اعتقال رياك مشار نائب الرئيس.. ماذا يحدث في جنوب السودان؟ - ايجي سبورت

ايجي سبورت - في خطوة أثارت جدلاً واسعاً وأحدثت توترات متزايدة في الأوساط السياسية والعسكرية في جنوب السودان، تم توقيف النائب الأول لرئيس البلاد، رياك مشار، مساء الأربعاء على يد قوات موالية للرئيس سلفا كير.

ومنذ أسابيع تشهد جنوب السودان معارك بين القوات الفدرالية الموالية للرئيس وقوات مؤيدة لنائبه، وذلك على الرّغم من اتّفاق السلام الموقّع بينهما في 2018.

ويأتي اعتقال نائب الرئيس وسط تصاعد المخاوف من احتمال عودة النزاعات المسلحة في البلاد، خاصة مع التنبيه المتكرر من الأمم المتحدة لأهمية الالتزام باتفاق السلام الموقع في عام 2018.

بداية الأزمة في جنوب السودان

بدأت الأزمة تتفاقم مع تزايد التوتر بين قادة المعسكرين الرئيسيين في البلاد، فبينما كان الاتفاق في عام 2018 بمثابة خطوة نحو إنهاء الحرب الأهلية، يُعتبر اعتقال مشار اليوم خرقاً واضحاً لهذا الاتفاق.

وفي بيان صدر عن حزب مشار، وُصف الاعتقال بأنه “خرق للوعد وعدم احترام للاتفاق” إضافة إلى “انعدام الإرادة السياسية لإحلال السلام والاستقرار”.

وأكد الحزب بأن هذه الخطوة تُعتبر نهاية لما كان يمثل أملاً بإحلال السلام بعد سنوات من الدمار والخسائر الفادحة.

المعارضة تعلن اعتقال رياك مشار

أعلنت المعارضة في جنوب السودان عن بالغ استيائها من توقيف مشار، معتبرةً أن الخطوة تعكس استراتيجية تهدف إلى تفكيك القوى السياسية المعارضة.

ففي فيديو بثه المتحدث باسم المعارضة، بال ماي دينق، أكد أن مشار “محتجز من قبل الحكومة” وأن حياته في خطر، مما أثار قلقاً واسعاً داخل الدوائر المعارضة.

وأشار أيضاً مسؤول في الحركة الشعبية لتحرير السودان إلى أن القوات المدججة بالسلاح قامت بمحاصرة منزل مشار وجرمت حراسه من أسلحتهم قبل تنفيذ أمر الاعتقال بناءً على “اتهامات غير واضحة”.

ماذا يحدث في جنوب السودان ؟

تشهد جوبا في الفترة الأخيرة توترات متصاعدة بين القوات الحكومية والمجموعات المسلحة، ففي فبراير الماضي، تمكنت مجموعة مسلحة موالية لمشار من السيطرة على قاعدة عسكرية في ولاية أعالي النيل، ما أدى إلى حدوث اشتباكات عنيفة وتبادل لإطلاق النار.

وردت الحكومة بشن غارات جوية على المنطقة، مما أسفر عن سقوط أكثر من 12 ضحية منذ بدء الهجمات في منتصف مارس.

وبحسب تقارير فإن هذا السياق العسكري المتأزم يزيد من احتمالية تفجر أزمة أكبر، حيث تخشى الأطراف المعنية من اندلاع حرب أهلية جديدة تهدد الاستقرار في البلاد.

دعوات إلى ضبط النفس

من جانبها، دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف في جنوب السودان إلى ضبط النفس والالتزام باتفاق السلام.

وفي تصريح أُصدر مساء الأربعاء من قبل رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، نيكولاس هايسوم، تم التأكيد على ضرورة تجنب أي خطوات قد تقود البلاد إلى الانزلاق مرة أخرى في دوامة الصراع.

وحذر هايسوم من أن استمرار الاعتقالات والتوترات السياسية والعسكرية قد يؤدي إلى إعادة فتح جراح الحرب القديمة، مما يضع المدنيين في مواجهة خطر متجدد يهدد حياتهم ومستقبلهم.

تحذيرات من انهيار النظام في جنوب السودان

تأتي هذه التطورات في ظل انقسامات عميقة بين قادة البلاد، حيث تُظهر الأحداث الأخيرة أن الاتفاق الذي وُقع عام 2018 بات يعاني من تحديات كبيرة في التطبيق والتنفيذ.

وقد أدت هذه الأزمة إلى زيادة المخاوف من احتمال انهيار النظام السياسي في جنوب السودان، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية والمحلية للعودة إلى طريق الحوار والمصالحة الوطنية.

اقرأ أيضا

توترات أمنية وتدخلات دولية.. هل تسقط جنوب السودان في فخ الحرب الأهلية مجددا؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط