لبنان - وزير الزراعة يعلن حالة طوارئ زراعية بيئية لحماية الغابات - ايجي سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لبنان - وزير الزراعة يعلن حالة طوارئ زراعية بيئية لحماية الغابات - ايجي سبورت, اليوم الأحد 23 مارس 2025 05:50 مساءً

ايجي سبورت - أعلن وزير الزراعة اللبناني نزار هاني حالة طوارئ لحماية قطاع الغابات في لبنان، وإجراءات ستتّخذها الوزارة لوقف العمل برخص التشحيل ووقف إصدار وتجديد رخص إنتاج الفحم واجراءات صارمة بالتعاون مع وزارات الدفاع والداخلية والبلديات والعدل لضبط المخالفات بهذا الخصوص.

كلام هاني جاء خلال مناسبة اليوم العالمي للغابات، في ندوة أقامها المركز الزراعي في دير القمر، في قاعة مكتبة بعقلين الوطنية، بحضور عدد كبير من الشخصيات والفاعليات المعنية، ومن رؤساء اتحادات وبلديات ومخاتير وهيئات زراعية وبيئية ومحلية.

وقد استهل اللقاء رئيس المركز الزراعي في دير القمر وسام أبو ظاهر معرفاً، تلاه مدير مكتبة بعقلين الوطنية غازي صعب مرحّباً، ثم جرى عرض فيلم عن "دور المستجيب الأول والبلديات".

وقال وزير الزراعة في كلمته: "نلتقي اليوم في المكتبة الوطنية في بعقلين، هذا المعلم الثقافي العريق الذي يُجسّد إرثاً فكرياً ومعرفياً عظيماً، حيث تُعتبر المكتبات حاضنات للمعرفة والتنوير، تماماً كما تُعد الغابات رئات الأرض ومصدراً للحياة والتنوع الحيوي. إن اجتماعنا هنا، في هذا الصرح الذي يعكس روح الفكر والثقافة، يُضفي على احتفالنا باليوم الدولي للغابات بُعدًا أعمق، يجمع بين البيئة والعلم، بين الطبيعة والإرث الحضاري".

وأضاف: "يأتي شعار هذا العام، الغابات والغذاء، ليؤكد الدور المحوري للغابات في تأمين الأمن الغذائي العالمي، إذ يعتمد نحو 5 مليارات شخص حول العالم على موارد الغابات بشكل مباشر أو غير مباشر. فالغابات ليست مجرد مساحات خضراء، بل أنظمة بيئية متكاملة تدعم التنوع البيولوجي، وتحمي مصادر المياه، وتسهم في التوازن المناخي، ما يجعل الحفاظ عليها واجباً أخلاقياً وبيئياً على الجميع".

وتناول هاني واقع الغابات عالمياً ومحلياً، التي تُغطي الغابات حوالي 31% من مساحة اليابسة، لكنها موزّعة بشكل غير متساوٍ، حيث تتركز 54% من غابات العالم في خمس دول فقط: روسيا، البرازيل، كندا، الولايات المتحدة، والصين. 

ووفقاً لمنظّمة "غرينبيس"، تُعتبر الغابات موطناً لما لا يقل عن 80% من التنوع البيولوجي البري، بما في ذلك أنواع نادرة من الأشجار والنباتات والحيوانات والطيور والحشرات والفطريات التي تتفاعل معاً في أنظمة بيئية متوازنة من هنا تأتي أهمية الزراعة الحرجية حيث تتماشى مزروعاتنا داخل الغابات وبالقرب منها دون التأثير على الأنظمة الإيكولوجية السائدة إذ أن الزراعة الحرجية تعتبر نوع من إدارة الأراضي تجمع بين الأشجار والمحاصيل الزراعية".

وقال: "أما في لبنان، فقد أصبحت غاباتنا مهدّدة أكثر من أي وقت مضى نتيجةً للتغيّرات المناخية، والحرائق المتكرّرة، والقطع الجائر للأشجار. وخلال الفترة الأخيرة، تعرّضت الغابات في الجنوب، النبطية، البقاع، وبعلبك-الهرمل للتعديات خطيرة، تسبّبت في فقدان حوالي 4000 هكتار من الغطاء الحرجي، ناهيك عن الحرائق المفتعلة والتعدّيات العمرانية العشوائية. ورغم الجهود التي تبذلها وزارة الزراعة بالتعاون مع الجهات الرسمية، فإن هذه التحدّيات تستدعي تحرّكاً أكثر حزماً".

وأعلن هاني إجراءات ستتّخذها وزارة الزراعة لحماية الغابات، منها:

- التعاون مع وزارة الدفاع الوطني: حيث تم تزويد وزير الدفاع بلائحة بالمناطق التي تشهد قطع الأشجار بالقوّة، وقد أصدر تعليماته المشددة لضبط هذه المخالفات فوراً.

- التنسيق مع وزارة العدل: لمطالبة القضاء بالإسراع في إصدار الأحكام الرادعة، وفرض عقوبات مشدّدة لمنع تكرار التعديات.

- تعزيز الرقابة الميدانية: بالتنسيق مع وزارة الداخلية والبلديات، تم إنشاء نقطة اتصال مركزية لضبط المخالفات بالتعاون مع مراكز الأحراج وحراس الغابات".

 إلى ذلك، أعلن هاني حالة طوارئ في قطاع الغابات، إذ أن "نشاطنا اليوم يأتي في سياق حملة الإرشاد التي تنظمها وزارة الزراعة والتي تم إطلاقها منذ يومين بالتعاون مع وزارة الإعلام. وبناءً على هذه التطورات، تُعلن وزارة الزراعة حالة الطوارئ في قطاع الغابات، واتخاذ الإجراءات التالية:

- وقف العمل برخص التشحيل لعام 2025 اعتباراً من 1 نيسان/أبريل.

- وقف إصدار وتجديد رخص إنتاج الفحم ابتداءً من 1 حزيران/يونيو 2025.

- تكثيف الدوريات الميدانية من قبل مراكز الأحراج، مع فرض محاضر ضبط فورية بحق المخالفين، والاستعانة بالقوى الأمنية والجيش عند الحاجة.

- إعادة النظر في تراخيص الاستصلاح الزراعي لضمان توافقها مع معايير الزراعة الحرجية المستدامة.

- إيقاف عمليات إنشاء الأبنية في أراضي الغابات بالتعاون مع المديرية العامة للتنظيم المدني".

ولفت هاني إلى "مستقبل أكثر استدامة للغابات، بالإضافة إلى هذه الإجراءات، تعمل وزارة الزراعة مع شركائها على تعزيز مفهوم الزراعة الحرجية المستدامة وتنظيم الرعي (Agro-Sylvo-Pastoral System)، بهدف دعم التنمية الريفية، وتحسين العلاقة بين المجتمعات المحلية والغابات، وخلق فرص عمل جديدة في المناطق الريفية. وهنا أود التذكير بضرورة تشجيع المزارعين على التسجيل في سجل المزارع الذي هو الأساس في بناء وتطوير هذا القطاع خاصة صغار المزارعين".
وختم: "إن مسؤوليتنا جميعاً – حكومةً وشعباً ومؤسسات – أن نحمي غاباتنا، لأن فقدانها يعني فقدان جزءٍ من هويتنا البيئية والطبيعية. إن التحديات جسيمة، لكن إرادتنا أقوى، وإجراءاتنا واضحة، وعزمنا لا يلين. حمى الله لبنان، وغاباته، وشعبه".

 بعد ذلك، ألقى مدير مديرية التنمية الريفية في وزارة الزراعة شادي مهنا محاضرة، تمحورت حول إدارة وأهمية الغابات والمحميات والآفات التي تصيبها والوقاية من الحرائق، تخلّلها نقاشات بهذا الخصوص.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق