نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هدى شديد حسناً تفعلين... - ايجي سبورت, اليوم السبت 22 مارس 2025 12:28 صباحاً

ايجي سبورت - صديقتي هدى. آلمنا رحيلك بالتأكيد. انت الصديقة المحبة. يذكرني رحيلك برحيل الوزير السابق جان عبيد، عندما نعاه الأضداد، وكلّ ادّعى انه كان صديقه. ذكرني موتك بما قاله الشيخ بيار الضاهر في خلال تكريمك في قصر بعبدا، "هل تعرفون شخصاً ليس لديه خصوم ولا أعداء. انها هدى شديد". هذا القول للضاهر تأكد لي أمس، بعد شيوع خبر الوفاة. اختليت بنفسي حزناً على رحيلك، ولجأت الى وسائل التواصل الاجتماعي، فوجدت ان صفحاته تضج بك، وإن ميتة. تماماً كما حصل في يوم تكريمك من رئيس الجمهورية. كان الخبر الأول. وهذا دليل على مدى حب الناس لك. هذا الحب لم يكن من طرف واحد، كان علاقة تبادلية، ربما كنت انت المبادرة فيها.
اليوم تطوين صفحة. اليوم تقررين الرحيل، وليتك بكرتي اكثر في القرار. نحزن لفقدانك، لكننا نتفهم قرار رحيلك. هدى، حسناً تفعلين، بأن تغادري هذه الحياة الفانية. وانت التي قلتي اخيراً "أهلكت جسدي وأنا أبحث أين أهرب من وجع قلبي، الى ان صرت أبحث أين أهرب من وجع جسدي... وهذه المرة لن أهرب". هدى، حسناً تفعلين، بأن تنتقلي الى عالم آخر. الحياة لا تليق بك وانت مريضة، وأنت تتألمين. الحياة معك حب وضحك وفرح وصخب دائم.
ليست هدى التي تجرجر قدميها لتدخل قصر بعبدا. وليست هدى التي تقبع في زاوية المنزل، لا تقوى على الانتقال من غرفة الى أخرى. وليست هدى التي تلازم المستشفى. صحيح انها حافظت على ابتسامتها، لكن هدى لم تكن في الفترة الأخيرة، هدى شديد نفسها. كانت تتعايش مع الألم، وتتحضر للموت.
في القصر اثناء التكريم، سألت احد الاطباء وهو صديق مشترك، قلت له "هل من أمل بعد؟". قال لي "أعجب كيف تمشي على قدميها. ارادتها الصلبة تدفعها الى العيش. من كان في مثل حالتها مات قبل سنة في اقل تقدير".
عدت الى المنزل في ذلك النهار، فرحأ بمبادرة رئيس البلاد الى تكريم هدى، المراسلة في قصر بعبدا، لنحو 25 سنة، وحزيناً لأني ايقنت ان ساعة الرحيل تدنو كثيراً.
اليوم، لا يسعني الا ان اردد الصلاة المقتبسة من جناز الراقدين في الكنائس الشرقية: مع القديسين أرح أيها المسيح نفس أمتك حيث لا حزن ولا وجع ولا تنهد، بل حياة لا نهاية لها".
0 تعليق