نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"تعا ولا تجي"... بين الإضراب والترويج هل يُطرد السائح من لبنان؟ - ايجي سبورت, اليوم الخميس 17 يوليو 2025 10:55 صباحاً
ايجي سبورت - ربما اعتاد اللبنانيون أن تُقفل في وجوههم أبواب السفارات والمستشفيات، لكن الجديد أن تُغلق أيضاً أبواب المواقع الأثرية. حدث ذلك معي الأسبوع الفائت، عندما قصدت أحد المواقع الأثرية، فاستقبلني أحد الموظفين قائلاً: "مأضربين، ما فيكن تفوتو".
لم يكن الاستقبال ودّياً. سألته عن السبب، فأجاب ساخراً: "عالمعاشات الحلوة". رغم تحفظي عن نبرة الكلام، فضّلت التزام الهدوء، إذ لا بد من أن يكسر أحدهم حلقة التوتر التي تلفّ يومياتنا.
لا أريد لبلدي أن يبدو "توكسك"، ولا أن يبعث برسائل متناقضة. من جهة نطلق المهرجانات والحملات السياحية الترويجية، ومن جهة أخرى، نغلق الأبواب حين يصل الزوّار.
بحسب "رابطة موظفي الإدارة العامة"، فإن موظفي وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار، التزموا الإضراب الذي دعت إليه الرابطة، ما أدى إلى إقفال كل المواقع الأثرية، من الجنوب إلى الشمال.
الرواتب ضئيلة والمسؤوليات جسام
هذه الإضرابات لم تقتصر على موقع واحد، بل شملت مواقع بارزة مثل قلعة بعلبك، حيث عبّر الموظفون عن معاناة طويلة الأمد.
أحد موظفي قلعة بعلبك، فضّل عدم الكشف عن اسمه، يعبّر عن معاناة العاملين قائلاً: "نحن موجودون في الموقع شتاءً وصيفاً، ومسؤوليتنا حماية القلعة من التخريب والزوار من الحوادث. مهمتنا دقيقة وصعبة، لكن رواتبنا لا تعكس هذا الجهد".
وأضاف: "أعلنا الإضراب لأن حجم الظلم لم يعد يُحتمل. الرواتب ضئيلة، في حين أن المسؤوليات جسام".
وأوضح أن قلعة بعلبك تخضع لإشراف المديرية العامة للآثار، فيما تتولى البلدية مهمة قطع التذاكر عند المدخل، بالتعاون مع وزارة السياحة.
قصر موسى (فاطمة عباني)
الإضرابات تُهدد الموسم السياحي وحقوق الموظفين لا تُنكر
يقول رئيس بلدية بيت الدين عبده كرم إن الإضرابات الأخيرة تسببت بأضرار مادية مباشرة، موضحاً أن مردود قصر بيت الدين يُقسَّم بين البلدية ووزارة الثقافة، وأضاف: "في الأسبوعين الماضيين، أُغلق القصر ثلاثة أيام في كل أسبوع. الموظفون الذين يبيعون البطاقات يتبعون للبلدية، وقد تجاوبنا مع المطالب بإعلان الإضراب رغم التأثير الكبير علينا".
وتابع: "ننتظر موسم الصيف لتغطية أعباء البلدية، لكن إقفال القصر المتكرر، إلى جانب تلويح اتحاد البلديات بإضراب شامل من الإثنين إلى الجمعة، يكاد أن يكون كارثة حقيقية".
ورغم صعوبة الوضع، شدد كرم على أحقية المطالب، قائلاً: "الموظف يتقاضى 500 دولار شهرياً، وهناك إجحاف واضح في حقه".
واختتم بالقول: "بين الحرب، والوضع الاقتصادي، والإضرابات، والمزاج العام المشحون... نعلن عن مهرجانات ثم نضطر لإلغائها. في خضمّ كل ذلك، ضاعت الناس".
لا أريد لبلدي أن يبدو "توكسك"، ولا أن يبعث برسائل متناقضة.
الأدلاء السياحيون: الخسائر يومية
تقول أليسار بعلبكي، عضو ونقيبة الأدلاء السياحيين السابقة في لبنان، إن الأدلاء هم الفئة التي تتكبّد الخسائر الأكبر في ظل الإضرابات المتكررة: "كل يوم نخسره، هو مدخول يضيع علينا. لا ننسى أننا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 بلا عمل فعلي، وننتظر الصيف واللبنانيين المغتربين الذين يأتون مع أصدقائهم أو يشجّعون عائلاتهم على زيارة المواقع السياحية في لبنان، حتى نقدر نتنفس شوي ونوقف عاجرينا، بانتظار أيام أفضل".
وتتابع: "نتفهّم وضع موظفي القطاع العام الذين يعملون من دون مدخول يضمن لهم حياة كريمة، لكننا أيضاً لا نملك أي ضمانات. إذا لم نعمل، فلا نؤمّن أي دخل. وهذا ما يجعل الضرر مضاعفاً علينا كأدلاء، وكذلك على الزوّار الذين يتكبّدون مشقة الوصول إلى المواقع السياحية ليصدموا بأنها مغلقة".
وتختم بعلبكي بالقول: "نأمل من وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار أن تؤمّن حضوراً دائماً في المواقع، كي يتمكن موظفو البلديات من فتح الأبواب، ونتمكن نحن من العمل والعيش بكرامة، بعيداً من هذا الظلم المزدوج".

متحف في وسط بيروت (فاطمة عباني)
"وصلنا... ولقينا البواب مسكّرة"... زوّار في مواجهة الإقفال المفاجئ
تروي مغتربة لبنانية أنها قصدت قصر بيت الدين من بيروت لزيارته، لكنها تفاجأت عند وصولها بأنه مغلق، من دون أي إعلان مسبق. وتشير إلى أن اللوحة الموضوعة عند المدخل كانت لا تزال تُظهر بوضوح ساعات العمل، من دون أي إشارة إلى الإقفال.
أما أحد السيّاح القادمين من أوروبا، فيقول إنه جاء إلى لبنان بهدف اكتشاف معالمه السياحية، وقد تأكد عبر "غوغل" أن القصر مفتوح. لكنه لم يعلم بإغلاقه إلا بعد أن تكبّد عناء المواصلات والوقت، ليصل إلى بابٍ مقفل.
ويحمّل السائح الجهات الرسمية المسؤولية، معتبراً أن من الضروري توفير معلومات دقيقة ومُحدّثة للزوار.
بعد أشهر من الإقفال... جعيتا تعود إلى الخارطة السياحية
وفي خضمّ هذه الإرباكات التي طاولت مواقع أثرية عديدة بسبب الإضرابات أو سوء التنسيق، برز مثال مغارة جعيتا، التي واجهت إغلاقاً من نوع آخر، لكنه لم يكن أقلّ ضرراً على القطاع السياحي.
لا يخفى على أحد أن مغارة جعيتا، أحد أبرز المعالم السياحية في لبنان، ظلت مغلقة أمام الزوار لأشهر. وبحسب ما كشفه مستشار وزيرة السياحة أيمن مهنا، في حديث سابق إلى "النهار"، فإن الإقفال جاء بعد وفاة المشغّل السابق في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، بالتزامن مع الإغلاق الشتوي المعتاد للمغارة.
قصر بيت الدين معروف ببابه الصغير، المصمّم ليُرغم الزائر على الانحناء احتراماً. وأنا، كلبنانية، أرى وجهاً من الحق في كلام الموظفين والبلديات والزوار. نعم، ربما نستحق أن يُنحنى لنا أيضاً، لا لأننا أمراء، بل لأننا نخوض يومياً معاركنا الصغيرة والكبيرة وعند الفرح أيضاً تجدنا أول "الدبيكة"... "مش هينة تكون لبناني".
رأي
فاطمة عباني
من المسيّرات إلى الصهاريج والمولّدات... كيف يهدد ضجيج بيروت الصحة النفسية؟
يوضح أبو مصطفى، سائق صهريج مياه، قائلاً: "يومي مزدحم بالطلبات، وغالباً ما أتجاوز إرهاقي لتلبية حاجات الناس، حتى ليلاً. ومع ذلك، أذكر أن أحد السكان منعني مرة من متابعة عملي لأنه كان يخشى أن يستيقظ طفله من النوم".
0 تعليق