في تصنيف عالمي جديد يسلّط الضوء على الوجهات الأكثر حيويةً وجمالاً على كوكب الأرض، تربعت جزيرة بورانو الإيطالية على القمة بوصفها أكثر وجهة سياحية حيوية في العالم. وقد جاءت شفشاون كذلك بالمغرب لتحتل المرتبة الثانية، وغواتابي في كولومبيا بالمرتبة الثالثة.

الدراسة التي استندت إلى تحليل مرئي دقيق عبر تقنية الرؤية الحاسوبية، استعرضت 125 من أشهر وجهات السفر حول العالم، مركّزة على "التنوع اللوني" و"كثافة الحيوية" في البيئة الحضرية والعمرانية لتحديد المواقع التي تنبض بالحياة بصريًا وروحيًا.

وقد اعتمدت الدراسة على صور عالية الدقة التقطها مصورون من الشوارع، لتحليل أبرز خمسة ألوان مسيطرة في كل مشهد. وفي حالة بورانو، كانت النتيجة مذهلة: الأزرق، الأحمر، الأصفر، الأخضر، والبرتقالي يزينون الواجهات والمباني والنوافذ، لتتحول الجزيرة الصغيرة إلى لوحة فسيفسائية تنبض بالإبداع والجمال. من الأبواب إلى الستائر، ومن الجدران إلى أعمدة الإنارة، كل ركن في بورانو يروي قصة عن الانسجام البصري والتراث المحلي.

وتقع جزيرة بورانو شمالي مدينة البندقية، وتشتهر منذ قرون بصناعة الدانتيل التقليدي، إلا أن ما يميزها اليوم هو طابعها المعماري البسيط والألوان الزاهية التي تجعل منها وجهة لا تُنسى. ويقال إن البحارة المحليين هم أول من بدأوا طلاء بيوتهم بألوان زاهية ليسهل عليهم التعرف على منازلهم وسط الضباب الكثيف، وتحول هذا التقليد مع الوقت إلى هوية بصرية فريدة تميز الجزيرة عن سواها.

لا تمثل بورانو مجرد وجهة سياحية، بل تجربة حسية متكاملة تجمع بين التاريخ والفن واللون. تصنيفها كأكثر وجهة حيوية في العالم يعزز مكانة إيطاليا كوجهة لا تُضاهى لعشّاق الجمال والسفر، ويعيد التأكيد على أهمية التفاصيل البسيطة التي تمنح المدن روحًا لا تُنسى. ولعلّ زيارة بورانو ليست مجرد رحلة، بل عودة إلى عالم من البهجة البصرية الصافية.