ايجي سبورت -  ر.ع. 

 لم تبدِ بيروت حتى الآن الحماسة المطلوبة للانتخابات البلدية الاختيارية على مستوى القواعد في العاصمة رغم اهتمام فاعلياتها ونخبها بهذا الاستحقاق حيث ستدبّ الحرارة فيه بعد عيد الفطر لدى الناخبين الذين سيُدفع بهم إلى مراكز الاقتراع مع تشديد الحكومة ووزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار على إتمامها في موعدها في أيار المقبل. ولا يميل الرئيس جوزف عون نحو تأجيل هذا الاستحقاق حيث لا يريد في بداية عهده التمديد للمجالس البلدية.

وتتجه الأنظار إلى انتخابات العاصمة لأن أهلها لا ينتظرون اختيار ممثليهم الـ24 في المجلس البلدي بل عليهم تأمين المناصفة بين المسلمين والمسحيين. وتشغل هذه المسألة الحساسة المسؤولين السياسيين ورجال الدين.

وفي معلومات لـ"النهار" إن الرئيسين نبيه برّي ونواف سلام تناولا موضوع ضرورة تأمين المناصفة مع تعويلهما هنا على موقع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي يعوّل عليه دور في هذا الاستحقاق رغم وجود حالة من الانقسام عند الطائفة السنية التي تشكل حجر الرحى في هذه الانتخابات.

وستقوم الوزيرة السابقة بهية الحريري والأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري بزيارة أبو ظبي ولقاء الرئيس سعد الحريري لوضع الخطوط العريضة لكيفية مشاركة فريقهم في هذا الاستحقاق وخصوصاً في بيروت التي توجّه إليها كل أنظار اللبنانيين خشية أن لا تتأمن المناصفة في مقاعدها الـ24.  

ولم يعط "تيار المستقبل" أي إشارة بعد حيال كيفية دخوله في هذه الانتخابات سوى الإشارة التي أطلقها في شباط الفائت الرئيس سعد الحريري في ذكرى استشهاد والده بأنه لن يكون بعيداً من هذا الاستحقاق. 

 ويقول متابعون لانتخابات بيروت إن العمل على تأمين المناصفة في مجلسها البلدي يحتاج إلى تضافر جهود كل القوى السياسية الكبرى في ضفتي العاصمة بدءاً من "تيار المستقبل" وهذا ما يؤكد عليه رئيس المجلس بغية التوصّل إلى لائحة توافقية مع الأخذ في الاعتبار أن من لا يدور في فلك الأحزاب من نواب "تغييريين" وجمعيات مدنية ناشطة لن يقفوا متفرّجين على هذه الانتخابات. 

وتتخوّف أصوات بيروتية من عدم تأمين المناصفة على غرار انتخابات طرابلس في الدورة الأخيرة التي لم تأت بأيّ من المرشحين المسيحيين والعلويين. وفي المناسبة لا تميل أي جهة مسيحية إلى تأجيل الانتخابات البلدية وباشرت الاستعداد لها أكثر من القوى السياسية الأخرى.

 ولذلك يجري العمل بين الأفرقاء على إنتاج تسوية توافقية في انتخابات بيروت بغية عدم الوقوع في هذا "الفخ القاتل" في العاصمة "الذي تستفيد منه جهات تدعو إلى تقسيم بيروت التي تشكل مرآة الوطن".