ايجي سبورت - حقق فريق دولي من العلماء اختراقًا علميًا باكتشاف دليل مباشر على هياكل نابضة نادرة داخل نوى ذرات الغادولينيوم-150، في اكتشاف قد يعيد تشكيل فهمنا للفيزياء النووية ويفتح آفاقًا جديدة في التكنولوجيا المستقبلية.

نظرة على الاكتشاف الفريد

شارك في هذا البحث علماء من 12 مؤسسة علمية في 6 دول، من بينها جامعة "ساري" البريطانية، ونُشرت نتائجه في مجلة Physical Review Letters. ويُعد هذا الاكتشاف بمثابة نافذة جديدة على العالم الكمومي، حيث يكشف عن ظواهر لم تكن متوقعة في سلوك نوى الذرات.

الغادولينيوم-150 هو نظير مشع لعنصر الغادولينيوم، وهو معدن نادر لا يوجد في الطبيعة إلا بكميات ضئيلة، لكنه يحمل أهمية كيميائية وتقنية كبيرة. يُستخدم هذا العنصر في تطبيقات متعددة، مثل:

الموصلات الفائقة، التي تنقل الكهرباء دون فقدان الطاقة.

الطاقة النووية، حيث يساعد في التحكم في التفاعلات داخل المفاعلات.

التصوير الطبي، حيث يُستخدم كعامل تباين في التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، ما يساعد الأطباء على رؤية الأعضاء بوضوح أكبر.

نواة كمثرية الشكل.. لماذا يغير هذا فهمنا للذرة؟

لطالما كانت النواة الذرية تُصور على أنها كرة متماسكة مكونة من بروتونات ونيوترونات، لكن نواة الغادولينيوم-150 تتحدى هذا التصور، حيث تنتفخ وتتخذ شكلاً شبيهاً بالكمثرى، وذلك بسبب حركة متزامنة للجسيمات داخل النواة. هذه التذبذبات تجعل النواة غير متناظرة، وهو أمر لم يكن متوقعًا في النظريات الكلاسيكية.

كيف تم قياس هذا الشكل الغريب؟

نظرًا لصغر حجم نوى الذرات، لا يمكن رؤيتها حتى بأقوى المجاهر، لكن العلماء استخدموا طريقة غير مباشرة للكشف عن شكلها. فقد قاموا بقياس إشعاع غاما، وهو الإشعاع المنبعث عندما "تهدأ" النواة بعد تذبذبها. يمكن تشبيه ذلك بالاستماع إلى صدى الصوت في غرفة لتحديد أبعادها، حيث تكشف موجات غاما عن شكل النواة بدقة مذهلة.

ثورة في فهم المادة والكون

يُشبه العلماء هذا الاكتشاف بـ "فيمتوسكوب"، أي مجهر فائق الدقة للنواة الذرية، لأنه يتيح رؤية كيفية تنظيم المادة على أدق المستويات. وقد اختبر الفيزيائيون نظريتهم من خلال تحليل خمسة نماذج حديثة لبنية النواة، ما قد يقود إلى تطوير مواد جديدة تستخدم في مجالات متقدمة، مثل الطاقة النووية والموصلات الفائقة.

تصريح الباحثين: قفزة نحو المستقبل

علق البروفيسور باتريك ريغان، أحد المشرفين على البحث، قائلاً:

"من المذهل أن نتمكن من 'رؤية' هذه الهياكل الكمومية الدقيقة. فهمنا لهذه الأشكال قد يسهم في تطوير تقنيات جديدة، مثل تحسين كفاءة الموصلات الفائقة واستخدامات الطاقة النووية."

ماذا يعني هذا الاكتشاف للعلم والتكنولوجيا؟

هذا الاكتشاف لا يقتصر على كونه تحديًا للنظريات الحالية، بل قد يكون نقطة تحول في تطبيقات الفيزياء النووية، مما يمهد الطريق لتطوير مواد وتقنيات ثورية. ومع استمرار الأبحاث، قد تتكشف المزيد من الأسرار حول بنية الذرة وعالم الكم، ما يفتح الباب أمام إمكانيات لم يكن العلماء يتخيلونها من قبل.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك