصطناعي الصيني والغربي - ايجي سبورت

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
DeepSeek vs ChatGPT: مقارنة شاملة بين الذكاء الاصطناعي الصيني والغربي - ايجي سبورت, اليوم الأربعاء 26 مارس 2025 01:51 مساءً

ايجي سبورت - جو 24 :

في تطور يُعيد رسم خريطة الذكاء الاصطناعي عالمياً، أطلقت الصين نموذج DeepSeek كمنافس مباشر لـChatGPT، ما أشعل معركة تكنولوجية بين الشرق والغرب.

DeepSeek، المدعوم من عمالقة التكنولوجيا الصينية مثل "علي بابا" و"تينسنت"، يُعد جزءاً من استراتيجية الصين للسيطرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي.

ChatGPT، المنتج الأبرز لـOpenAI الأميركية، يواجه الآن تحدياً غير مسبوق قد يغير موازين القوة في السوق العالمية.

خسارة 1.6 تريليون دولار خلال 48 ساعة.. كيف هز إعلان DeepSeek الأسواق العالمية؟

ما الفرق بين ChatGPT وDeepSeek؟

ChatGPT: الذكاء الاصطناعي الغربي الأكثر تطوراً

هو نموذج ذكاء اصطناعي تم تطويره من قبل OpenAI، يعتمد على بنية GPT (Generative Pre-trained Transformer)، ويُعدّ الإصدار الأحدث منه (GPT-4 Turbo) من أقوى النماذج التوليدية في العالم. يتميز بقدرته العالية على فهم اللغة الطبيعية، وإنتاج محتوى معقد وسياقي بدقة متناهية، وقد استُخدم على نطاق واسع في التعليم، والصحافة، والبرمجة، وحتى في القضاء والطب.

DeepSeek: المشروع الصيني الطموح لإنهاء الهيمنة الأميركية

هو نموذج ذكاء اصطناعي صيني ظهر لأول مرة في 2023-2024، ويعتمد على معمارية Transformer مشابهة، لكن مدعومة من قبل شركات صينية عملاقة (مثل Alibaba وTencent وشبكة Baidu البحثية). تم تصميمه لمنافسة ChatGPT من حيث الأداء، وتوفير نموذج قوي باللغتين الصينية والإنكليزية على حد سواء. كما يُعد جزءاً من خطة الصين للحد من الاعتماد على التقنيات الغربية.

نقاط القوة والضعف: من الأقوى؟

مميزات ChatGPT التي تجعله الرائد عالمياً

يتميّز ChatGPT بعدة نقاط قوة، من أبرزها نضج النموذج، إذ وصل إلى مرحلة متقدمة من التطور بفضل تجارب واستخدامات عالمية واسعة، كما يتمتع بقدرة عالية على دعم عشرات اللغات بدقة، بما في ذلك العربية، الفرنسية، الإسبانية، والصينية. ومن نقاط القوة الأخرى تكامله مع منتجات Microsoft مثل Word وExcel من خلال Copilot، إضافة إلى التزامه بأخلاقيات مدروسة، إذ يخضع لرقابة وتدقيق مستمرين للحد من الانحياز والمحتوى الضار. كما يتمتع بقدرات مميزة في مجال البرمجة، مثل تحليل الشيفرات، تفسيرها، وتصحيح الأخطاء.

أما من حيث نقاط الضعف، فإن ChatGPT يعاني أحياناً من رقابة مفرطة، ما يجعله يمتنع عن تقديم معلومات مفيدة بسبب سياسات المحتوى، كما يُلاحظ ضعف أدائه في المهام المتخصصة جداً عند مقارنته ببعض النماذج الأخرى المتخصصة. من أبرز التحديات أيضاً محدودية التحديث اللحظي، حيث لا يتمتع دائماً بوصول مباشر وفوري إلى الإنترنت إلا من خلال إضافات خاصة.

لماذا يُعدّ DeepSeek تهديداً حقيقياً؟

يتمتع DeepSeek بعدد من نقاط القوة التي تمنحه تفوقاً ملحوظاً في بعض المجالات، أبرزها تركيزه العميق على اللغة الصينية، ما يجعله متفوقاً في فهم النصوص والمحادثات بهذه اللغة. كما يتميز بقوة في الحسابات الرياضية والتحليلية، حيث أظهرت بعض الاختبارات أنه يتفوق أحياناً على ChatGPT في حل المسائل المنطقية والمعقدة.

ويُحسب له أيضاً مرونة أكبر في المحتوى نتيجة خضوعه لرقابة أقل، ما يتيح للمستخدمين مساحة أوسع للإبداع والتعبير، رغم ما قد يرافق ذلك من تحديات أخلاقية. بالإضافة إلى ذلك، ينسجم DeepSeek بسلاسة مع البنية التحتية الرقمية الصينية، متكاملاً مع تطبيقات محلية شهيرة مثل WeChat ومحركات البحث الصينية.

في المقابل، يعاني DeepSeek من بعض نقاط الضعف، أبرزها ضعف الوثوقية عند التعامل مع اللغات غير الصينية، إذ لا يزال أداؤه في العربية والفرنسية وغيرهما دون المستوى المطلوب. كما يعاني من قلة الانتشار العالمي، إذ لم يتم اعتماده بعد من قبل مؤسسات دولية كبرى خارج الصين. وتبقى مسألة الشفافية مصدر قلق لدى كثيرين، إذ إن عدم وضوح منهجية التدريب ومصادر البيانات يثير تساؤلات مشروعة بشأن مدى الانحياز والمصداقية في مخرجاته.

مستقبل الذكاء الاصطناعي: هل سيتفوق DeepSeek على ChatGPT؟

يُتوقع لمستقبل ChatGPT أن يكون واعداً ومزدهراً على عدة مستويات، حيث يُنتظر أن يشهد انتشاراً أوسع بفضل تكامله العميق مع أدوات مايكروسوفت ومنصات الأعمال حول العالم، ما يجعله خياراً مفضلاً لدى الشركات والأفراد على حد سواء. كما أن مسار التحسين المستمر الذي تسلكه OpenAI ينبئ بإصدار GPT-5 قريباً، مع وعود بأداء أقوى وفهم سياقي أعمق.

إلى جانب ذلك، يُطور ChatGPT ليصبح نموذجاً متعدد الوسائط، قادراً على دمج النصوص مع الصوت والصورة والفيديو، ما يعزز من قدرته على محاكاة التفاعل الإنساني الطبيعي بصورة أكثر واقعية وفعالية.

أما بالنسبة إلى مستقبل DeepSeek، فإنه يبدو واعداً أيضاً ضمن السياق الصيني والإقليمي، إذ يحظى بدعم حكومي ضخم واستثمارات واسعة قد تؤهله ليصبح النموذج الأساسي داخل الصين، بل وربما يُفرض استخدامه في المؤسسات الحكومية. يسهم ذلك في تعزيز الاستقلال الرقمي الصيني وتحقيق اكتفاء ذاتي في تقنيات الذكاء الاصطناعي بعيداً عن الاعتماد على النماذج الغربية.

كما أن DeepSeek مرشح للتوسع على المستوى الإقليمي، خاصة في دول آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، ضمن مظلة مبادرة "الحزام والطريق" التي تسعى إلى تعزيز النفوذ التكنولوجي الصيني في العالم النامي.

حكاية التريليونات التي ضاعت

عند الإعلان الرسمي الأولي عن DeepSeek في أواخر عام 2023، أطلقت الحكومة الصينية حملة دعائية كبرى، مصحوبة ببيانات تفاؤلية من كبرى الشركات التقنية. تسببت هذه الحملة في ارتفاع ضخم في مؤشرات السوق الصيني، وازدهار أسهم شركات الذكاء الاصطناعي.

لكن، خلال الساعات الأولى بعد تجربة المستخدمين للنموذج، اكتُشفت عيوب واضحة، مثل ضعف اللغة الإنكليزية، وعدم استقرار النموذج في بعض التطبيقات. وُجهت انتقادات لاذعة على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية والغربية، ما أدى إلى هبوط حاد في أسهم الشركات المعنية، وخسارة السوق ما يزيد عن 1.6 تريليون دولار أميركي خلال أقل من 48 ساعة.

هذا التراجع الهائل دفع الشركات إلى تأجيل التكامل الفوري مع DeepSeek، وأعادت الحكومة تنظيم خطة الانتشار، مع التركيز على تطوير النسخة الثانية بحذر أكبر.

وفي النهاية، في معركة الذكاء الاصطناعي، لا تقتصر المنافسة بين DeepSeek وChatGPT على التقنية فقط، بل تعكس أيضاً صراعاً جيوسياسياً بين رؤيتين للعالم: واحدة تعتمد الشفافية والانفتاح العالمي، وأخرى تؤمن بالاكتفاء الذاتي والانضباط المركزي.

بينما يستمر ChatGPT في اكتساب الثقة عالمياً، فإن DeepSeek يشكل تحدياً حقيقياً، لا يمكن تجاهله، خصوصاً مع دعم دولة تمتلك أكبر بنية تحتية رقمية في العالم. يبقى الرهان على الابتكار، والتحسين المستمر، والقدرة على كسب ثقة المستخدمين عالمياً.

(الميادين)

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : DeepSeek vs ChatGPT: مقارنة شاملة بين الذكاء الاصطناعي الصيني والغربي - ايجي سبورت, اليوم الأربعاء 26 مارس 2025 01:51 مساءً

أخبار متعلقة :