نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خامنئي يضع ترامب أمام اختيار أيضاً: التفاوض غير المباشر أو لعبة الموت - ايجي سبورت, اليوم الاثنين 24 مارس 2025 06:10 صباحاً
ايجي سبورت - عندما ذهبت إدارة البيت الأبيض إلى مهاجمة جماعة الحوثي اليمنية (أنصار الله) بشكل مباشر، فهي أرادت أن تبعث برسالة عمليةٍ حول سياسة الرئيس دونالد ترامب القائمة على مبدأ "السلام عبر القوة"، إلى قادة طهران باحتمالية مواجهة المصير نفسه، ولذلك خرجت تحذيرات من أن إيران قد تواجه "حرباً محدودة" في إطار السياسة التي يفرضها عليها (التفاوض أو العمل العسكري)، وهو ما بدأه بإعادة فرض سياسةِ "أقصى ضغط" من العقوبات حتى وصل إلى التلويح بالعمل العسكري، مُحملاً طهران مسؤولية أي هجمات جديدة قد تُقدم عليها جماعة الحوثي التي تقف عند مدخل البحر الأحمر.
لكن، على عكس المتوقع، استمرت عمليات الحوثي وركزت على إطلاق صواريخها صوب المدن الفلسطينية المحتلة، ولم يقم ترامب بمهاجمة إيران كما تعهد، بل كتب على موقعه "تروث سوشيال": "هناك تقارير تفيد بأن طهران قللت من دعمها العسكري للحوثي!". ويبدو أن ترامب يحافظ على مهلة الشهرين التي منحها لطهران في رسالته التي بعثها إلى مرشدها الأعلى، بحيث يحافظ على استراتيجته المزدوجة أن تبقى إيران تحت تهديد "ظل الحرب" وفي الوقت ذاته تظل فكرة التفاوض مطروحة أمامها!
وفي ذلك الإطار، تأتي زيارة الوفد الإسرائيلي لواشنطن هذا الأسبوع، وإن كانت لا تتعلق بقضية إيران وحدها، بل بالنقاش حول قضايا الشرق الأوسط أيضاً، فقد حذر المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، من خسارة كل شئ إذا ما تم التمادي في سياسة "القوة" بدلًا من "التفاوض"، وذلك بعدما عادت إسرائيل إلى شن هجماتها على قطاع غزة. وكذلك أكد الرجل الذي يحمل الجانب العقلاني في إدارة ترامب، أن من المنطقي حل القضية مع إيران ديبلوماسياً.
خفض التكلفة
وقف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمام شاشة التلفزيون عشية الاحتفال برأس السنة الشمسية الجديدة (نوروز)، ليكشف عن طبيعة السياسة التي تنتهجها بلاده حيال التعامل مع القوى الغربية تحت مبدأ "خفض التكلفة"، والمقصود خفض الخسارة أو تجنب المواجهة العسكرية، ولذلك إن كانت إيران ترفض المفاوضات مع أميركا تحت وطأة العقوبات أو التهديدات العسكرية، لكنها لا ترفض مبدأها ولا ترحب بالحرب!
فقد حملت تصريحات الوزير الإيراني مؤشراً إيجابياً مع نوعٍ من المناورة، وهو الانتقال من رفض التفاوض المباشر مع إدارة ترامب، إلى الانتقال إلى التفاوض غير المباشر، فقد قال: "تحمل رسالة ترامب مزيجاً من التهديدات والفرص... في كل تهديد تكمن فرصة... لن تكون هناك مفاوضات مباشرة تحت ضغط... نحن مستعدون لأي مواجهة، لكننا لا نختار الحرب... التفاوض غير المباشر ليس طريقة غريبة وقد حدثت مراراً وتكرارا عبر التاريخ". وعلى ذلك يمكن النظر إلى زيارة عراقجي لسلطنة عمان عقب وصول رسالة ترامب، على أن طهران وجدت في التفاوض غير المباشر مخرجاً للتعاطي مع دعواته المتكررة الى الحوار معها.
كذلك، يتضح أن هناك توافقاً بين الخارجية الإيرانية وبيت القيادة، فرؤية المرشد الأعلى لا ترفض مبدأ المفاوضات، ولكن يجب ألا تكون تحت ضغط، وإلا ستنزلق إيران في منحدر من التنازلات. ويبدو أن طهران تفهم أهداف ترامب بشكل جيد، فهو يسعى إلى تحقيق سياساته في منطقة الشرق الأوسط من دون التورط في حرب كبرى، إذ أن أهدافه الكبرى تتعلق بالصين، وهي سبب استعجاله. ولذلك عندما هدد خامنئي: "إذا هاجمتنا أميركا، فستتلقى صفعة قاسية، ولسنا بحاجة لوكلاء"، فهو يشير إلى "لعبة الموت" التي لا يتمناها أحد، فإيران ستعاني من خسائر فادحة إذا دخلت في حرب، وأميركا أيضاً قد تستنفد قوتها في المنطقة بدلاً من التوجه نحو هدفها وهي في ذروة قوتها!
0 تعليق