تعكس هذه الحالة خللاً في الإدارة أو في التخطيط الاستراتيجي، وهو ما يؤثر سلباً على قدرة جوفنتوس على التقدّم وتجاوز التحدّيات التي اعترضته سابقاً.

أحد أبرز مظاهر هذه الإشكالية هو تكرار القرارات غير المدروسة نفسها، مثل إعلان إدارة النادي مغادرة المدرب تياغو موتا وتعيين إيغور تيدور بدلاً منه، رغم الآمال الكبيرة التي كانت معلّقة على موتا واقترابه من قيادة الفريق للمشاركة في النسخة المقبلة من دوري أبطال أوروبا. هذا التغيير المفاجئ في مرحلة حاسمة يثير العديد من الشكوك حيال مدى جدوى هذه الخطوة وتوقيتها.

ويُلاحظ أنّ الإدارة قد اختارت المجازفة بإسناد قيادة الفريق إلى مدرب موقت لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، رغم التاريخ المتواضع الذي يمتلكه هذا المدرب مع لاتسيو وعدم تقديمه أي إضافات تُذكر.

قرار إقالة تياغو موتا في هذه المرحلة الحساسة يعكس اعترافاً ضمنياً بفشل النظام الرياضي في داخل جوفنتوس وكذلك في إدارة النادي، كما يثير تساؤلات حيال أهداف المدير الرياضي جيونتولي. فهل يسعى فعلاً لإعادة الفريق إلى منصات التتويج أم يكتفي فقط بضمان التأهل إلى دوري أبطال أوروبا؟ أم أنّ تركيزه ينصب على بناء فريق قادر على المنافسة الدائمة في المستقبل؟

كان من الأفضل اتخاذ قرار إقالة موتا في بداية الموسم حين كان الفريق يمر بفترة صعبة، بدلاً من الانتظار حتى الوصول إلى مرحلة فاصلة يمكن أن تُعيد الفريق إلى المشاركة في البطولة الأوروبية الأهم. يبدو أنّ الإدارة أضاعت فرصة البداية القوية، بالرغم من تعزيز تشكيلتها الصيف الماضي، مما يُظهر تخبطاً واضحاً في اتخاذ القرارات.

أما بالنسبة إلى موتا، فقد استعجل ترك تدريب بولونيا والانتقال إلى جوفنتوس، وهو ما قد يتطلب منه الآن إعادة تقييم مسيرته التدريبية والعمل على اكتساب مزيد من الخبرة قبل تولّي مسؤولية قيادة فريق كبير بحجم "السيدة العجوز". هذا القرار قد يدفعه إلى فترة استراحة تُعيد بناء سمعته وقدرته على تحقيق إنجازات مستقبلية.

جوفنتوس يدخل مرحلة جديدة بعد إقالة موتا (إكس)

مع هذا التحوّل الإداري، يبدو أنّ جوفنتوس على وشك الدخول في مرحلة غامضة. يبقى السؤال: هل سينجح تيدور في تحقيق شيء يُحسب له خلال هذه الفترة القصيرة؟ أم أنّ الأمور ستصل إلى حد الاستعانة مجدداً بخدمات أليغري في الصيف المقبل؟