نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المرشّح لجائزة الشيخ زايد سعود السنعوسي لـ"النهار": حاولت كتابة الكويت كما تمنيت قراءتها - ايجي سبورت, اليوم الاثنين 24 مارس 2025 07:02 صباحاً
ايجي سبورت - استغرقت ثلاثية "أسفار مدينة الطين" للروائي الكويتي سعود السنعوسي تسع سنوات من البحث والكتابة، ليُعيد قراءة سبعة عقود من تاريخ الكويت بأسلوب روائيّ يمزج ما بين التاريخ والفانتازيا والأسطورة. الرواية، التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2025، تعكس تحوّلات المجتمع الكويتي، من الطين إلى الإسمنت، ومن الغوص بحثاً عن اللؤلؤ إلى عصر النفط، مستعرضة حياة الشخصيات التي شكّلت ملامح هذه الفترات الزمنية.
في حوار مع "النهار" ، يكشف السنعوسي عن التحديات التي واجهها أثناء الكتابة، ويتحدث عن تأثير الجوائز الأدبية، وكيف يرى المنافسة مع الأعمال الأخرى المرشحة، كما يناقش تأثير التاريخ في الرواية العربية.
كيف تلقيت خبر ترشيح "أسفار مدينة الطين" لجائزة الشيخ زايد للكتاب؟
تلقيت الخبر بسعادة كبيرة، وهذه السعادة كانت بحجم الجهد المبذول في العمل. فقد استغرقتني كتابة الثلاثية تسع سنوات. كانت رحلة طويلة من البحث والتوثيق. وبقدر المشقة، كان وقع الترشيح كبيراً. ربما تحقق للعمل انتشار جيّد، وعروض للترجمة، لكن الجوائز تضيف بعداً آخر، إذ تفتح أمام العمل أفقاً أوسع للوصول إلى القرّاء.
ما الذي يجعل الرواية مؤهلة للوصول إلى القائمة القصيرة وربما الفوز بالجائزة؟
هذا السؤال لا يمكنني الإجابة عنه بدقة، لأن الأمر يعود إلى رؤية لجان التحكيم. لكن ما أستطيع قوله هو أنني سعيت إلى كتابة رواية تقوم على بحث معمّق في التاريخ الكويتي، وتطرح قضايا إنسانية تتجاوز حدود الزمان والمكان، كما أنني حاولت أن أقدّم الكويت في فترة لم تحظَ بتغطية واسعة في الرواية العربية، مرحلة ما قبل النفط وما رافقها من تحوّلات اجتماعية واقتصادية وسياسية كبرى. هذه الفترة، التي يمكن وصفها بأنها أرض بكر لم تُستكشف كثيراً أدبياً، وكانت تستحق أن تُحكى بطريقة مختلفة.
كيف ترى تأثير هذا الترشيح على مسيرتك الأدبية؟
الترشيح يمثل خطوة إلى الأمام في مشروعي الأدبي، وهو اعتراف بجهدي كروائي متفرغ للكتابة في بيئة ليس من السهل فيها أن يتفرغ الكاتب لمشروعه من دون تحدّيات كبيرة. بالنسبة إليّ، كل جائزة وترشيح هما تراكمٌ يضيف إلى التجربة الأدبية، وليس تكريماً للعمل فقط، بل أيضاً لما سبقه من أعمال ولما سيأتي لاحقاً.
ثلاثية سعود السنعوسي الروائية
هل الجوائز الأدبية تعكس تطور الأدب العربي؟
هذا يعتمد على نوع الجائزة ولجان التحكيم. بعض الجوائز يستعين بنقّاد، مما يمنح الترشيحات بُعداً نقدياً أعمق، بينما ينحاز بعض الجوائز إلى الذائقة الشخصية. ومع ذلك، لا يمكننا القول إن الجوائز هي المقياس الوحيد لتطور الأدب، لكنها بالتأكيد تعكس الإقبال على الرواية كجنس أدبي.
ما مدى أهمية جائزة الشيخ زايد للكتاب في المشهد الروائي العربي؟
منذ انطلاقتها عام 2007، كانت للجائزة بصمة واضحة في تقدير المبدعين، سواء من الأسماء المكرسة أم الشابة، كما أن دورها لا يقتصر على التكريم فحسب، بل يمتد إلى دعم الأعمال الفائزة عبر الترجمة والترويج العالمي، مما يتيح فرصة واسعة للروايات العربية للوصول إلى قارئ مختلف.
ما التحديات التي واجهتك أثناء كتابة الثلاثية؟
كانت هناك تحديات عدة، أولها أنني كنت ملتزماً وظيفة تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين، مما صعّب عليَّ التفرغ للكتابة، لكنني تجاوزت ذلك عندما قررت ترك الوظيفة والتفرغ تماماً لهذا المشروع. التحدّي الآخر هو أن الرواية تغطّي فترة زمنية واسعة تمتد من 1920 إلى 1990، وهذا يعني بحثاً مضنياً في المصادر التاريخية، سواء كانت كتباً أم مذكرات أم وثائق بريطانية أم مقابلات مع أشخاص عايشوا تلك المرحلة.
كيف ترى تطور مشروعك الروائي من "ساق البامبو" و"ناقة صالحة" إلى هذه الثلاثية؟
يمكن القول إن "ناقة صالحة" كانت استراحة ومقدمة للثلاثية، فقد كتبتها أثناء انشغالي بالبحث في "أسفار مدينة الطين". أيضاً، كان خط الصحراء جزءاً من الثلاثية في البداية، لكنني شعرت بأنه يجب أن يكون منفصلًا، فجاءت "ناقة صالحة" كمشروع مستقل. أما على مستوى الأدوات السردية، فقد حاولت أن أتمرد على أسلوبي السابق، وأبحث عن طرق جديدة للسرد والتجريب في البناء الروائي.
كيف حققت التوازن بين السرد التاريخي والخيال في الرواية؟
لم يكن هدفي إعادة سرد التاريخ، بل خلق عالم سردي يتقاطع معه. اعتمدت على التاريخ كخلفية للأحداث، لكنني كنت أبحث عن المناطق المهملة في الكتب التاريخية، وأمنحها بعداً تخييلياً يعيد تشكيلها من منظور أدبي، كما أنني عمدت إلى أسطرة بعض الأحداث والشخصيات، مما أضفى على الرواية طابعاً فانتازياً يوازي الواقع.
لماذا اخترت شخصية "صادق بو حدب" راوياً للرواية؟
لأنني كنت أتمنى لو كان هناك كاتب كويتي سابق على المرحلة التأسيسية للرواية في سبعينات القرن الماضي، فاخترعت هذه الشخصية وزرعتها في تاريخ الكويت. جعلته رفيقاً لجيل الرواد في أول بعثة دراسية إلى القاهرة عام 1939، ووضعت له أعمالًا متخيلة كأنه كاتب حقيقي.
كيف تعاملت مع الأساطير والخرافات الشعبية في الرواية؟
الشخصيات مثل الطنطل، بودرياه، وأم السعف والليف كانت جزءاً من الذاكرة الشعبية، لكن لم تكن لها حكايات مكتملة، بل كانت مجرد مخلوقات مخيفة. قمت بتوظيفها سردياً عبر إعادة ابتكار حكايات خاصة بها، بحيث تصبح جزءاً من نسيج الرواية بدلًا من أن تكون مجرد رموز فولكلورية.
كيف تلقيت الإشادات النقدية التي حظيت بها الرواية؟
سعدت بها كثيراً، خصوصاً من أسماء مثل واسيني الأعرج، إبراهيم نصرالله، الحبيب السالمي وسعد البازعي. أن تجد روايتك محل اهتمام هؤلاء الكبار هو أمر مبهج، لكنه في الوقت ذاته مسؤولية تدفعني إلى مزيد من التطور.
ماذا عن المقارنات بين "أسفار مدينة الطين" وأعمال ملحمية مثل "الحرافيش" و"مدن الملح"؟
أخشاها! هذه الأعمال صنعت هوية الرواية العربية، وأي مقارنة معها تضعني أمام مسؤولية كبيرة. أنا فقط حاولت تقديم رواية عن الكويت بملامح ملحمية، لكنها بالتأكيد لا تدّعي منافسة هذه الأعمال العظيمة.
ما الذي يشغلك الآن بعد إنهاء الثلاثية؟
هناك مشاريع عدة قيد التفكير، بين الرواية، المقالات، المسرح، والدراما التلفزيونية، لكنني لم أقرر بعد أيها سيكون المشروع الآتي. المهم بالنسبة إليّ هو أن أواصل الكتابة بأسلوب جديد يأخذني إلى أماكن لم أستكشفها بعد.
0 تعليق