ايجي سبورت - تداولت حسابات على موقعي فايسبوك وأكس منشوراً يتضمّن معلومات غريبة عن جزيرة سفالبار الواقعة في المحيط المتجمّد الشمالي، منها أن الولادة فيها غير ممكنة لغياب مستشفيات توليد النساء، والدفن فيها ممنوع، لأن الجثث لا تتحلل في تربتها المتجمّدة. 

ماذا نعرف عن سفالبار؟ وهل هذه المعلومات الواردة في المنشورات صحيحة؟

الموقع والسكان
سفالبار مجموعة جزر متجاورة (أرخبيل) تقع في المحيط المتجمّد الشمالي، بين النروج والقطب الشمالي. وتتبع النروج.

كانت مناجمُ الفحم، إضافة إلى صيد الحيتان، السبب التاريخيّ للوجود البشريّ في هذه البقعة النائية من أقصى شمال كوكب الأرض. ومع إغلاق معظم المناجم على مرّ السنوات، أصبحت السياحة والبحث العلميّ الركائز الرئيسيّة للاقتصاد المحلّيّ، والقطاع الذي يشكّل أكبر مصدر لفرص العمل.

يبلغ عدد سكان سفالبار أقل من ثلاثة آلاف، لكنها تستقبل سنوياً 140 ألف سائح.

صورة التقطها مصوّر لوكالة فرانس برس في مدينة لونغييربيين في سفالبار في 6 أيار/مايو 2022 (AFP / JONATHAN NACKSTRAND)

تشكّل المحميات الطبيعية 65% من مساحة سفالبار، ويتعيّن على الزوّار كما على السكّان الامتثال لقواعد صارمة لحماية الحياة البريّة. ويفرض القانون مثلاً غرامات كبيرة على من يتصيد الدببة القطبية أو يقطف الزهور.

وفي العام 2017، ألزمت السلطات النروجية مرشداً سياحياً بدفع غرامة قدرها 1300 يورو لأنه تسبب بإزعاج دب قطبي أبيض، فأخافه وجعله يهرب.

وذكّرت السلطات حينها في بيان "تحظر القواعد الاقتراب من الدببة القطبية لمسافة تزعجها، مهما كانت هذه المسافة".

تشكّل الرحلة بطائرة عادية إلى أرخبيل سفالبار الواقع على بعد نحو ألف كيلومتر من القطب الشمالي مغامرة قطبية مثيرة، إذ إن المشهد فيه يتألف من مساحات برية شاسعة خلاّبة، ودببة قطبية، ويمكن مشاهدة الشمس في سمائه في منتصف الليل، أو الاستمتاع بألوان الشفق القطبي، تبعاً للموسم.

"سفينة نوح" البذور
في العام 2008، صمم علماء في لونغييربين، في جزر سفالبار، مخزناً أشبه ما يكون بسفينة نوح لبذور النبات،  يضمّ بذور أكثر من مليون نوع، للمحافظة على هذه الأنواع في حال وقعت كارثة طبيعية على الأرض أو حرب أو مرض أو تغيّر مناخي وما سوى ذلك.

وللوصول إلى مكان التخزين، ينبغي عبور أبواب حصينة ونفق طوله 120 متراً، يؤدي إلى ثلاث غرف محاطة بأسلاك، وداخل هذه الغرف تخزّن البذور من القارات الخمس في صناديق.

هل ما جاء في المنشورات عن هذا المكان الغريب صحيح؟
تدّعي المنشورات أن الولادة غير متاحة في سفالبار لأن "لا جناح للولادة"، وأن "النساء الحوامل مضطرات للسفر إلى البر الرئيسي في النروج قبل شهر من موعد الولادة".

وبحسب صحافيي وكالة فرانس في النروج، فإن معظم النساء الحوامل المقيمات في سفالبار يفضّلن الانتقال إلى برّ النروج حيث المنشآت الطبيّة أكثر تقدّماً، من أجل الولادة هناك.

وتطلب شركات الطيران أن يكون ذلك قبل ثلاثة أسابيع من موعد الولادة.

لكن هذا لا يعني أن الولادة غير ممكنة في سفالبار. ففي العام 2009 أنجبت امرأة توأمين بجراحة قيصريّة في مستشفى هناك، وسُجلت قبل ذلك بثلاث سنوات ولادة مبكرة.

وبحسب صحافيي فرانس برس، يوجد في لونغييريين، المدينة الرئيسية في سفالبار، مستشفى، لكن الخدمات الطبيّة فيه محدودة.

هل يُحظر الدفن في سفالبار؟
يُحظر الدفن في توابيت. 

ولا يوضح القانون سبب هذا المنع، لكن الشائع هناك هو أن البرودة الشديدة تحول دون تحلّل الجثث.

في المقابل، يُسمح بالدفن بعد حرق الجثّة، ويتطلّب ذلك التنسيق مع كنيسة سفالبار لترتيب الإجراءات اللازمة.

صورة التقطها مصوّر وكالة فرانس برس لمقبرة لونغييربيين في 26 أيلول/سبتمبر 2021 (AFP / OLIVIER MORIN)

وما زالت سفالبار تضمّ قبور أشخاص دُفنوا هناك في القرنين السابع عشر والثامن عشر، فيما كان صيد الحيتان نشاطاً اقتصادياً رائجاً هناك.

وفي العام 1918، دُفن في سفالبار سبعة بحارة آتين من برّ النروج بعد إصابتهم بالإنفلونزا الإسبانية، على ما جاء في المنشور. وقرّر السكان حرق ملابسهم وأمتعتهم ودفنهم على الفور خوفاً من انتشار العدوى، وفقاً لما جاء في موقع متحف سفالبار.

خدمة تقصي صحة الأخبار باللغة العربية، وكالة فرانس برس