نتنياهو رسم بالنار حدود إسرائيل في سوريا... فهل تستطيع واشنطن إنقاذ المفاوضات؟ - ايجي سبورت

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نتنياهو رسم بالنار حدود إسرائيل في سوريا... فهل تستطيع واشنطن إنقاذ المفاوضات؟ - ايجي سبورت, اليوم الجمعة 18 يوليو 2025 07:49 صباحاً

ايجي سبورت - توسّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من وراء الهجمات التي شنّها على سوريا الأربعاء بذريعة حماية الأقلية الدرزية، البعث برسائل عدة في مختلف الاتجاهات، ولو على حساب المجازفة بنسف الوساطة الأميركية بين دمشق وتل أبيب للتوصل إلى معاهدة أمنية.

لقد أراد نتنياهو أن يرسم بالنار الحدود الجديدة لإسرائيل في سوريا، وأن يترجم عملياً إعلانه بعد سقوط نظام بشار الأسد قبل سبعة أشهر، أن الجنوب السوري سيكون منطقة منزوعة من السلاح، ولن يسمح للنظام الجديد بإرسال قواته إلى المنطقة.  
وهكذا وجد في تدخل الجيش السوري بعتاد اشتمل على دبابات، تجاوزاً لتحذيراته من إدخال السلاح الثقيل إلى الجنوب من جهة، ومحاولة من النظام الجديد لاختبار ما إن كانت إسرائيل ستخاطر بتعريض المفاوضات الجارية للخطر، إذا عمدت إلى شنّ هجمات واسعة النطاق للدفاع عن السويداء.
لكن الذي بيّنه مجرى الأحداث، هو أن نتنياهو لن يفرّط بما يعتبره تفوّقاً عسكرياً على أيّ دولة في الشرق الأوسط في مرحلة ما بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ومن بينها سوريا، حتى لو كان التفاوض جارياً معها.

ومن قال إن نتنياهو لا يريد أن يضعف النظام الجديد في سوريا، على رغم الاحتضان الأميركي والأوروبي له، وفي اعتقاده إن الموقع التفاوضي لدمشق سيكون أضعف الآن ممّا كان عليه قبل الهجمات الإسرائيلية.

المسارعة الأميركية إلى التخفيف من الهجمات الإسرائيلية ووضعها في سياق "سوء تفاهم" بين سوريا وإسرائيل، تظهر وعي واشنطن للمخاطر التي يمكن أن تتأتى من طريق إضعاف الرئيس السوري أحمد الشرع أو تعريض نظامه للاهتزاز ودفع سوريا نحو الفوضى وحرب أهلية أخرى.
بالنسبة إلى إسرائيل لا تبدو الصورة على هذه الشاكلة. ويؤكد نتنياهو أن السلام يجب أن يكون مبنيّاً على تفوّق القوة. وأيّ معاهدات جديدة ستتضمّن حرّية إسرائيل بالتدخل في أيّ مكان من العالم، إذا ما رأت أن ثمة ما يهدّد أمنها.

هذه المعادلة تجعل الوساطة الأميركية أكثر صعوبةً في إحراز تقدّم نحو اتفاق أمني، بعدما رسمت إسرائيل الأربعاء، سلفاً، حدود أي اتفاق محتمل.

ركز المسؤولون الأميركيون، بعد الهجمات الإسرائيلية، على الحاجة إلى تسريع التوصّل إلى اتفاق سوري - إسرائيلي، حتى لا تنهار الاستراتيجية التي يعمل عليها السفير الأميركي لدى أنقرة توم برّاك والقاضية بالتوصّل إلى إنهاء حال العداء بين سوريا وإسرائيل، مقدّمةً للتطبيع في وقت لاحق.

ويمكن نتنياهو استرضاء واشنطن، من طريق إضفاء بعض المرونة على موقفه من التوصّل إلى اتفاق لوقف موقت للنار في غزة. والرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحدث عن ظهور إيجابيات في هذا الشأن. ومهّد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير لتهدئة الشهرين بتأكيد تحقيق أهداف الحرب.

وسيستثمر رئيس الوزراء الإسرائيلي تدخله في سوريا ليعزز موقعه السياسي في الداخل، بما يمنحه هامشاً للمناورة أمام معارضي التهدئة في غزة. وربما كان هذا باعث ترامب ومبعوثه ستيف ويتكوف على التفاؤل باقتراب تحقيق اختراق في غزة.

الآن، تبقى الأنظار مسلطة على الدور الأميركي وكيف ستستثمر واشنطن في الأحداث الأخيرة، التي أكدت أن سوريا لم تجتز بعد مخاطر الانفجار الداخلي. هل ستعمد إلى تسريع مسار التفاوض السوري - الإسرائيلي والدفع نحو إبرام اتفاق أمني والاستثمار في نتائج الضربات الإسرائيلية، لانتزاع مزيد من التنازلات من دمشق؟

أدّت الديبلوماسية الأميركية دوراً مهماً في وقف التصعيد في سوريا، لكنها تدرك أن الطريق نحو الاستقرار الدائم لا يزال طويلاً، وأمامه الكثير من العقبات. والسؤال الآن، من أين تبدأ واشنطن، من غزة أم من سوريا ولبنان أم من إيران؟    


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق