كتب وسام السعيد -  في كل موسم تخرّج، نشهد مشاهد تتكرّر كأنها طقوسٌ مقدسة

 موكب سيارات مزعج، زوامير لا يُعرف سببها، وشاب يخرج من فتحة السقف ملوّحًا بيديه، وكأن الناس جميعًا كانوا ينتظرون لحظة تخرّجه منذ سنين! 

 عزيزي الخريج، نعلم أن تعب السنوات يستحق الاحتفال، وأن فرحة الأهل لا تُقدَّر بثمن، لكن الاحتفال لا يعني إغلاق الطرق، ولا تحويل الشوارع إلى مسرح مفتوح لتصوير فيديو كليب على حساب راحة الآخرين. 

 من حقك أن تفرح، من حقك أن تحتفل، ومن حقك أن توزّع الشوكولاتة وتزغرد لنفسك أيضًا! 

 لكن، عزيزي الخريج...

 ليس من حقك أن تُغلق الشارع، أو تخرج من فتحة السقف، وتلوّح للناس وكأنك رئيس كوستاريكا!  

وبعدين…

 سواء لوّحت أو لم تلوّح، 90٪ من الناس لا يعرفونك (إن لم يكن أكثر)، أما الـ10٪ الباقون فمشغولون بالدوام أو عالقون في الزحمة التي تسبّبت بها.

  يعني، معليش... 

الناس ليست فاضية لتسأل: "مين هاظ؟"، وأصلاً أغلبهم لا يعرفونك! وإذا عرفوك… قد يستغربون أنك نجحت أصلًا. 

  ليس من الضروري أن يعرفك كل من في الشارع كي تشعر أنك أنجزت، يكفي أن يعرفك من تعب معك، وساندك، ووقف بجانبك في كل مرحلة. 

 نفرح لتخرّجك، ونفتخر بنجاحك، لكن نرجو منك أن تحتفل بذوق... 

احتفل مع أهلك، مع أصدقائك، في البيت، في قاعة، أو حتى في مطعم، لكن اترك الشارع لمن يقود متأخرًا إلى عمله، أو مريضًا يبحث عن مستشفى، أو أمًا تحاول الوصول إلى أطفالها في الوقت المناسب. 

 والأهم؟ مبروك تخرّجك.

 لكن تذكّر: أولى علامات الرُّقي بعد التخرّج... أن تحتفل دون أن تُؤذي غيرك.