نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحب جميل... لكن هل يدفع الفواتير؟ - ايجي سبورت, اليوم الأحد 23 مارس 2025 09:10 صباحاً
ايجي سبورت - في سن الرابعة والعشرين، تتساءل الشابات عمّا إذا كان هناك عمر معين يتخلين فيه عن البحث عن الحب لصالح شريك مستقبلي يتمتع بثروة عائلية عميقة الجذور؟ فهنّ يردن الأمرين معاً، بالطبع، لكن ثمة خشية من أن يأتي وقت يُجبرن فيه على الميل نحو الخيار الثاني.
"ربما عند الثلاثين؟" تقول إحداهنّ مترددة، متأرجحة بين الخيارين، وتضيف: "أنا رومانسية في أعماقي"... ولكن!". هذه الـ "لكن" تعني ببساطة "الضرورات تبيح المحظورات"، حتى لو كانت من خلفية تعليمية متميزة، وتخرجت من جامعة مرموقة، وعملت بجد لتأمين وظيفة بآفاق مشرقة.
الضروف تحكم
لم يعد هذا الأمر مجرد سعي وراء المال، كما كان يُعتقد سابقاً، بل أصبح بالنسبة إلى كثيرات ضرورة تفرضها الظروف الاقتصادية. فمع ارتفاع أكلاف المعيشة، وأسعار العقارات، وتزايد الرغبة في تحقيق توازن صحي بين الحياتين المهنية والشخصية، باتت الثروة الموروثة عنصراً حاسماً في تحديد نمط الحياة المستقبلي، بغض النظر عن مقدار ما تكسبه المرأة أو شريكها المستقبلي.
الزيجات السعيدة مرهونة بميراث ضخم
تدرك شابات كثيرات أن هذا التفكير قد يكون عاملاً مؤثراً في قراراتهن العاطفية، بل قد يدفع بعضهنّ إلى إنهاء علاقات واعدة إذا كان الشريك لا يمتلك أصولًا مالية موروثة، خصوصاً إن كنّ قد اخترن مسارات مهنية مهمة لكن أجرها منخفض.
إلا أن هذه الفكرة لا تقتصر على النساء وحدهن. فثمة رجال من الجيل ذاته يعتنقون النهج نفسه، مستوحين قراراتهم من واقع اقتصادي جديد، يُعيد تشكيل مفاهيم الزواج والاستقرار. فوفقًا لتقرير نشرته "إيكونوميست" البريطانية بعنوان "كيف تصبح ثريًا في 2025: انسَ وظيفتك، فالميراث هو المفتاح"، عادت الثروة الموروثة لتلعب دوراً مهماً في الاقتصادات الغربية. ففي الأعوام 1900، كانت تمثل أكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي في بعض دول الغرب، قبل أن تنخفض في منتصف القرن العشرين، لكنها عادت للارتفاع مرة أخرى لتصل إلى نحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي في أواخر عام 2010.
إرثوقراطية
ساهم تباطؤ الإنتاجية وضعف نمو الأجور وارتفاع أسعار العقارات في تعزيز هذا الاتجاه، ما يجعل صعباً على الشباب تحقيق مستويات الرفاهية نفسها التي حظي بها جيل آبائهم، حتى مع التعليم الجامعي والوظائف الجيدة. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الأشخاص الذين تلقوا ميراثًا خلال فترة سنتين ارتفع من 1,7 مليون في عامي 2008-2010 إلى 2,1 مليون في عامي 2018-2020. ومتوقع أن يستمر ارتفاع معدل الميراث حتى عام 2036، ومنتظرٌ أن يورث جيل الـ "بابي بومرز" (مواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية) أبناءهم مبالغ ضخمة.
اتجاه متزايد نحو تزاوج الأفراد الذين لديهم فرص مضمونة للميراث بعضهم مع بعض، ما يؤدي إلى مزيد من تركيز الثروة في أيدي قلة مختارة
تقول المؤرخة الدكتورة إليزا فيلبي، مؤلفة كتاب "إرثوقراطية: حان وقت الحديث عن بنك ماما وبابا"، إن اختيار الشركاء بناءً على ثروة عائلاتهم "ظاهرة متزايدة االحدوث، فلم يعد التعليم هو المقياس الأساسي لاختيار الشريك الملائم، ولا حتى الوظيفة الجيدة، بل أصبحت ثروة الوالدين هي ما يحدد الفرص"، مضيقةً: "ما نشهده حالياً هو اتجاه متزايد نحو تزاوج الأفراد الذين لديهم فرص مضمونة للميراث بعضهم مع بعض، ما يؤدي إلى مزيد من تركيز الثروة في أيدي قلة مختارة".
نظرة واقعية
يعترف بعضهم بأن ثمة قلق إضافي يؤثر في النساء، ألا وهو فجوة الأجور المستمرة بين الجنسين، خصوصاً بعد تجاوزهن العشرينيات، إلى جانب الرغبة في إنجاب الأطفال، وربما التوقف عن العمل فترة من الزمان.
يبدو أن الحركة النسوية لم تعد ترى البقاء في المنزل ورعاية الأطفال أمراً معيباً. تقول إحداهن: "النسوية تتمحور حول الاختيار، لذا أصبح ممكناً للمرأة أن تعترف بأنه مثالي أن يكون لها زوج ثري". وتضيف أخرى: "ثمة توجه متزايد بين الشابات للاعتراف بأن دور الأم المتفرغة قد يكون أمراً جذاباً".
وأخيراً، كما تذكر فيلبي، النصيحة الحقيقية ليست البحث عن رجل يعمل في القطاع المالي، بل عن رجل له أب يعمل في القطاع المالي، لأن الثروة الموروثة هي التي تصنع الفارق الحقيقي.
0 تعليق