نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"إكس الصغير" وجه إعلاني لخطة ترامب بمواصفات"آي كيو" مرتفعة: "عمّرها بسواعد بيضا " - ايجي سبورت, اليوم السبت 22 مارس 2025 08:11 مساءً
ايجي سبورت - ليست من عبث إطلالات طفل إيلون ماسك المتكررة في البيت الابيض. مشاويره ودلاله وتأففاته ورحلاته على متن الطائرة الرئاسية "ماري ون" برفقة "الجد" دونالد ترامب. وفي خبايا اسمه المركب " X Æ A-12"، ابن السنوات الأربع، تكمن الخطوط العريضة لأميركا التي يريدها قادتها الجدد: ترامب وإيلون ماسك وغيرهما من أتباع الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة جون كينيدي الذي قضى اغتيالا عام 1963. وقد قرع الأخير جرس الانذار بشأن الوجود الأميركي من أساسه: "أكثروا من الإنجاب لأن ذريتنا في تراجع وعليه حضارتنا في خطر".
وفي قراءة المشهد المتكرر لإطلالات الطفل "إكس الصغير"، كما اعتاد والده أن يناديه، لابد من العودة الى الستينات من القرن المنصرم، تاريخ إضاءة الإعلام الأميركي على طفل كينيدي الذي خرق بروتوكول الصورة الرسمية مختبئاً أسفل مكتب ريزولوت التاريخي، أي المكتب نفسه الذي يستخدمه ترامب اليوم لعقد مؤتمراته وإشعال حماسة قواعده الانتخابية بالإشارة الى "الأميركي الابيض" في مواجهة "المهاجر الدخيل " . آنذاك، أطلق كينيدي من المكان نفسه حملته المعارضة لخطة "تنظيم الأسرة". تحدث عن رؤية مالتوس الاقتصادية، والأخير قدم في القرن التاسع عشر تنظيرا في غاية الاختزال لمشكلة الندرة، منتهيا إلى أن سببها راجع إلى أن سكان الأرض يزيدون وفق متوالية هندسية في حين تزيد الموارد وفق متوالية حسابية. أما ترامب، فإنه تحدث عن رؤيته الخاصة: "الإكثار من إنجاب ذرية تحمل الجينات البيضاء على أن يكون مستوى الـ"IQ" مرتفعاً"، والتي تتوافق مع مقومات ابن إيلون ماسك "إكس الصغير"، وقد قدمه للجمهور الأميركي بأنه طفل لطيف ومهضوم ومليء بالحياة ونسبة الذكاء لديه مرتفعة. وللإشارة، لدى إكس الصغير شقيقة تدعى "Y"، بما يخدم نظرية التكاثر الجنسي الذي ينشأ عن الصبغيين المحددين لجنس المولود.
وفي تشجيع التكاثر بين الأميركيين البيض، يؤكد ترامب على ثابتة أنه لا يريد أي تكاثر عشوائي، وإنما ذلك الناتج عن تدخل التقنيات الحديثة في صلب البويضة لتعديلها وفق ثابتتين: اللون الأبيض والـ"IQ" المرتفع، أي ما بات يعرف بـ"تحسين النسل الايجابي". ويتجلى المشهد في يوم التنصيب الرئاسي، إذ حرص نائب الرئيس جيه دي فانس على مشاركة أولاده اللحظات التاريخية. في حينه، عنون الاعلام الغربي بالآتي: "يا لها من لحظات عائلية جميلة. وقد أضفى سلوك أطفال نائب الرئيس المرح و الدفء والبهجة على الحدث الرسمي"، وقد كتبت مديرة أبحاث في مركز يعنى بشؤون المرأة: " يُمكننا الاحتفاء بإظهار الأبوة والأمومة في المكتب البيضاوي، باعتباره تقديرًا لشخصية المسؤول السياسي عموماً، بما في ذلك دوره في رعاية الأطفال، بدلًا من اعتبار هذا الدور عائقًا أمامه في أداء دوره في المجال العام على أكمل وجه. لكن من ناحية أخرى، علينا أن نفكر في كيفية استقبال هذا الإظهار للأبوة والأمومة لو كانت مسؤولة سياسية تحمل طفلها أثناء حديثها إلى الصحافة".
وبعيداً عن جدليات الجنس والجندر، يبدو أن الخيار وقع على "إكس الصغير" أو "ليل إكس"، ليكون الوجه الاعلاني لإدارة ترامب في التشجيع على الانجاب، ولاسيما أن أحدث تقرير للمركز الوطني الأميركي للإحصاءات الصحية يشير إلى أن معدل إنجاب الأطفال بأدنى مستوى منذ بدء حفظ السجلات.
وأفاد تقرير المركز التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، أنه تم تسجيل 3.59 مليون ولادة فقط في الولايات المتحدة عام 2023، ليكون أدنى مستوى مسجل منذ تسجيل 3.4 مليون ولادة في عام 1979. وبلغ عدد سكان الولايات المتحدة في ذلك الوقت 225 مليون نسمة، مقارنة بحوالي 335 مليونا الآن. وأفاد تقرير لمنظمة "بلاند بارينتهود" بأن نسبة زيارة النساء الى العيادات لوضع لولب رحمي زادت بنسبة 760% في اليوم التالي لفوز ترامب الذي فرض منع "الاجهاض"، البند الذي رفع أسهمه في مواجهة المرشحة الرئاسية كاميلا هاريس.
"إكس" الشيفرة
وبتنامي شهرة إكس الصغير " X Æ A-12"، والذي يجمع اسمه أكثر من رمز: "كروموزوم إكس" و" Æ التي تعني الذكاء الاصطناعي باللاتينية" و"A-12 التي ترمز إلى طائرة تجسس أميركية عسكرية مفضلة لدى والديه"، الأمور أسهل لدى رجل الاعمال الاميركي الثري إيلون ماسك بالترويج لقناعاته بشأن الانجاب، إذ قال عام 2014 خلال لقاء صحافي: "سيتعين على الناس إحياء فكرة إنجاب الأطفال كنوع من الواجب الاجتماعي، وإلا ستموت الحضارة"، وصولا الى العام الحالي الذي كشف عن تنامي عائلة ماسك الذي رزق حديثا بابنه الـ14 ولا تزال شهيته مفتوحة لإنجاب المزيد من "بناة أميركا الغد".
وبمحاكاة استعراضية لأصول الدم، يعلن كل من ماسك وترامب، تماما كما فعل بوريس جونسون حين حمل طفله الصغير الى الاجتماعات الرسمية، أن الامر يتجاوز القيود الشائعة أخلاقيا ومهنيا، ليرفعا معا نخب حركة "التشجيع على الانجاب": "عاش الملك".
0 تعليق